بالصور والفيديو... فتيات مصريات سفيرات ووزيرات ليوم واحد

في مبادرة تهدف لتمكينهن من المناصب القيادية

أمنية محمد في سفارة سويسرا بالقاهرة (الصفحة الرسمية للسفارة بـ«فيسبوك»)
أمنية محمد في سفارة سويسرا بالقاهرة (الصفحة الرسمية للسفارة بـ«فيسبوك»)
TT

بالصور والفيديو... فتيات مصريات سفيرات ووزيرات ليوم واحد

أمنية محمد في سفارة سويسرا بالقاهرة (الصفحة الرسمية للسفارة بـ«فيسبوك»)
أمنية محمد في سفارة سويسرا بالقاهرة (الصفحة الرسمية للسفارة بـ«فيسبوك»)

ذهبت الطالبة المصرية أمنية محمد من منزلها بالقاهرة إلى مقر سفارة سويسرا بمصر، لتجلس على مقعد السفير، في مبادرة تهدف إلى تمكين الفتيات في القيادة المجتمعية.
المبادرة التي أطلقتها منظمة «بلان إنترناشيونال إيجيبت»، والتي تعمل في مصر منذ نحو 35 عاما من أجل تعزيز حقوق الطفل والمرأة في الدول النامية. وتشمل المبادرة أربعين فتاة، لتتخذ من ترؤس الفتيات لمؤسسات وسفارات دولية في اليوم العالمي لدعم الفتيات طريقة رمزية للتمكين والتشجيع.
تقول أمنية (16 عاما) لـ«الشرق الأوسط» إن الجلوس على مقعد سفير سويسرا مكّنها من معرفة قليلة عن كيفية سير العمل داخل السفارة، وكيف يتم مناقشة المشكلات، مثل الهجرة وحماية الفتيات، فيما لاقت الفتاة تعاونا من العاملين في السفارة.
وحظيت مبادرة «فتيات في أدوار قيادية في مصر» التي تم تفعيلها في اليوم العالمي للفتاة والموافق الحادي عشر من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، باهتمام من السفارات والمنظمات الدولية المشاركة فيها، فنشرت عدداً من السفارات في مصر صوراً للفتيات على مقاعد الرئاسة من خلال الصفحات الرسمية عبر «فيسبوك»، مثل سفارة بلجيكا وسويسرا.
وشملت المبادرة سفارات 25 دولة من بينها العراق والأرجنتين والدنمارك وبريطانيا والسويد والولايات المتحدة وآيرلندا وتركيا وألمانيا.
كما سمحت المبادرة للفتيات بأن يتقلدن رئاسة منظمات دولية في مصر أبرزها برنامج الأغذية العالمي، والاتحاد الأوروبي، واليونيسيف ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة، ومؤسسات رسمية مصرية وهي المجلس القومي للأمومة والطفولة، ووزارة التضامن الاجتماعي.
وتضيف أمنية: «شعرت أن لي رأيا وصوتا مسموعا. سعدت بأن ما قدمناه من توصيات مثل الاهتمام بأدوار الفتيات وإنشاء مراكز لدعمهن أُخذت على محمل الجد».
وجاءت مشاركة الفتيات بدعم من وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، التي سمحت وزيرتها غادة والي أيضا بأن تتقلد فتاة (مي صلاح) منصبها لساعات، بأن تطلع على البريد والطلبات التي ترد إلى مكتب الوزيرة، وتعرف كيف تدير الوزيرة هذا الشأن، بحسب مسؤولة في منظمة «بلان إنترناشيونال إيجيبت» لـ«الشرق الأوسط».
https://www.facebook.com/EUinEgypt/videos/1616271061810776/
وعن كيفية اختيار تلك الفتيات، تفسر منسقة الفعاليات بالمبادرة هالة كامل لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء الفتيات شاركن مسبقا في برامج توعية ممتدة منذ سنوات، وكذلك أنشطة مجتمعية، ثم جاء ترشيحهن للمشاركة في المبادرة التي بدأ العمل عليها منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.
تقول هاجر أحمد زكريا (20 عاما) والتي شاركت في المبادرة متقلدة رئاسة سفارة بلجيكا: «على الأقل كسرنا الحاجز النفسي لتولي منصب كبير. شعرت أننا يُمكن أن نكون صُناع قرار في المستقبل»، وتضيف أنها لاقت ترحيبا من السفارة، وتعرفت بشكل نسبي كيف تصبح سفيرة ليوم واحد فقط.
وعقب قضاء ثلاث ساعات داخل مكتب السفارة، ذكرت هاجر زكريا أن هناك عدة انطباعات تُركت بداخلها، مثل أن هناك أحكاما مسبقة تطارد السيدات في المناصب القيادية، تحتاج إلى مبادرات من أجل تقبل وجود السيدات بها. الفتاة شاركت في مبادرة محلية بقريتها أبو مسلم بالجيزة من بين أهدافها كسر الصورة النمطية عن تولي النساء للمناصب القيادية، بحسب حديثها لـ«الشرق الأوسط».
وعملت كل من أمنية وهاجر وأخريات في مبادرات سابقة في قراهم ومدنهم بمصر على التوعية بدور النساء، عقب أن خضعن لتدريبات توعية عن تولي المرأة للقيادة في مجتمعها.
وقبل تولية الفتيات المناصب في إطار المبادرة، تم تنظيم عدد من الفعاليات المجتمعية من المنظمة في ثماني محافظات مصرية وهي: الإسكندرية، وأسيوط، والبحيرة، والقاهرة، والجيزة، والقليوبية، وقنا، وسوهاج. وقد شملت هذه الأنشطة المحلية مجالس قروية صورية وحوارات اجتماعية وأياماً للتوعية بشأن سلامة الفتيات والقيادة والصحة.
جدير بالذكر أن اليوم العالمي للفتاة قد تم إطلاقه في عام 2012 عقب دعوة عالمية من عدد من الفتيات لتأسيس هذا اليوم بقرار من الأمم المتحدة، يهدف إلى التركيز على حياة الفتيات، والعمل على تعزيز حقوقهن وكسب التأييد المجتمعي لهن.



مصر: متحف الفن الحديث يستعيد بريقه بعد «سنوات الإغلاق»

متحف الفن المصري الحديث في حُلة جديدة (قطاع الفنون التشكيلية)
متحف الفن المصري الحديث في حُلة جديدة (قطاع الفنون التشكيلية)
TT

مصر: متحف الفن الحديث يستعيد بريقه بعد «سنوات الإغلاق»

متحف الفن المصري الحديث في حُلة جديدة (قطاع الفنون التشكيلية)
متحف الفن المصري الحديث في حُلة جديدة (قطاع الفنون التشكيلية)

رحب الوسط الثقافي والفني في مصر بإعادة افتتاح متحف الفن المصري الحديث، الثلاثاء، بعد الانتهاء من تطويره وتحديث سيناريو العرض المتحفي، بعد أكثر من 30 عاماً تعرض خلالها المتحف للإغلاق بهدف الترميم والتطوير أكثر من مرة.

وشهد افتتاح المتحف، مساء الثلاثاء، حضوراً حاشداً للفنانين التشكيليين بالإضافة إلى عدد من المسؤولين.

واستقر متحف الفن المصري الحديث في مبناه الحالي بساحة دار الأوبرا المصرية عام 1983، بعد سنوات طويلة من التنقل بمقتنياته بين مقار عدة كانت معظمها قصوراً تراثية، وتم افتتاحه عام 1991 ليكون أحد منابر الفنون التابعة لوزارة الثقافة ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية.

وتضمنت احتفالية افتتاح المتحف الاحتفاء بمرور 112 عاماً على ميلاد أحد رموز الفن المصري حسين بيكار، وتم تنظيم معرض داخل المتحف لأعمال الفنان المصري الراحل تحت عنوان «خبيئة بيكار»، كما تم عرض فيلم تسجيلي عن نقل معبد أبو سمبل تحت عنوان «العجيبة الثامنة».

وعلّق الفنان أيمن لطفي على الاحتفالية وكتب على «فيسبوك»: «شكراً للاحتفالية الراقية، وشكراً صندوق التنمية الثقافية على المقدمة المحترفة للفيلم التسجيلي الرائع العجيبة الثامنة، وشكراً قطاع الفنون التشكيلية على المجهود بمتحف الفن الحديث».

إعادة افتتاح متحف الفن المصري الحديث (قطاع الفنون التشكيلية)

وقال الفنان أشرف رضا إن «متحف الفن الحديث رمز نعتز به لأنه يجمع أعمالاً فنية لكل الأجيال من جيل الرواد حتى الآن»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف أغلق عدة مرات للتجديدات والصيانة، وكان الافتتاح بشرى وخبراً ساراً لجموع الفنانين ومحبي الفن في مصر، حيث افتتح في أبهى صوره، بعرض متحفي جديد، وتنسيق جيد روعي فيه تجميع أجيال الفنانين طبقاً للتسلسل الزمني من الرواد للأجيال التالية».

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، أن إعادة افتتاح متحف الفن المصري الحديث بمعرض «خبيئة بيكار» هو تكريم لروح الإبداع المصري، وتجسيد لالتزامنا بحماية الإرث الثقافي، ويمثل هذا الحدث نافذة مفتوحة أمام الأجيال الجديدة للتعلم من رواد الفن، الذين جعلوا من أعمالهم جسوراً تصل بين الماضي والمستقبل، وفق بيان للوزارة.

ووفق قطاع الفنون التشكيلية «خضع المتحف لعمليات تطوير متعددة شملت نظم العرض المتحفي والإضاءة والنظم الأمنية خلال الفترات المتعاقبة حيث افتتح عام 2005، وتعرض لفترات إغلاق أخرى، إلى أن افتتح أخيراً في 2020، ثم تم إغلاقه جزئياً بعد أزمة كورونا ومن أجل أعمال التطوير».

ويقول الدكتور وليد قانوش إن ما حدث في المتحف من تطوير هو استكمال لأعمال القيادات السابقة بقطاع الفنون التشكيلية، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «إعادة الافتتاح شهدت احتفاء وفرحة وسعادة بين كبار الفنانين التشكيليين الذين حرصوا على حضور الاحتفالية، وكان الاحتفاء بالفنان الكبير بيكار موفقاً للغاية، وهي بداية استعادة العرض المتحفي لقاعة أبعاد الموجودة داخل المتحف».

جانب من احتفالية افتتاح متحف الفن المصري الحديث (وزارة الثقافة)

ويضم متحف الفن المصري الحديث آلاف الأعمال الفنية المتميزة من إبداعات الفنانين المصريين، حيث يحتوي على عدد كبير من الأعمال الفنية في الرسم والحفر والتصوير والخزف والنحت تمثل النبض الحي لواقع وتاريخ الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة، على مدى 100 عام.

ويوضح قانوش أن «المتحف مر بعدة مراحل للتطوير كانت تؤثر على كفاءة تشغيله»، مضيفاً: «في الفترة الأخيرة تمت معالجة مشكلة تسرب المياه من الأسقف بشكل نهائي، وتنفيذ تكييف مركزي لمبنى المتحف كله، وكذلك تكييف لمخازن المتحف وتزويدها بنظام إطفاء ذاتي، بالإضافة لصيانات عاجلة مثل تحديثات في الإضاءة والدهانات، وتحديث الأنظمة الأمنية».

وأكد الدكتور أشرف رضا أن «من أهم ما تم إعلانه خلال الافتتاح هو أن يتم فتح المتحف على مدار اليوم من 9 صباحاً إلى 9 مساء، وكذلك إعادة افتتاح قاعة أبعاد، وأتمنى أن تكون هناك خطة تسويقية جديدة للمتحف، وكذلك أتمنى استعادة مشروع بيع مستنسخات أو ركن الهدايا الذي كان يبيع منتجات مثل الحقائب والقمصان والأكواب المرسوم عليها لوحات رواد الفن المصري».

جانب من الأعمال المعروضة بمتحف الفن المصري الحديث (فيسبوك)

وأشار إلى أن «المتحف يضم نحو ألف لوحة وعمل فني في نظام العرض المتحفي الحالي، بينما تضم المخازن ما بين 16 إلى 18 ألف لوحة تمثل الحركة الفنية منذ عشرينات القرن الماضي وحتى اليوم، كما تمت إعادة افتتاح المتحف بمعرض للفنان الكبير بيكار في قاعة أبعاد، فهناك خطة لاستخدام هذه القاعة في تقديم الفن المصري بطرق مختلفة وسيكون المعرض المقبل بها لمقتنيات مجموعة من الفنانين الشباب».

ولفت رئيس قطاع الفنون التشكيلية إلى أن المتحف سيكون مفتوحاً بداية من فبراير (شباط) المقبل من الساعة 9 صباحاً إلى 9 مساء ما عدا يوم الاثنين، بعد توجيهات من وزير الثقافة بفتح المتحف لفترة مسائية، وكذلك فتحه يوم الجمعة بدءاً من الواحدة ظهراً، الذي كان يعد يوم عطلة.

ومن الأعمال التي يضمها متحف الفن المصري الحديث لوحات لرواد الفن مثل محمود سعيد، ومحمود مختار، ويوسف كامل، وراغب عياد ومحمد ناجي، وأدهم وسيف وانلي، بالإضافة إلى أجيال تالية مثل جمال السجيني وعبد الهادي الجزار وحامد ندا وآدم حنين.