مواجهات على أطراف تكريت بين القوات العراقية ومسلحي «داعش»

معارك كر وفر حول مصفاة بيجي وقاعدة «سبايكر»

مواجهات على أطراف تكريت بين القوات العراقية ومسلحي «داعش»
TT

مواجهات على أطراف تكريت بين القوات العراقية ومسلحي «داعش»

مواجهات على أطراف تكريت بين القوات العراقية ومسلحي «داعش»

نسف مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» منزل أمير قبائل العبيد العربية السنية غرب مدينة كركوك الواقعة شمال البلاد، بعد أن رفض مبايعتهم. وقال الشيخ أنور العاصي الذي لجأ إلى محافظة السليمانية في إقليم كردستان منذ ثلاثة أسابيع إن «عناصر (داعش) نسفوا منزلي في قرية الرمل اليوم من خلال زرع مواد متفجرة وتدمير المنزل».
وأضاف العاصي أن «سبب ذلك يعود إلى رفضي مبايعة (داعش) وإعطائهم موافقة تبرر قتل الشيعة أو الشروع بتنفيذ أعمال التهديد والخطف والإحالة لما يعرف بمحاكمهم الشرعية».
وأحكم التنظيم سيطرته على مناطق غرب كركوك، التي تضم قضاء الحويجة، منذ نحو شهر بعد انسحاب قطاعات الجيش.
من جهة أخرى، قتل ثلاثة من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بينهم قيادي، في انفجار عبوة ناسفة نفذته عشائر سنية منتفضة ضده قرب ناحية الرشاد على بعد 65 كلم غرب كركوك. وقال مصدر في العشائر المنتفضة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قواتنا فجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لـ(داعش) مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم؛ بينهم القيادي صالح فرحان من سكان قرية ربيضة الواقعة جنوب كركوك».
وشكلت العشائر التي رفضت الانخراط في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» تشكيلا عسكريا لمقاتلتهم، خصوصا في غرب كركوك ومحافظة صلاح الدين.
في السياق ذاته، أكد شيخ عشائر الجبور في محافظة صلاح الدين، خميس آل جبارة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عشائر الجبور في مقدمة من يتصدى الآن من بين القبائل في صلاح الدين لتنظيم (داعش) إلى الحد الذي لم يتمكن فيه هذا التنظيم من دخول المناطق التي توجد فيها عشائر الجبور أو التي لها ثقل فيها مثل العلم والضلوعية»، وكلتاهما تقع إلى الشمال من بغداد. وأضاف أن «استهداف الضلوعية أمر يراد منه إحداث فتنة بين العشائر، حيث هناك عشائر لم تحرك ساكنا حيال تنظيم (داعش)، ويبدو أن الأمر لا يعنيها، وبالتالي أصبحت الجبور هي المستهدفة الأولى من قبل هذه العصابات التي تورط الناس بها أول الأمر وتصوروا أنهم سيحققون مطالبهم أو يخلصونهم مما هم فيه»، مشيرا إلى أن «هناك من صفق لتنظيم (داعش) عند دخوله تكريت، وهو ما سهل في واقع الأمر احتلال المدينة لأن المقاومة مرتبطة بالقناعة، ولأنه لم تكن هناك قناعة بهذه المقاومة، فقد دخل تنظيم (داعش) بسهولة أول الأمر».
وبشأن مجريات المعارك سواء داخل تكريت أو على أطرافها، ومنها الضلوعية، قال آل جبارة إن «من المستغرب إصرار (داعش) على الضلوعية، فهي ليست مفتاحا لأي شيء حتى نقول أن احتلالها يكون من شأنه مساعدتهم على التحرك باتجاه هدف أكثر أهمية، لكن الضلوعية تتكون من عدة عشائر هي الجبور والبوفراج والبوجواري والخزرج والجنابيين، وإن المطلوب على ما يبدو هو رأس الجبور لأنهم يكادون وحدهم من يقف بوجه هذه العناصر ويمنعونهم من تحقيق أهدافهم».
من ناحية ثانية، استمرت أمس المعارك بين القوات الحكومية وتنظيم «داعش» حول مصفاة بيجي الاستراتيجية وقاعدة سبايكر الجوية. وكان الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا نفى أن تكون مصفاة بيجي أو قاعدة سبايكر وقعتا في أيدي «داعش» على الرغم من استمرار المعارك بين الطرفين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.