مقتل 9 حوثيين بمعارك صعدة... وإفشال هجوم ضد الجيش في تعز

أسبوع دموي شهد اعتداءات ضد المدنيين في قرى الحديدة

يمنيان ينتظران معونة مالية من إحدى المنظمات الدولية في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيان ينتظران معونة مالية من إحدى المنظمات الدولية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

مقتل 9 حوثيين بمعارك صعدة... وإفشال هجوم ضد الجيش في تعز

يمنيان ينتظران معونة مالية من إحدى المنظمات الدولية في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيان ينتظران معونة مالية من إحدى المنظمات الدولية في صنعاء (إ.ب.أ)

بينما تقف قوات الجيش الوطني من ألوية العمالقة، بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية التي تقوده السعودية، على تخوم مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، تواصل قوات الجيش الانتشار وتمشيط المناطق التي تمت السيطرة عليها مؤخرا من خلال تطهير الجيوب التي تختبئ فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية خاصة في المزارع على طول الشريط الساحلي، بالتزامن مع استمرار القوات نزع وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الانقلاب في الطرقات والأحياء السكنية وذلك في إطار تطهير المناطق المحرر وتأمين المواطنين وكذلك تأمين الطرقات لتسهيل عملية دخول المساعدات الإنسانية، والتقدم نحو المناطق غير المحررة بما فيها مدينة زبيد الأثرية، جنوب الحديدة، ونحو مركز مدينة الحديدة ومينائها.
وطبقا لألوية العمالقة، فقد أكدت أن «ضرباتها وصواريخها تصطاد قناصة وتجمعات ميليشيات الحوثي الانقلابية وعناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني».
وذكرت في بيان لها أن «الفرق الهندسية التابعة للبرنامج الوطني لنزع الألغام قامت ضمن مبادرة الملك سلمان (مسام) وبتنسيق مع الفرق الهندسية التابعة لقوات ألوية العمالقة حملة انتزاع الألغام من المناطق والقرى والمزارع التي زرعتها الميليشيات الحوثية الإجرامية في جبهة الساحل الغربي».
وقالت بأن «الفرق الهندسية التابعة للبرنامج الوطني وبتنسيق مع الفرق الهندسية لقوات ألوية العمالقة، تمكنت من انتزاع آلاف الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات في مناطق وقرى الساحل الغربي خلال الأيام الماضية»، موضحة أن «هذه الحملة التي تستهدف المناطق التي حررتها ألوية العمالقة من ميليشيات الحوثي في الساحل الغربي تستمر حتى يتم انتزاع كل الألغام التي زرعتها هذه الميليشيات الإجرامية».
وأشارت «العمالقة» إلى أن «هذه الحملة التي تقوم بها الفرق الهندسية في مركز الملك سلمان وبالتنسيق مع الفرق الهندسية لألوية العمالقة تأتي ضمن خطة مدروسة لإعادة نمط الحياة إلى طبيعتها في هذه المناطق حيث يمكن للمواطنين بعدها التنقل بحرية تامة في مزارعهم وأعمالهم دون أي أخطار».
يذكر أن عشرات الضحايا من المواطنين سقطوا جراء تلك الألغام بينهم أطفال ونساء ناهيك من مئات الحيوانات التي كان يعتمد عليها المواطنون بمناطق الساحل الغربي كمصدر رزق رئيسي.
ورافق الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي مُنيت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية، بارتكاب الانقلابيين الجرائم الإنسانية الكبيرة بحق المواطنين العُزل في الحديدة والتي تمثلت بأسبوع دامٍ، طبقا لما أظهر فلاش، نشره المركز الإعلامي لألوية العمالقة، يروي فيه الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي قامت بها ميليشيات الحوثي في الحديدة، وقالت فيه بأن ميليشيات الحوثي الانقلابية «قصفت الأحياء السكنية في مدينة التحيتا وتم إخراج مواطن مُسن من تحت الركام، وإصابة شاب جراء انفجار لغم زرعته الميليشيات في قرية السويف، وقتل طفل بقذيفة هاون في مدينة التحيتا، وقتلت امرأة مع أغنامها في مدينة حيس جراء قصف منزلها بقذيفة هاون، وقصف منازل المواطنين في حي المنظر، وقصف صاروخي على مخيم للنازحين في الخوخة وقتل امرأتين وجرح العشرات، واستهداف المنازل في مدينة التحيتا متسببة بجرح وإصابة عشرات الأطفال، واستهداف أسرة كاملة بقذائف الهاون أثناء محاولتهم النزوح في مدينة الدريهمي ومقتل شقيقين بلغم زرعته الميليشيات الحوثية شرق يختل».
يأتي ذلك في الوقت الذي تدور فيه معارك عنيفة في معاقل الانقلابيين بصعدة، إلى جانب اشتعالها في جبهات القتال الساحلية والداخلية بما فيها تعز ومأرب والبيضاء ونهم.
وسيطرت قوات الجيش الوطني على مواقع جديدة كانت تخضع للميليشيات الحوثية، وتحديداً في مديريات الظاهر وباقم وكتاف بمحافظة صعدة، طبقا لما أوردته قناة «العربية»، التي نقلت عن مصادر عسكرية ميدانية تأكيدها أن «الجيش اليمني نجح في تنفيذ هجوم على مواقع للحوثيين قبالة مديرية الظاهر، وسيطر عليها بعد مقتل أكثر من 9 عناصر من الميليشيات وفرار آخرين».
وأضاف «أما في مديرية باقم، فقد خاضت عدة ألوية من الجيش اليمني هجوماً متزامناً محققة إنجازات عسكرية ومقتربة من مركز مديرية باقم، وذلك بعد دعم من طيران التحالف الذي دمر تعزيزات للحوثيين كانت تحاول مساندة عناصرها على الجبهات».
وفي مديرية كتاف، يواصل الجيش عمليات مسح وتطهير للألغام التي زرعها الحوثيون بأشكال وأحجام مختلفة، حيث تم نزع أكثر من 300 لغم خلال اليومين الماضيين.
وبالانتقال إلى تعز، قتل اثنان من عناصر الانقلابيين وجرح آخرون عقب تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل ميليشيات الانقلاب إلى مواقعها في محط القصر الجمهوري، شرق، بالتزامن مع المعارك التي تشهدها جبهات مقبنة، غرب تعز.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.