عون يلتقي ماكرون في أرمينيا ويؤكد: تشكيل الحكومة شأن لبناني

من دون أن ينفي رغبة الرئيس الفرنسي الإسراع بتأليفها

الرئيس ميشال عون خلال اجتماعه مع الرئيس الفرنسي ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس ميشال عون خلال اجتماعه مع الرئيس الفرنسي ماكرون (أ.ف.ب)
TT

عون يلتقي ماكرون في أرمينيا ويؤكد: تشكيل الحكومة شأن لبناني

الرئيس ميشال عون خلال اجتماعه مع الرئيس الفرنسي ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس ميشال عون خلال اجتماعه مع الرئيس الفرنسي ماكرون (أ.ف.ب)

التقى الرئيس اللبناني ميشال عون، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش مشاركتهما في أعمال القمة الفرنكوفونية السابعة عشرة المنعقدة في العاصمة الأرمينية يريفان.
وأكد عون أن التفاهم كان تاماً مع الرئيس الفرنسي حول كل الموضوعات، وقال إن تشكيل الحكومة شأن لبناني من دون أن ينفي الرغبة الفرنسية بالإسراع بتأليفها.
وبدأ اللقاء بخلوة بين الرئيسين دامت قرابة عشرين دقيقة، ثم انضم إليهما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل والمستشار الدبلوماسي للرئيس ماكرون السفير فيليب إتيان. وبعد اللقاء أوضح عون في دردشة مع الصحافيين أن «التفاهم كان تاماً مع الرئيس الفرنسي حول كل الموضوعات، ونحن نتعاون دائماً مع بعضنا كأصدقاء».
وعن تشكيل الحكومة، أكد أن «الاجتماع مع الرئيس ماكرون ليس بهدف تشكيل الحكومة، لأن هذا شأن لبناني بحت، لكنه يرغب طبعاً بتشكيلها، خصوصاً بعد إجراء الانتخابات النيابية».
وعن إمكانية لقائه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بعد عودته إلى بيروت، أكد رئيس الجمهورية أن «الرئيس الحريري مرحب به ساعة يشاء».
ورفض الإجابة عن سؤال حول عما إذا كان الرئيس الفرنسي أبلغه أن مؤتمر «سيدر» في خطر، قائلاً: «عندما يصرح الرئيس ماكرون بذلك سوف تعلمون بالأمر».
ونقلت «الوكالة الوطنية» عن مصادر الوفد اللبناني قولها إن «الرئيسين عون وماكرون أجريا جولة أفق تناولت الأوضاع في لبنان ودول المنطقة، وتطرق البحث خصوصاً إلى موضوع التهديدات الإسرائيلية، حيث كان الرأي متفقاً على ضرورة العمل لإبقاء الوضع مستقراً في الجنوب، كما شمل البحث موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم إلى الأماكن الآمنة والمستقرة في بلادهم، وأن تقدم الأمم المتحدة مساعدات لهم في مناطقهم داخل سوريا».
وفي الشأن الحكومي، أكد الرئيس عون أن «الاتصالات جارية لتشكيل الحكومة التي اعتبر الرئيس ماكرون أنه لا بد من تشكيلها بعد الانتخابات النيابية».
وفي وقت لاحق، اجتمع الرئيس عون مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في حضور الوفد الرسمي التونسي. وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وسفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر، ومدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والمستشار أسامة خشاب.
وتطرق البحث خلال الاجتماع إلى العلاقات اللبنانية - التونسية، حيث اتفق الرئيسان على ضرورة تطوير هذه العلاقات لتشمل كافة المجالات. كما تناول البحث الأوضاع في المنطقة والقضايا العربية المشتركة في ضوء التطورات الأخيرة. ووجه الرئيس التونسي دعوة إلى الرئيس عون لزيارة تونس، كما جدد رئيس الجمهورية دعوة السبسي للمشاركة في القمة الاقتصادية والتنموية التي ستعقد في بيروت في يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك بعدما كان وزير المال علي حسن خليل أرسل الدعوة الرئاسية الخطية إلى الرئيس التونسي.
وتطرق البحث أيضاً إلى ما يميز لبنان وتونس على صعيد الثقافات والحضارات المشتركة. وفي هذا السياق، تحدث الرئيس عون عن «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» التي يعمل لبنان على إنشائها، فلقيت هذه المبادرة اللبنانية دعماً من الرئيس التونسي، الذي نوه بمواقف عون وجهوده ودوره على صعيد دعم القضايا العربية وقيادة لبنان إلى شاطئ الأمان والاستقرار والسيادة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.