الشرطة البلجيكية تحتج على المهام الإضافية ونقص الموارد

تتهم الحكومة بعدم الوفاء بوعودها منذ هجمات بروكسل

الشرطة البلجيكية تحتج على المهام الإضافية ونقص الموارد
TT

الشرطة البلجيكية تحتج على المهام الإضافية ونقص الموارد

الشرطة البلجيكية تحتج على المهام الإضافية ونقص الموارد

شهدت بلجيكا أكبر عملية احتجاجية نظمتها نقابات الشرطة، من خلال تنظيم لجان تفتيش منذ صباح أمس الجمعة على معظم الطرق ومداخل المدن، مما أدى إلى تعطل حركة المرور على معظم الطرق في البلاد، واستمرت حتى عصر نفس اليوم. وجاء ذلك للتعبير عن احتجاج رجال الشرطة على بعض الأمور، ومنها إجراءات تتعلق بتغيير وضعية وعمل بعض وحدات الشرطة بتكليفات جديدة ومختلفة، وأيضا بسبب تنامي الاعتداءات التي يتعرض لها عناصر الشرطة في الشوارع، وأيضا تولى مهام إضافية.
وكانت مدينة «لياج» شرق البلاد قد شهدت في يونيو (حزيران) الماضي هجوم إرهابي راح ضحيته ثلاثة أشخاص من بينهم عنصران من الشرطة وشاب تصادف وجوده في مكان الحادث الذي نفذه شخص بعد خروجه من السجن.
وتواجه الشرطة البلجيكية نقصا حادا في الأفراد رغم زيادة الموارد المالية والخدمات للأجهزة الأمنية في البلاد في أعقاب تفجيرات 22 مارس (آذار) من العام 2016 والتي أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين وشملت مطار ومحطة قطارات داخلية في العاصمة البلجيكية بحسب تصريحات لوزير الداخلية جان جامبون في وقت سابق.
وفي مارس الماضي وبعد مرور عامين على هجمات بروكسل نوهت وسائل الإعلام في بلجيكا إلى أن الوعود بزيادة أعداد عناصر الشرطة في الشوارع لم تتحقق وهي وعود من الحكومة بنشر 2500 رجل شرطة إضافي في الشوارع. وبعد عامين لم يتم سوى نشر مائة رجل شرطة إضافي فقط بحسب ما جاء في الأرقام التي قدمها وزير الداخلية جان جامبون في رد كتابي على استجواب داخل البرلمان البلجيكي.
وفي تعليق على الاحتجاجات التي جرت الجمعة، قال كارلو مايدو رئيس نقابة المكتب الوطني لرجال الشرطة والأمن أن أعدادا وأقساما كبيرة من وحدات الشرطة، استجابت وشاركت في العملية الاحتجاجية والتي تتمثل في عمليات تفتيش على حزام الأمان وقيادة السيارة تحت تأثير الكحول وغيرها. وأضاف بأن رجال الشرطة فاض بهم الكيل بسبب الإجراءات التي تؤدي إلى تغيير وضعية عناصر من الشرطة في وحدات أمنية. وفي نفس الوقت يطالبون باحترامهم من السياسيين والمواطنين. وقال «أصبح رجل الشرطة يواجه في أي يوم احتمال تعرضه لصفعه على وجهه في الوقت الذي يعمل فيه على توفير الأمان للآخرين».
ونوه أيضا إلى إطلاق سراح شخص مؤخرا بشكل مبكر من سجنه، وسبق إدانته في قتل شرطية، بالإضافة إلى إسناد مهام إضافية لعناصر الشرطة ومنها مراقبة تحركات المهاجرين غير الشرعيين الذين يرفضون التقدم بطلب للجوء في بلجيكا وإنما يريدون السفر بشكل غير شرعي إلى بريطانيا. كما يطلب من رجال الشرطة تولي مهام حراسة السجون في ظل الإضرابات المتكررة لحراس السجون.
وفي الشهر الماضي اعترفت وزارة الداخلية البلجيكية، بأن إصلاح إجراءات التعيين في جهاز الشرطة يسير بشكل بطيء للغاية وفي بعض الحالات يستغرق الأمر عاما لمعرفة نتائج الاختبارات للمتقدمين بطلبات للحصول على فرصة للعمل في جهاز الأمن البلجيكي.
وفيما يرى البعض أن انضمام عناصر جديدة إلى أجهزة الشرطة تسير بشكل بطئ للغاية، رد مكتب وزير الداخلية بالقول نحن نقوم بالمطلوب، لقد وفرنا الموارد، والمدارس تقوم بعملها لتأهيل عناصر جديدة من رجال لشرطة. وفي الرد الكتابي على الطلب البرلماني، أشار الوزير إلى أن الشرطة تحتاج إلى أربعة آلاف شخص لسد هذا النقص ونوه إلى أن ثلاثة أرباع المناطق الأمنية في أنحاء البلاد تعاني بسبب نقص في عدد الأفراد. وقال فيردريك فورتناتو من منظمة اتحاد الشرطة في بلجيكا «إذا استمرت الأمور بهذا الشكل فإن الشرطة الفيدرالية لن تتمكن من أداء عملها بشكل صحيح ويمكن القول بأننا وصلنا الآن إلى نقطة حرجة».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.