منذ أيام راؤول وديفيد فيا لم ينعم منتخب إسبانيا لكرة القدم بمهاجم قناص يحظى بثقة الجميع لكن باكو ألكاسير قدم دلائل قوية على إمكانية لعب هذا الدور. ففي كأس العالم 2014 اعتمدت إسبانيا على دييغو كوستا لكن مهاجم أتلتيكو مدريد قدم بطولة محبطة وتكررت القصة مجددا في نهائيات روسيا هذا العام.
وبحث المدرب الجديد لويس إنريكي على خيارات متنوعة واغتنم ألكاسير فرصته وبرهن على جدارته بتسجيل هدفين ضمن عرض رائع خلال الفوز 4 - 1 على ويلز في لقاء ودي في كارديف الخميس. وسجل مهاجم بروسيا دورتموند، المعار من برشلونة، تسعة أهداف في خمس مباريات مع ناديه ومنتخب بلاده مواصلا حالة تألق مبهرة.
وأمام فريق المدرب رايان غيغز احتاج ألكاسير إلى ثماني دقائق ليفتتح التسجيل بتسديدة رائعة، ثم استغل ارتباك الدفاع ليضيف هدفا ثانيا في الدقيقة 29، وكانت هذه أول عودة له للتسجيل مع إسبانيا منذ التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) 2015 عندما هز شباك لوكسمبورغ في تصفيات بطولة أوروبا 2016، وأحرز اللاعب البالغ عمره 25 عاما خمسة أهداف قبل هذه البطولة وكان هداف إسبانيا في التصفيات لكن المهاجم الذي كان يلعب بصفوف فالنسيا آنذاك خرج من التشكيلة النهائية للمدرب فيسنتي ديل بوسكي.
ويحرص ألكاسير الآن على البقاء ضمن حسابات لويس إنريكي ويؤمن بأن السبيل الوحيد لذلك هو الحفاظ على مستواه الحالي. وقال ألكاسير للصحافيين بعد مباراة ويلز: «الأهداف ترتبط باللياقة والثقة ودقائق اللعب والعمل الدؤوب والاجتهاد في التدريبات حتى عندما لا تمضي الأمور بشكل جيد. البقاء في المنتخب يتطلب الاستمرار على هذا النسق».
وانضم ألكاسير إلى برشلونة في فترة المدرب لويس إنريكي في 2016 لكنه لم يشارك كثيرا في ظل وجود خط هجوم قوي يتقدمه ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار. وحتى بعد انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان اعتمد المدرب الجديد إرنستو بالبيردي على خطة 4 - 4 - 2 مستندا على ميسي وسواريز ليبقى ألكاسير على مقاعد البدلاء.
لكن الأمور اختلفت مع لويس إنريكي في المنتخب، إذ يتطلع المدرب لإعادة بناء الصفوف بعد ثلاثة إخفاقات في البطولات الكبرى منذ التتويج بكأس العالم 2010 وببطولة أوروبا 2012، ويصر ألكاسير على أن يشكل جزءا مهما في العهد الجديد لمنتخب إسبانيا.
وقال ألكاسير في وقت سابق: «في النهاية كل شيء يعود إلى القرارات التي نتخذها، وجدت لمدة عامين في برشلونة، لم يكن لي دور ولم تسر الأمور كما أردت، قررت أن أبحث عن المزيد من الدقائق في الخارج، لقد رحلت لكي أشعر بالمزيد من السعادة باللعب». وأوضح النجم الحالي لبروسيا دورتموند أن اللاعب الذي يتحلى بالثقة أفضل من اللاعب الذي يفتقدها، وأضاف قائلا: «قررت البحث عن المزيد من الدقائق في الخارج، في برشلونة من الصعب أن تلعب في ظل وجود لويس سواريز وميسي وديمبلي».
ولكن ما يثير الانتباه بحق ما يحدث مع هذا اللاعب في دورتموند، فهو يحل ثانيا في ترتيب مهاجمي الفريق بعد اللاعب ماكسيمليان فيليب (24 عاما) الذي تعاقد معه النادي الألماني هذا الموسم قادما من فريبورغ، ويراهن عليه بشكل كبير في الحاضر والمستقبل، ولكن المستوى الفني الذي يقدمه حاليا قد يدفع مدربه السويسري لوسيين فافر إلى مراجعة حساباته بشأن مسألة التناوب بين اللاعبين.
وقالت صحيفة «11 فرويند» الألمانية في تحليلها لأداء اللاعب الإسباني بعد ثلاثيته «هاتريك» في مرمى أغوسبورغ الذي خسر مباراته الأولى أمام دورتموند هذا الموسم بنتيجة 3 - 4 بسبب الركلة الثابتة التي نفذها ألكاسير، وأحرز منها هدفا في الوقت بدل الضائع: «دورتموند اكتشف الأهداف في اللحظة التي وصل فيها إلى الفريق المهاجم الجديد باكو ألكاسير، هذا ليس من قبيل المصادفة، هذا المهاجم يضفي نوعا من الجودة على طريقة لعب دورتموند الذي كان يفتقد لهذا حتى مجيء اللاعب».
ألكاسير يتألق من جديد مع إسبانيا بعد سنوات من الشقاء
المهاجم يصر على أن يشكل جزءاً مهماً في العهد الجديد للماتادور
ألكاسير يتألق من جديد مع إسبانيا بعد سنوات من الشقاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة