هل يمكن أن يعود نيوكاسل إلى زمن كان يهابه الجميع؟

الفريق الذي نافس يوماً على لقب الدوري الإنجليزي لم يتذوق طعم الفوز بعد 8 جولات في الموسم الحالي

عرفت جماهير نيوكاسل الكرة الجميلة تحت قيادة كيفين
عرفت جماهير نيوكاسل الكرة الجميلة تحت قيادة كيفين
TT

هل يمكن أن يعود نيوكاسل إلى زمن كان يهابه الجميع؟

عرفت جماهير نيوكاسل الكرة الجميلة تحت قيادة كيفين
عرفت جماهير نيوكاسل الكرة الجميلة تحت قيادة كيفين

عندما كان نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي في واحدة من أزهى فتراته، أرسل النادي وفداً إلى مدينة تورينيو الإيطالية في محاولة لإقناع نادي يوفنتوس بالتخلي عن خدمات نجم الفريق وأحد أبرز النجوم في عالم الساحرة المستديرة في ذلك الوقت روبرتو باجيو، وهو الأمر الذي يلخص طموحات وأحلام النادي في تلك الفترة.
إنها قصة رائعة في حقيقة الأمر، حيث قرر نيوكاسل يونايتد إرسال هذا الوفد إلى يوفنتوس حتى من دون أن يحصل على موعد لإجراء محادثات، كما لم يكن هناك أي اتصال مع نادي يوفنتوس في هذا الشأن من الأساس. وعندما أخبر مسؤولو نيوكاسل يونايتد، المدير الفني للفريق آنذاك، كيفين كيغان، بهذا الأمر، قال لهم إنهم أصيبوا بالجنون، لأنهم اعتقدوا أن أحد عمالقة كرة القدم الأوروبية سوف يستقبلهم ويدخل معهم في مفاوضات من دون أن يوجه لهم الدعوة للحضور.
ورغم العديد من علامات الاستفهام التي أثيرت حول هذه المحاولة، فإنها تعكس الطموح الذي كان النادي يسعى لتحقيقه. ولم ينجح نيوكاسل بالطبع في الحصول على خدمات باجيو، لأنه كان من المستحيل أن يفكر يوفنتوس في بيع لاعب بهذه القدرات والإمكانات في تلك الفترة. كما لم ينجح النادي في تنفيذ الاقتراح البديل في حال فشل التعاقد مع باجيو، وهو التعاقد مع النجم الهولندي دينيس بيركامب.
وأشار كيغان، في سيرته الذاتية الجديدة، إلى المحادثات التي أجراها مع مدير نيوكاسل يونايتد آنذاك، دوغلاس هول، الذي كان صاحب اقتراح التعاقد مع باجيو أو بيركامب، قائلاً: «لقد أشرت بلطف إلى أن هذه ليست هي الطريقة التي تعقد بها الأندية الكبرى صفقات انتقال اللاعبين، لكنني كنت معجباً بجرأته، حتى لو لم يكن يتصرف بالطريقة التي كنت أرى أنها الأنسب في مثل هذه الأمور». ولم يكن كيغان يشعر بالخجل أبداً في أن يطلب من إدارة النادي التعاقد مع اللاعبين الذين يرى أنهم سيقدمون الإضافة والدعم اللازم للنادي، لكن يجب الإشارة إلى أن أولويات نيوكاسل يونايتد في ذلك الوقت كانت تختلف تماماً عن أولوياته في الوقت الحالي.
وكانت فلسفة كيغان بسيطة للغاية في هذا الشأن، وكانت تتلخص في أنه إذا كانت هناك فرصة لتدعيم مركز يعاني منه الفريق، فيجب القيام بذلك على الفور ومن دون تردد، وبالفعل تعاقد مع بيتر بيردسلي ليحل محل ديفيد كيلي، ومع ديفيد جينولا ليحل محل سكوت سيلارز، ثم جاء بعد ذلك ديفيد باتي مكان لي كلارك، وهكذا. ونتيجة لهذه السياسة، نجح كيغان في نقل الفريق من المراكز التي تنافس على الهبوط في دوري الدرجة الثانية إلى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن لكي يتمكن الفريق من القيام بذلك، كسر النادي الرقم القياسي لأغلى الصفقات في تاريخه سبع مرات، وذلك عندما تعاقد مع كل من آندي كول، وراؤول فوكس، ودارين بيكوك، ووارن بارتون، وفاوستينو أسبريا، وليس فرديناند، وآلان شيرار.
وأتذكر أنه عندما سحق نيوكاسل يونايتد، نادي مانشستر يونايتد، بخمسة أهداف دون رد في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1996، قال نجم مانشستر يونايتد آنذاك إيريك كانتونا لكيغان بعد نهاية المباراة: «إنكم تملكون فريقاً رائعاً». والآن، هل يصدق أي شخص أن نيوكاسل يونايتد لم يحقق أي فوز خلال الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز بعد مرور ثماني جولات من المسابقة، وبعدما هُزم في المباراة الأخيرة أمام مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدفين؟
وهل يعتقد أي شخص الآن أن النادي قادر على العودة إلى المسار الصحيح في ظل النظام الحالي؟ وما الذي يمكن أن نتوقعه من نادٍ تعهد بأن يضع «كل جنيه يحصل عليه» في سوق انتقالات اللاعبين من أجل تدعيم صفوف الفريق، لكن الواقع يشير إلى أن صافي ما أنفقه النادي يقل عما تنفقه بعض الأندية في دوري الدرجة الأولى؟ ومتى ترى الأجيال الصغيرة من مشجعي نيوكاسل يونايتد، التي لم تر النادي وهو ينافس على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة كيغان - وأتحدث هنا عمن هم أقل من 30 عاماً - النادي، وهو يخرج من هذه الحالة من الركود والانهيار؟ وإلى متى يتعين على هذه الأجيال أن تنتظر حتى ترى بعض النتائج الجيدة للنادي في العصر الحديث؟
وفي أحد الأيام خلال الأسبوع الماضي، عاد كيغان إلى شمال شرقي إنجلترا لكي يستعيد ذكريات الأمجاد التي حققها مع النادي، وأشار إلى أنه من الرائع أن يعود إلى النادي في تلك الليلة أمام هذا العدد الكبير من الجمهور الذي كان ينتظره، ليستمع إلى تجاربه الرائعة في أحد أفضل وأروع فترات النادي في تاريخه. ولم يكن من الغريب أن نرى كيغان وهو متأثر للغاية، وهو يتحدث عن تلك الأيام. وفي الحقيقة، لم أجد الكلمات المناسبة لوصف تلك اللحظة، لكني أعجبت للغاية بالكلمات التي نشرتها صحيفة «التايمز»، عندما قالت: «لا يمكنك أن تعرف معنى الحب الحقيقي حتى ترى كيفين كيغان وهو يتحدث عن نيوكاسل يونايتد».
لكن الشيء الذي يصيب المرء بالحزن، يتمثل في أن الذكريات الرائعة التي يتحدث عنها كيغان الآن قد حدثت خلال القرن الماضي، أما الآن وفي ظل امتلاك مايك آشلي للنادي، فإن ما يقوله مسؤولو النادي أمام وسائل الإعلام، وفي المؤتمرات الصحافية، يختلف تماماً عن الحقائق وعن الأشياء التي تحدث في الغرف المغلقة. ومن المؤكد أنه لن يكون من السهل على الإطلاق أن نفهم كيف يتوقع نادي نيوكاسل يونايتد أن يقنعنا بأنه يجاري التغيرات الهائلة التي حدثت في الأمور والموارد المالية المتعلقة بكرة القدم، بينما مر 13 عاماً على قيام النادي بكسر الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخه؟
لقد مر وقت طويل للغاية على هذا الأمر، حيث كان النادي تحت ملكية السير جون هول للنادي، وكان غرايم سونيس هو المدير الفني للفريق، بينما كان سفين غوران إريكسون هو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، وكان نادي بولتون يشارك في بطولة الدوري الأوروبي، وكان رفائيل بينيتيز قد قاد ليفربول للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. وفي ذلك الوقت أيضاً، كان توني بلير هو من يشغل منصب رئيس الوزراء في بريطانيا، وكان رولف هاريس يعمل على رسم صورة للملكة!
لقد كسر نيوكاسل يونايتد قيمة أغلى صفقة في تاريخه، عندما تعاقد مع مايكل أوين مقابل 16 مليون جنيه إسترليني من نادي ريال مدريد الإسباني. لكن مر وقت طويل للغاية على ذلك الوقت، وأصبحت هذه الـ16 مليون جنيه إسترليني في هذه الأيام لا تدفع للتعاقد مع لاعبين كبار، ويكفي أن نعرف أن هذا هو المبلغ الذي دفعه آرسنال للتعاقد مع المدافع اليوناني سوكراتيس باباستاثوبولوس في الصيف، وهو المبلغ الذي دفعه وولفرهامبتون واندررز للتعاقد مع الأوكراني أولكسندر زينشينكو، الذي كان يلعب في الفريق الرديف بنادي مانشستر سيتي!
كل هذه الأشياء تساعدنا على أن نفهم أن التفاصيل التي ذكرها كيغان في سيرته الذاتية ليست مجرد رحلة واقعية إلى الماضي من جانب جمهور نيوكاسل يونايتد، بقدر ما هي تذكير لنا جميعاً بأن النادي يعاني في الوقت الحالي من اختلال وظيفي واضح للجميع. ربما يحكي كيغان قصصه وذكرياته بصيغة الماضي، لكن لا يزال اسم مايك آشلي على باب النادي، ولا يزال النادي يدار من قبل أناس لا يدركون أن المدير الفني للفريق يكون بحاجة إلى إنفاق بعض الأموال من أجل تدعيم صفوف لاعبيه في سوق تنفق فيها الأندية الأخرى أموالاً طائلة من أجل شراء لاعبين جدد.
لقد تغيرت بعض الأسماء المسؤولة عن النادي، لكن الشيء الوحيد الذي تغير في النادي، من وجهة نظري، هو الملعب الذي أصبح في حالة سيئة، ويتآكل منذ عشر سنوات، وبات في حاجة ملحة إلى التجديد والرعاية. ويريد آشلي الآن أن يجعلنا نعتقد أن الأمر ليس كذلك، لدرجة أنه عندما قابل مجموعة من مشجعي النادي المحبطين خارج مطعم للبيتزا، قبل أيام، أشار لهم بعلامة النصر! إن كل ما يمكن أن يقال في هذا الشأن هو أن آشلي قد خدع جمهور النادي من قبل، وبالتالي لن يكون من السهل تصديق ما يقوله في الوقت الذي تشير فيه الأدلة التي أوردها كيغان في سيرته الذاتية إلى أن مالك النادي يمكنه أن يحجب الخطوط الفاصلة بين العلاقات العامة والحقيقة، وبين الصدق والكذب، وبين الحقيقة والخيال.
ويمكن القول بأن أصغر التفاصيل تساهم في رسم الصورة الأكبر، فعندما سُئل آشلي في مقابلة صحافية عن مباراته المفضلة لنادي نيوكاسل يونايتد، اختار المباراة التي فاز فيها الفريق بهدفين دون رد على نادي سندرلاند. وقد تبين أن هذه استراتيجية أخرى للعلاقات العامة. لكنه اعترف بعد ذلك أن مباراته المفضلة هي المباراة التي فاز فيها نيوكاسل يونايتد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد على توتنهام هوتسبير، حيث كان صديقه، بول كيمسلي، يعمل نائباً لرئيس النادي.
وقال آشلي: «إذا كنتم تريدون أن تشيروا إلى التعامل مع وسائل الإعلام على أنه كذب، فإنني سأقول نعم، لكنني لا أعتقد أنه كذب بالمعنى الحقيقي للكلمة». ربما لم يقع ضرر على أحد في تلك الحالة، لكن هل يجعلنا هذا نثق في هذا الرجل؟ لقد وجدت اللجنة التي كانت تنظر في الكيفية التي أقيل بها كيغان من تدريب النادي عام 2008 أن نيوكاسل يونايتد كان مداناً «بتعمد تضليل الصحافة والناس والجمهور»، أو بعبارة أخرى، كان النادي متهماً بالكذب.
ومن أجل مصلحة نيوكاسل يونايتد، يجب ضمان ألا يواجه المدير الفني الحالي للنادي، رفائيل بينيتيز، الاستفزازات والمشاكل نفسها التي واجهها كيغان، عندما كان يتم التعاقد مع اللاعبين من أجل «إرضاء» وكلاء اللاعبين، وعندما تم تعيين مسؤول عن التعاقدات الجديدة لم يسمع من قبل عن لاعب اسمه بير ميرتساكر، ويعتقد أن النجم الكرواتي لوكا مودريتش «خفيف الوزن للغاية»، بالدرجة التي تجعله لا يصلح للعب في كرة القدم الإنجليزية، ويقرر بيع جيمس ميلنر على أساس أن النادي سوف يتعاقد مع لاعب بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر بديلاً له!
لقد كانوا يريدون التعاقد مع باستيان شفاينشتايغر، أليس كذلك؟ فعندما اتصل كيغان بكارل هاينز رومينيغه، الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ، ليعرف رأيه في إمكانية رحيل اللاعب، قال رومينيغه وهو يضحك: «لقد تقدم نيوكاسل بعرض لضم اللاعب مقابل خمسة ملايين يورو. كيف يفكر الناس لديك يا كيفن؟ لن نبيع باستيان شفاينشتايغر مقابل 50 مليون يورو. نحن لم نتوقف عن الضحك منذ ذلك الحين». ويمكن لكيغان الآن أن يضحك وهو يتذكر ما حدث في ذلك الموقف بعد مرور 10 سنوات، وأعتقد أن بينيتيز يجب أن يتعلم مما حدث لأحد أسلافه، إذا كان لا يدرك حتى الآن ما يحدث في النادي من وراء الكواليس.
وفي الوقت ذلك، على سبيل المثال، كان كيغان يريد أن يتعاقد مع سامي هيبيا من ليفربول، وهو اللاعب الذي يعرفه بينيتيز جيداً. ورتب مسؤولو نيوكاسل يونايتد لعقد لقاء عبر الهاتف مع كيغان في الساعة التاسعة مساء، ووافقوا على تقديم عرض بقيمة مليوني جنيه إسترليني. ثم عقدوا لقاءً آخر عند الساعة التاسعة والنصف مساء، وكان اللقاء هذه المرة من دون دينيس وايز أو توني جيمينيز، وخفضوا قيمة العرض إلى مليون جنيه إسترليني فقط، ومن المؤكد أنهم كانوا يعرفون أن العرض سوف يُرفض بسبب ضعف المقابل المادي. وبعد ذلك، تقدم نادي ستوك سيتي بعرض قيمته 2.5 مليون جنيه إسترليني لضم اللاعب.
ولعل أتعس شيء في هذا الأمر، بقدر ما أستطيع أن أرى، هو أنه لا توجد نهاية واضحة تلوح في الأفق. لا يتبقى في عقد بينيتيز مع النادي سوى الموسم الحالي، ومن المؤكد أننا سوف نعذره لو قرر الرحيل عن النادي والبحث عن تجربة أخرى. ويحلم أنصار النادي بالتغيير، كما كانوا يحلمون بذلك طيلة العقد الماضي، لكن السنوات تمر، ومن المؤكد أن هذا الجمهور العظيم يستحق ما هو أفضل من ذلك.
وخلال الأسبوع الماضي، رفع الجمهور لافتة عملاقة تظهر كيغان بالقميص المخطط بالأبيض والأسود المميز للنادي، وتحته كلمة واحدة هي «الصدق». وظهرت هذه اللافتة في آخر مباراة خاضها الفريق على ملعبه وبجانبها لافتة مشابهة لبنيتيز عليها كلمة «الأمل». وأزال المنظمون هاتين اللافتتين، في مشهد يلخص حالة نيوكاسل يونايتد تحت قيادة مايك آشلي، وهو أن النادي لم يعد لديه «الصدق والأمل».


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».