البرازيليون قلقون من التداعيات المحتملة لفوز بولسونارو بالرئاسة

منظمات حقوقية تهاجمه على صمته تجاه عنف «مؤيديه» ضد الأقليات

مظاهرات ضد المرشح اليميني المتطرف جايير بولسونارو ترفع لافتات تقول: «لن نعود أبداً إلى الديكتاتورية» (أ.ب)
مظاهرات ضد المرشح اليميني المتطرف جايير بولسونارو ترفع لافتات تقول: «لن نعود أبداً إلى الديكتاتورية» (أ.ب)
TT

البرازيليون قلقون من التداعيات المحتملة لفوز بولسونارو بالرئاسة

مظاهرات ضد المرشح اليميني المتطرف جايير بولسونارو ترفع لافتات تقول: «لن نعود أبداً إلى الديكتاتورية» (أ.ب)
مظاهرات ضد المرشح اليميني المتطرف جايير بولسونارو ترفع لافتات تقول: «لن نعود أبداً إلى الديكتاتورية» (أ.ب)

لم ينقضِ أسبوع على الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة البرازيلية التي حصد فيها المرشح اليميني المتطرف جايير بولسونارو 46 في المائة من الأصوات وبات قاب قوسين من الفوز النهائي، حتى بدأ البرازيليون يتساءلون بقلق عن التداعيات المحتملة لهذا الفوز في الأجواء المشحونة التي تعيشها البلاد في حالة من الانقسام غير المعهود والأزمتين الاقتصادية والاجتماعية الطاحنتين.
النبرة التحريضية والتصريحات والمواقف الراديكالية التي وسمت خطاب بولسونارو بدأت انعكاساتها تتجلى في سلسلة أعمال العنف التي تقوم بها مجموعات من مؤيديه تهدد الخصوم السياسيين وتتوعد الأقليات العرقية والجنسية. وقد شهدت مدن برازيلية في الأيام الأخيرة عدة اعتداءات أوقعت قتيلين وعشرات الجرحى، من غير أن يصدر عن بولسونارو أو فريقه أي استنكار أو إدانة لها.
يُذكر أن بولسونارو ذاته تعرض لمحاولة اغتيال في مطلع الشهر الماضي كادت تودي بحياته. وأفادت مصادر الشرطة في العاصمة الاقتصادية ساو باولو بأنها تلقت منذ يوم الاثنين الماضي عشرات الشكاوى حول اعتداءات قام بها أفراد أو مجموعات من أنصار بولسونارو، الذي علق بقوله «إذا ارتكب شخص يرتدي قميصي مثل هذه التجاوزات، فما ذنبي؟... إنها حالات منفردة، وأنا لست قادراً على السيطرة على ملايين الأشخاص الذين أيدوني. لكن العنف مصدره الطرف الآخر، وأنا المثال الحي على ذلك».
وقد وجهت منظمات برازيلية لحقوق الإنسان انتقادات لبولسونارو لعدم إدانته الصريحة لهذه الأعمال التي تهدد السلم الاجتماعي وتنذر بتطورات من شأنها التأثير على الجولة الثانية من الانتخابات أواخر هذا الشهر. وتفيد هذه المنظمات بأن مشاعر الخوف تتملك الأقليات العرقية والجنسية التي اعتاد بولسونارو على مهاجمتها بشراسة في تصريحاته. ويقول أحد الناشطين في مجال الدفاع عن الأقليات إن «وصول بولسونارو إلى الحكم يبعث على الخوف بسبب تطرفه المعلن من غير مواربة، لكن الأخطر هو أن أنصاره باتوا يعدون أنفسهم مخولين التصرف بالحقد والعنف نفسه اللذين يتميز بهما خطابه».
على صعيد آخر، أفادت النيابة العامة البرازيلية بأنها بدأت تحقيقاً في اتهامات بالتزوير وُجهت إلى باولو غيديس المستشار الاقتصادي لبولسونارو الذي أعلن أنه سيكون وزير المال في حكومته المقبلة في حال فوزه. وأفادت الأنباء بأن مكتب النائب العام في العاصمة برازيليا قد باشر الأسبوع الماضي إجراءات التحقيق في القرارات التي اتخذها غيديس لإدارة صندوق تقاعدي تابع لبعض المؤسسات العامة، بقيمة 230 مليون دولار بين عامي 2009 و2013. ويشمل التحقيق أيضا إصدار غيديس سندات عقارية من غير ضمانات للتفاوض حول استثمارات الصندوق التقاعدي.
يذكر أن غيديس من أبرز المستشارين لبولسونارو، ويعد المراقبون أن اختياره وزيرا للمال كان السبب الرئيسي الذي دفع بأسواق المال إلى الترحيب بنتيجة الجولة الأولى للانتخابات وباحتمالات وصول المرشح اليميني المتطرف إلى الرئاسة. وتنقسم آراء المحللين حول التداعيات المحتملة لهذا التحقيق، على نتائج الجولة الثانية؛ فبينما يرى فريق أن التقدم في التحقيق وظهور أدلة على ضلوع غيديس في عمليات الغش والتزوير ستكون لها انعكاسات سلبية على بولسونارو، يرجح آخرون أن يستغل بولسونارو التحقيق بوصفه محاولة من خصومه لقطع الطريق أمام وصوله إلى الرئاسة، مما قد يؤدي إلى رص صفوف أنصاره وازدياد عدد مؤيديه.
وأعلن مرشح اليسار للرئآسة فيرناندو حداد الأربعاء استعداده «للذهاب حتى إلى مستوصف طبي» للمشاركة في مناظرة مع خصمه بولسونارو، متهما إياه بالتهرب من مواجهته. وقال حداد في مؤتمر صحافي: «أنا مستعد للذهاب إلى المستوصف الطبي الذي يختاره، لا مشكلة لدي، إن البرازيليين بحاجة لمعرفة الحقيقة. إذا كانت هناك معلومات كاذبة فسنتعاطى معها على أننا شخصان راشدان ومن دون أعمال صبيانية على الإنترنت».
وجاء كلام حداد خلال مؤتمر صحافي عقده لوسائل الإعلام الأجنبية في ساو باولو، للرد على إعلان إلغاء مناظرة بين المرشحين كانت مقررة أمس الخميس بسبب اعتذار بولسونارو الضابط السابق في الجيش عن عدم المشاركة. وتذرع مرشح اليمين المتطرف بوضعه الصحي لعدم المشاركة الأسبوع الماضي في المناظرة الوحيدة التي كانت حددت بين الاثنين قبل موعد الدورة الأولى الأحد الماضي في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. إلا إن وضعه الصحي لم يمنعه من إجراء مقابلة تلفزيونية من منزله.
ويعد بولسونارو الأوفر حظا للفوز بالدورة الثانية بعد أن حصل خلال الدورة الأولى على 46 في المائة من الأصوات، مقابل 29 في المائة لمنافسه حداد، المقرب جدا من الرئيس السابق المسجون بعد إدانته بالفساد إيناسيو لولا دا سيلفا.
وأضاف حداد في مؤتمره الصحافي: «خلال مناظرة لا يمكنك التملص، وأنت مجبر على المواجهة»، مضيفا أن «الأعمال الجبانة على شبكات التواصل الاجتماعي ليست ممكنة خلال المواجهة وجها لوجه»، في إشارة إلى معلومات يؤكد معسكر حداد أنها كاذبة وقام أنصار بولسونارو ببثها عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وحصر مرشح اليمين المتطرف حتى الآن حملته الانتخابية بمواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«واتساب» و«إنستغرام». ويقر المرشح حداد بأن مهمته لن تكون سهلة للحاق بخصمه خلال الدورة الثانية المقررة في 28 أكتوبر الحالي.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.