مصر تنفي «مزاعم» تعذيب مواطن يحمل الجنسية الأميركية

TT

مصر تنفي «مزاعم» تعذيب مواطن يحمل الجنسية الأميركية

نفت السلطات المصرية، أمس، ما اعتبرته «مزاعم» تعذيب مواطن مصري محتجز يحمل الجنسية الأميركية، ومُتهم بالإرهاب، يدعى خالد حسن. فيما أكدت السفارة الأميركية بالقاهرة أنها «تتواصل مع السلطات المصرية بشأن القضية»، موضحة أنها طالبتها بضرورة العناية بوضعه الصحي.
ويواجه حسن اتهامات بـ«الانضمام إلى خلية تابعة لتنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش»، وهو محتجز أيضا على ذمة «القضية 137» لسنة 2018 المعروفة بقضية «ولاية سيناء 2»، إلى جانب 554 متهماً آخرين.
واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير لها، نشر أمس، السلطات المصرية بإخفاء وتعذيب حسن طوال أربعة شهور، قبل ظهوره في مايو (أيار) الماضي أمام النيابة العسكرية للتحقيق معه في القضية.
وذكر تقرير المنظمة أن حسن، الذي عمل قبل سنوات سائقاً في مدينة نيويورك اﻷميركية، عُرض للمرة اﻷولى على النيابة العسكرية في 3 من مايو الماضي، بعد ما يقرب من خمسة أشهر من القبض عليه في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي من شقة أخيه في اﻹسكندرية.
وبحسب التقرير ذاته، أجرت المنظمة مقابلات عن بعد مع حسن في محبسه بسجن استقبال طرة، اتهم خلالها السلطات المصرية بتعذيبه منذ القبض عليه، وحتى عرضه على النيابة. وفي المقابل، أرسلت الهيئة العامة للاستعلامات (الجهاز الحكومي المسؤول عن اﻹشراف عن المراسلين اﻷجانب في مصر)، رداً على أسئلة أرسلتها «هيومن رايتس ووتش»، نفت فيه الاتهامات. وأوضحت الهيئة أن محامي حسن لم يقدم أي طلبات رسمية بعرضه على مصلحة الطب الشرعي للتحقق من اتهامات تعذيبه.
وبينما لم تنف الهيئة العامة للاستعلامات احتجاز زوجة حسن وابنه، ومنعهما من دخول مصر، قالت الهيئة إنه «كان بإمكان الزوجة الطعن ضد قرار الترحيل باستخدام الطرق القانونية المتاحة». فيما نقلت شبكة (بي بي سي) عن متحدث باسم السفارة الأميركية في القاهرة قوله إن مزاعم الإخفاء وتعذيب حسن «مقلقة للغاية»، مضيفا أن «السفارة ناقشت الأمر مع السلطات المصرية، وحثتها على ضرورة معاملة حسن وجميع السجناء الآخرين بطريقة إنسانية وضمان خضوعهم لمحاكمة عادلة».
وأشار المتحدث إلى أن مسؤولين من السفارة زاروا حسن عدة مرات، منذ أن علموا باحتجازه، مبرزا أن السفارة تتواصل مع السلطات المصرية بشأن القضية، وتطالبها بضرورة العناية بوضعه الصحي.
وعادة ما تنفي مصر وجود أي حالات للتعذيب في سجونها، مؤكدة أنها تعامل المتهمين وفقا للقانون ومبادئ حقوق الإنسان. وقال مصدر دبلوماسي مصري، لـ«الشرق الأوسط»، مشترطا عدم ذكر اسمه، إنه «لا حاجة للتعليق على الأمر»، الذي وصفه بـ«مزاعم متكررة يثبت عدم صحتها»، مؤكدا أن «السفارة الأميركية نفسها تتحدث عن مزاعم، وغير متأكدة من خضوعه للتعذيب، كما أن المتهم حظي بزيارات عدة منذ احتجازه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.