عبد المهدي يكثف لقاءاته مع قادة الكتل لإكمال حكومته

36 ألف عراقي تقدموا إلكترونياً لحمل 22 حقيبة وزارية

TT

عبد المهدي يكثف لقاءاته مع قادة الكتل لإكمال حكومته

كثّف رئيس الوزراء العراقي المُكلّف عادل عبد المهدي لقاءاته مع قادة الكتل المختلفة، لوضع اللمسات الأخيرة على تشكيل حكومته، فيما أعلن مكتبه أن نحو 36 ألف شخص تقدموا إلكترونياً لحمل نحو 22 حقيبة وزارية.
وأجرى عبد المهدي، أمس، لقاءات مع زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، وزعيم «المجلس الأعلى الإسلامي» همام حمودي. كما التقى في مدينة النجف زعيم «التيار الصدري». ودعا رئيس «ائتلاف الوطنية» إياد علاوي، القوى السياسية إلى العمل على إنجاح مهمة رئيس الوزراء المكلف «لتحقيق الإصلاح المنتظر».
وقال علاوي في بيان وزعه مكتبه، أمس، إن «على الكتل السياسية إعلاء المصلحة الوطنية والعمل على إنجاح مهمة السيد عادل عبد المهدي، في تشكيل الحكومة المقبلة بوصفها الفرصة الأخيرة لتحقيق الإصلاح المنتظر، والابتعاد عن الضغوط والتأثيرات السياسية التي تنطلق من مصالح حزبية أو فئوية ضيقة».
ورأى أن «العراق في قلب العاصفة التي تحيط بمنطقتنا العربية والإسلامية، وهو يقف اليوم على أعتاب فرصة ثمينة للشروع بمنهج إصلاح حقيقي لمفاصل الدولة ومؤسساتها»، لافتاً إلى «ضرورة دعم الحكومة المقبلة وإسنادها لتحقيق الإصلاح المنشود». وأضاف: «نحن نعول على تشكيل حكومة أقوياء منسجمة، تمتلك القدرة على معالجة التردي الخدمي والانفتاح على مطالب المظاهرات، وحسم ملف النازحين، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتطبيع الأوضاع مع إقليم كردستان، وإنهاء ملف الاجتثاث المسيس، ومحاربة الفساد والمحاصصة بأنواعها». وأشار إلى أن «ائتلاف الوطنية يدعم هذا التوجه الوطني، ويرى أنه إن حصل ذلك فسيؤدي إلى تحصين العراق من المخاطر التي تعصف بالمنطقة، وسيسهم في تمكين العراق من أداء دور إيجابي على صعيد استقرار المنطقة».
وأكد القيادي في «تحالف القرار» محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحدي الأكبر أمام الحكومة الجديدة سيكون بكيفية الخروج من دوامة مشكلات الكتل السياسية، إلى أزمات الدولة العراقية التي تتطلب حلولاً حقيقية». وأضاف أنه «ما لم تفلح الحكومة في إيجاد حلول لتلك الأزمات، فإنها ستقضي على النظام السياسي والكتل السياسية معاً».
ورأى القيادي الكردي شوان محمد طه، أن «تصحيح المسار السياسي لا يمر عبر فتح المنطقة الخضراء، أو رفع الكتل الإسمنتية من الشوارع هنا وهناك؛ بل الأمر يتعدى ذلك إلى إصلاح مسيرة العملية السياسية برمتها». وأضاف أن «المطلوب البحث في الأولويات الضاغطة، ومن بينها ملف الخدمات والصحة والتعليم».
وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي على مدى الأيام الثلاثة الماضية، إما بالترويج لأسماء بين من أعلنوا تقديم أوراقهم للترشح إلكترونياً، وإما بانتقاد الخطوة، كون عملية الفرز والتدقيق تحتاج إلى أسابيع، بينما لم يتبق على المهلة الدستورية لعبد المهدي إلا أقل من ثلاثة أسابيع.
لكن هناك ما هو أعمق من مسألة الترويج أو انتقاد الفكرة، وهو التشكيك في الدوافع التي جعلت عبد المهدي يلجأ إلى هذه الخطوة التي لم تأخذها الكتل السياسية على محمل الجد، إما نظراً لصعوبة التطبيق وضيق الوقت، أو للتشكيك في الدوافع.
ففي وقت أكدت فيه مصادر أن زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر يقف خلف هذه الفكرة، للدفع بعدد من الشخصيات التي تبدو مستقلة عبر الترشيح الإلكتروني لكنها مدعومة من قبله، قال وزير الشباب والرياضة الأسبق جاسم جعفر، إن «الكتل السياسية ستلجأ بالاتفاق مع رئيس الوزراء المكلف للدفع بأسماء من تريدهم». وأضاف في تصريح صحافي أن «الكتل التي تمتلك أكثر من 40 مقعداً نيابياً يستحيل أن تتقبل فكرة الترشيح الإلكتروني، والإتيان بأشخاص من الخارج ووضعهم في مناصب هي من استحقاقها». وأضاف أنه «في حال رفض عبد المهدي إعطاء الكتل السياسية المناصب، فإنه يجعل مهمة تشكيل الحكومة أمراً مستبعداً».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».