زيارة مرتقبة لحفتر إلى القاهرة لبحث تطورات الأزمة الليبية

اعتراضات على تعيين الأميركي جيفري فيلتمان مستشارا لغسان سلامة

TT

زيارة مرتقبة لحفتر إلى القاهرة لبحث تطورات الأزمة الليبية

تحدثت مصادر ليبية ومصرية أمس عن «زيارة محتملة»، سيقوم بها المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، إلى العاصمة المصرية القاهرة، فيما أكد مسؤول ليبي واسع الاطلاع أن حفتر سيزور القاهرة قريبا، موضحا أنه يجري تحديد موعد هذا اللقاء حاليا لإجراء محادثات مع الرئيس السيسي، تتعلق بعدة قضايا، وفي مقدمتها المؤتمر الدولي الذي ستستضيفه إيطاليا في مدينة باليرمو خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بهدف مناقشة تطورات الأزمة الليبية.
من جهتها، بدأت إيطاليا أمس في تسليم الدعوات الرسمية إلى الأفرقاء الليبيين للمشاركة في هذا المؤتمر، إذ قالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان مقتضب إن إيمانويلا ديل ري، نائبة وزير الشؤون الخارجية، زارت ليبيا للاجتماع مع حفتر وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، مشيرة إلى أن الزيارة «أتاحت تجديد الدعوة إلى المشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا، المقرر عقده في باليرمو يومي 12 و13 من الشهر المقبل».
ولم يصدر أي بيان عن مكتب المشير حفتر حول لقائه مع المسؤولة الإيطالية، لكن مقربين منه قالوا في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إنه سيشارك على الأرجح في المؤتمر.
بدوره، أعلن عبد الله بليحق، الناطق باسم مجلس النواب الليبي، أن رئيسه عقيلة صالح الذي التقى المسؤولة الإيطالية والوفد المرافق لها بمقر إقامته في مدينة القبة، تسلم بدوره دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي، الذي تعتزم إيطاليا تنظيمه الشهر المقبل حول ليبيا.
في سياق ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن رئيسها غسان سلامة، ونائبته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز اجتمعا أمس بفيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك لمناقشة العملية السياسية في ليبيا، والتعاون مع دائرة العمل الأوروبي الخارجي، بما في ذلك أمن الحدود والعقوبات.
وتزامنت هذه التحركات مع إعلان عدد من الليبيين اعتراضهم على احتمال تعيين الدبلوماسي الأميركي جيفري فيلتمان كمستشار لرئيس البعثة الأممية لدى ليبيا غسان سلامة، وكمسؤول عن الحوار الليبي - الليبي، إذ قال إبراهيم الدباشي، مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة، لـ«الشرق الأوسط» إنه حصل على معلومات شخصية من أصدقاء في نيويورك، يعملون في بعثات دول أعضاء في مجلس الأمن، وفي الأمانة العامة للأمم المتحدة، عن مساعٍ حثيثة تجري لتعيين فيلتمان في البعثة الأممية.
وأضاف الدباشي موضحا أن «عقده كان جاهزا للتوقيع بالفعل، لكن يبدو أن حملة الليبيين ضده نجحت، وهناك الآن أخبار بصرف النظر عن الموضوع، كما يشاع في الأمم المتحدة بأنه اعتذر بسبب انشغاله»، معربا عن اعتقاده بأنها مجرد «صيغة لحفظ ماء الوجه».
واتهم بيان صادر عما يسمى «مجموعة أبناء ليبيا»، فيلتمان بأنه عمل في السابق على إقناع مجلس الأمن بإسقاط الاعتراف بالحكومة الشرعية المعتمدة من مجلس النواب، واستبدالها بما يسمى بحكومة الوفاق غير الشرعية عبر قرارات مجلس الأمن، وذلك في انتهاك واضح للسيادة الليبية، كما عمل على تمكين الإرهاب في ليبيا عبر دعم ما يسمى بالتيار الإسلامي، الذي عمل كغطاء سياسي للإرهاب، حسب تصريح المجموعة ذاتها.
من جهة أخرى، أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، الذي نفى وجود قواعد روسية أو أجنبية في شرق ليبيا، ضبط جرافتي صيد تونسية وإيطالية قبالة ساحل بلدة رأس هلال (شرق) داخل المياه الإقليمية، موضحا أن دورية تابعة لخفر السواحل تمكنت من ضبط الجرافتين، البالغ عدد طاقميهما 13 شخصا، بينهم تسعة إيطاليين.
وأعلن المسماري بدء التحقيق معهم بتهمة دخول المياه الإقليمية الليبية بصورة غير شرعية. لكن علي الثابت، الناطق باسم القوات البحرية، قال في المقابل إن الجرافتين الإيطاليتين كانتا تمارسان الصيد في المياه الإقليمية الليبية، ودخلتاها دون إذن، وذلك في خرق واضح لقرارات القيادة العامة للجيش المعمم للداخل والخارج بشأن حظر الإبحار في تلك المنطقة، مشيرا إلى أنه تم جرّ الجرافتين إلى ميناء رأس الهلال، وفتح محاضر تحقيق صيد جائر.
ميدانيا، قتل شخص واحد وأصيب اثنان آخران خلال اشتباكات مفاجئة اندلعت بين مسلحين وعناصر الشرطة في جهاز المباحث العامة الليبي، بالقرب من مدينة مصراتة شرق العاصمة طرابلس، دون أن تتوفر تفاصيل أكثر عن هذه الاشتباكات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.