بيكفورد: التأهل للمربع الذهبي دافع لمزيد من النجاح

أقر جوردان بيكفورد أن حياته تبدلت كثيراً منذ بلوغه دور قبل النهائي ببطولة كأس العالم مع المنتخب الإنجليزي خلال الصيف، لكن نحو الأحسن. وقال: «كان أول ما لاحظته أن من يتابعونني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ارتفعت طموحاتهم بصورة هائلة، الأمر الذي أسعدني كثيراً». وأضاف حارس مرمى «إيفرتون» أن «الأمر الآخر أن أعداداً أكبر من الأفراد بدأوا يتعرفون علي أثناء سيري في الشارع، لكنهم في الغالب لا يريدون سوى إلقاء التحية وأن يقولوا لي: أحسنت، وهو أمر لا أمانع فيه إطلاقاً. في الواقع، تمس هذه المواقف قلبي».
وقال لاعب «سندرلاند» السابق والذي نجح في ترسيخ وجوده في مركز حارس مرمى المنتخب الإنجليزي في سن صغيرة لم تتجاوز 24 عاماً، وهو أمر غير معتاد على مستوى المنتخب، وخلال مرحلة مبكرة نسبياً من مسيرته الكروية: «لقد تعلمت دوماً أنه إذا لاحت لي فرصة فعلي الإسراع نحو انتهازها. وفي بعض الأحيان، لا تحصل سوى على فرصة واحدة فقط في حياتك كلاعب كرة قدم. وقد اعتاد مارك برودو، مدرب حراس المرمى الذي كان يتولى تدريبي في أكاديمية سندرلاند، أن ينصحني بضرورة اقتناص كل فرصة ممكنة تظهر في طريقي».
وقال: «لست أدري إلى متى يمكنني البقاء صاحب القميص رقم واحد في إنجلترا، لكنني أعتقد أنه إذا مضيت في تقديم مستوى جيد من الأداء في إيفرتون على نحو أسبوعي، فإن هذا الأمر سيتحقق من تلقاء ذاته. وقد أظهر مدرب المنتخب غاريث ساوثغيت كثيرا من الثقة في أثناء بطولة كأس العالم، وأعتقد أنني تمكنت من إثبات جدارتي لهذه الثقة. الآن، أصبحت الفكرة بأكملها تدور حول كيفية الحفاظ على الوضع الراهن والانطلاق نحو الخطوة التالية».
وبدأ بيكفورد إيجابياً إزاء مستقبله: فهو لا يؤمن بالضرورة أن بلوغه دور قبل النهائي ببطولة كأس العالم ربما لا يشكل بالضرورة نقطة الذروة في مسيرته الدولية. وقال: «خروجنا من البطولة جرحنا جميعاً، وبالتأكيد شعرت الأمة بأسرها بالأمر ذاته، لكننا لا ننوي قضاء المتبقي من مسيرتنا المهنية في التفكير في ماذا لو؟ الحقيقة أنه بمقدور الإحباطات أن تحفزك وتدفعك نحو النجاح لقد كنا على مسافة 22 دقيقة من نهائي بطولة كأس العالم، وتجاوزنا التوقعات، ونأمل في أن نكمل مسيرتنا من هذه النقطة. إذا نظرت إلى ألمانيا وفرنسا، فستجد أنهما منيا بإحباطات على مستوى المنتخبات الصغيرة على امتداد الطريق نحو الفوز بآخر بطولتي كأس العالم. وقد خسرتا في دور قبل النهائي وربع النهائي ذات وقت، لكنهما استمرتا في العمل والمحاولة ونجحتا في بلوغ الهدف المنشود. ونحن من جانبنا نحرز تقدماً، وليس علينا سوى الاستمرار في تحسين أدائنا».
وأعرب حارس مرمى المنتخب الإنجليزي عن اعتقاده بأن انتقاله إلى «إيفرتون» ساعده على نيل شهرة دولية، بمعنى أنه لو بقي في صفوف «سندرلاند» ربما لم يكن ليقع عليه الاختيار للانضمام إلى المنتخب الإنجليزي. ولم يخف بيكفورد عشقه لـ«سندرلاند» منذ الصبا، ومع ذلك لم يجد صعوبة في الانتقال من ناد لآخر.
وقال: «بمجرد أن أخبروني باهتمام نادي إيفرتون بضمي إليه، أدركت أنني أرغب في ذلك، ووافقت على الفور. الطريف أن غوديسون بارك كان واحداً من الملاعب البعيدة القليلة التي زرتها كمشجع. ولا زلت أذكر ذهابي هناك للمرة الأولى، كان ذلك في 28 ديسمبر (كانون الأول) 2008 وما أزال أتذكر ميكيل أرتيتا عندما سجل هدفاً عالمياً وانتهت المباراة بهزيمتنا بنتيجة 3 - 0. في الواقع، تعرضنا لهزيمة ثقيلة. والشيء الوحيد الذي أتذكره بخصوص الاستاد أننا لم نحظ بفرصة مشاهدة المباراة على نحو مناسب، لكنني استمتعت بالجو العام السائد بالاستاد».
وأضاف «كان الجو العام مشحوناً للغاية، وبدت مسحة تاريخية بعض الشيء على الاستاد، ورغم أنني كنت صغيرا في السن للغاية لدرجة لا تسمح لي بالذهاب بمفردي للاستاد. كنت في الـ14 فحسب، لكنني أذكر التاريخ بدقة لأنه كان بعد أعياد الكريسماس مباشرة».
وبعد مرور عشر سنوات ومشاركته في بطولة كأس العالم، وقع بيكفورد الآن لتوه عقداً جديداً لمدة ست سنوات مع إيفرتون على خلفية الأداء المتألق الذي قدمه في روسيا، وتقاضى مقابل ذلك أجراً لم يكن يحلم به عندما كان لا يزال صبياً متيماً بعشق الساحرة المستديرة.