موسكو وبكين وبيونغ يانغ لسياسة مشتركة في مواجهة العقوبات

روسيا تستعد لاستقبال الزعيم الكوري الشمالي

تبادل وثائق بين واشنطن وبيونغ يانغ خلال قمة ترمب وكيم في سنغافورة في 12 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
تبادل وثائق بين واشنطن وبيونغ يانغ خلال قمة ترمب وكيم في سنغافورة في 12 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
TT

موسكو وبكين وبيونغ يانغ لسياسة مشتركة في مواجهة العقوبات

تبادل وثائق بين واشنطن وبيونغ يانغ خلال قمة ترمب وكيم في سنغافورة في 12 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
تبادل وثائق بين واشنطن وبيونغ يانغ خلال قمة ترمب وكيم في سنغافورة في 12 يونيو الماضي (إ.ب.أ)

سعت روسيا والصين وكوريا الشمالية إلى وضع آليات مشتركة لمواجهة العقوبات المفروضة ضد بيونغ يانغ، بشقيها الدولي المفروض في مجلس الأمن والعقوبات أحادية الجانب التي تتبناها بلدان غربية، فيما دعت إلى عقد محادثات خماسية تضم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإنهاء التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وأجرى نواب وزراء الخارجية في البلدان الثلاثة جولة محادثات في موسكو تم تنظيمها خلف أبواب مغلقة، إذ لم يتم الإعلان عن تفاصيلها أو دعوة الصحافيين لتقديم موجز عنها، كما جرت العادة في روسيا. واكتفت الخارجية الروسية بإصدار بيان مقتضب في ختامها، أشار إلى توافق الأطراف على إطلاق «عمل مشترك للتوصل إلى إعادة النظر في مجلس الأمن الدولي بشأن العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية». ولفت البيان إلى أن كوريا الشمالية «قامت بخطوات مهمة في طريق نزع السلاح النووي»، وشدّدت الأطراف على أنه «بات من الضروري البدء في عمل يؤدي إلى إجراء مجلس الأمن مراجعة لقرارات فرض العقوبات». كما أكدت وفقا للبيان على «وضع آليات في مواجهة العقوبات الأحادية».
وشدد بيان الخارجية على تطابق مواقف روسيا وكوريا الشمالية والصين بأنه «لا يوجد بديل للتسوية السياسية الدبلوماسية لجميع مشكلات شبه الجزيرة الكورية»، مشيرا إلى أن المسؤولين الذين شاركوا في المحادثات أولوا أهمية خاصة لـ«الجهود المبذولة من أطراف مختلفة من أجل تقدم هذه التسوية، وتم تأييد إجراء مباحثات بين كوريا الشمالية، والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أجل رفع القيود بشكل مشترك وتطبيع العلاقات». وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن نواب وزراء خارجية الدول الثلاث عبروا عن دعمهم إجراء محادثات خماسية تضم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإنهاء التوترات في شبه الجزيرة الكورية، وتطبيع العلاقات.
وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق أن نائبة وزير خارجية كوريا الشمالية، تسوي سونغ هي، التي تشرف على ملف نزع السلاح النووي، أجرت محادثات في الخارجية الروسية قبل انطلاق المحادثات الثلاثية مباشرة.
وشارك في اللقاء الثلاثي من الجانب الروسي نائب وزير الخارجية إيغور مورغولوف، ونظيره من الجانب الصيني كون سوانغ.
إلى ذلك، تستعد موسكو لزيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا، قبل نهاية العام الحالي. وستكون هذه الزيارة الأولى من نوعها للزعيم الكوري الذي نشطت روسيا اتصالاتها به في الأشهر الأخيرة.
وكان رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، قد أعلن الأسبوع الماضي أن كيم جونغ أون «يعتزم زيارة روسيا قريبا».
بينما نقلت وسائل إعلام رسمية في روسيا وكوريا الشمالية خلال الأيام الأخيرة، أن بيونغ يانغ وموسكو اتفقتا على عقد اجتماع قمة هذا العام بعد أن التقى كيم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بيونغ يانغ، علما بأن الرئيس فلاديمير بوتين كان وجّه دعوة للزعيم الكوري الشمالي لحضور منتدى الشرق الاقتصادي الذي انعقد الشهر الماضي في أقصى الشرق الروسي بحضور زعماء الصين وكوريا الجنوبية، لكن مصادر دبلوماسية نقلت في حينها أن كيم أبلغ الجانب الروسي أنه سيلبّي الدعوة في وقت لاحق، ولفتت إلى أن الطرفين اتفقا على عقد اللقاء قبل حلول نهاية العام.
على صعيد منفصل, دعا منشقّ من كوريا الشمالية أثنى عليه ترمب في خطابه حول حال الاتحاد في مطلع العام، الرئيس الأميركي إلى وضع مسألة حقوق الإنسان في صلب أي اتفاق قد يتم التوصل إليه، في ظل المصالحة الجارية مع بيونغ يانغ.
وقال جي سيونغ هو، خلال مؤتمر نظمته «لجنة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية» في واشنطن: «أعتقد أنه يجب إصدار إعلان عن وضع حد للتجاوزات، وليس فقط إعلان عن نهاية الحرب»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع: «لماذا لا يمكننا التكلم في حقوق الإنسان بشكل متزامن؟ نحن نعرف أنهم يريدون شيئا ما، فلنطلب منهم شيئا نريده نحن».
وبعدما وصف ترمب نظام كوريا الشمالية بأنه من الأسوأ في العالم وفرض عليه عقوبات دولية غير مسبوقة، وخاض حربا كلامية مع زعيمه كيم جونغ أون وصلت إلى حد التلويح بالسلاح النووي، حصل تقارب مفاجئ بين القائدين في مطلع العام، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وخلال قمتهما التاريخية في يونيو (حزيران)، تعهد كيم بنزع السلاح النووي، وإن كانت تفاصيل هذا الوعد لا تزال غامضة، إلا أن الرئيس الأميركي يشيد به منذ ذلك الحين، وعبّر عن تقاربه مع الزعيم الكوري الشمالي بالقول إنهما «وقعا في الغرام»، مؤكدا: «أحبه ويحبني».
وتتناول المفاوضات الجارية بين البلدين مسألة نزع سلاح بيونغ يانغ النووي، لقاء «إعلان» لمح إليه ترمب يضع حدا رسميا للحرب الكورية، التي انتهت عام 1953 بمجرّد هدنة.
في المقابل، أبلغت إدارة ترمب بوضوح أن مسألة حقوق الإنسان ليست الأولوية حاليا ولو أنه يتم «التطرق إليها» بانتظام. وكان ترمب روى في نهاية يناير (كانون الثاني) في الكونغرس معاناة جي سيونغ هو، الذي قطعت يده وساقه عام 1996 في حادث قطار فيما كان يحاول سلب بعض الفحم لمقايضته بطعام خلال مجاعة تسعينات القرن الماضي.
وبعد كلمة جي سيونغ هو الثلاثاء، تحدث منشق آخر في المؤتمر هو كانغ شول هوان الذي سُجن حين كان في التاسعة من العمر، بعدما اتهم النظام جده بالخيانة. وقال كانغ شول هوان، إن «الاقتصاد الكوري الشمالي على شفير الانهيار، ولن تكون أمامهم خيارات كثيرة إذا أملت عليهم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية شروطهما». وأضاف: «لكن العكس هو ما يحصل. كوريا الشمالية تملي شروطها، ويبدو أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تنقاد للزعيم الكوري الشمالي ونظامه».



أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)

أضافت الولايات المتحدة شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية، اليوم (الثلاثاء)، بسبب مزاعم تمكينهما ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مع مواصلة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على بكين في الأيام الأخيرة من إدارته.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت وزارة التجارة، التي تشرف على سياسة التصدير، في وثيقة، أنها أدرجت شركة «تشوجانغ يونيفيو تكنولوجيز» إلى قائمة الكيانات «لأنها تمكن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عن طريق المراقبة باستخدام التقنية العالية التي تستهدف عامة السكان والأويغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى».

وأُضيفت شركة «بكين تشونجدون سكيوريتي تكنولوجيز غروب» الصينية المحدودة إلى القائمة لبيعها منتجات «تمكن مؤسسة الأمن العام الصينية من ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان».

ولم ترد شركة «يونيفيو» بعد على طلب للتعليق. ولم يتسنَّ الوصول إلى شركة «بكين تشونجدون سيكيوريتي» من أجل التعليق.

وتستخدم الولايات المتحدة منذ سنوات قليلة ماضية قائمة الكيانات لمعاقبة الشركات الصينية التي تتهمها بالمساعدة في قمع الصين للأويغور وغيرهم من الأقليات، بما في ذلك شركة المراقبة بالفيديو الصينية «هيكفيجن» في 2019.

وتجبر إضافة أي شركة إلى قائمة الكيانات الموردين الأميركيين للشركة المستهدفة على استصدار ترخيص يصعب الحصول عليه قبل الشحن إلى تلك الشركات. وأُضيفت 6 كيانات أخرى في روسيا وميانمار اليوم أيضاً.