نتنياهو يتعهد بمواصلة مهاجمة إيران في سوريا رغم الـ «إس 300»

TT

نتنياهو يتعهد بمواصلة مهاجمة إيران في سوريا رغم الـ «إس 300»

بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل «ستواصل مهاجمة الأهداف المعادية في سوريا، على الرغم من قرار موسكو تسليح دمشق بمنظومة الدفاع الجوي المتطورة (إس300)»، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ماكسيم أكيموف، في تل أبيب أمس، أنه يلمس رغبة صادقة لدى القيادة السياسية في روسيا وإسرائيل لتسوية الأزمة الناشئة بينهما بسبب إسقاط الطائرة الروسية فوق اللاذقية في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال أكيموف، الذي يقوم بزيارة قصيرة لإسرائيل، عقب لقائه مع نتنياهو، إن «إسقاط الطائرة كان أليماً وخلق مشكلة صعبة، لكن الروح الطيبة لدى القيادتين في موسكو وتل أبيب، تدل على أنهما معنيان بتسوية الأزمة ومواصلة التعاون والتنسيق في سوريا». وعندما حاول الصحافيون توجيه الأسئلة عن تفاصيل هذا التعاون ومتى سيتم استئنافه، أجاب: «نحن نركز حاليا على مواصلة الدفع بالتعاون بين إسرائيل وروسيا في مجالات الطب والعلوم والابتكار والبناء والزراعة».
وكان نتنياهو قد صرح، خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، بأنه أبلغ أكيموف بأن «إسرائيل ستواصل تصديها لمحاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى (حزب الله) اللبناني». وأضاف أنه رغم إمداد موسكو جيش النظام السوري بمنظومة «إس300»، فإن إسرائيل ملتزمة بمواصلة «نشاطها المشروع ضد إيران وأتباعها الذين يعبرون عن نيتهم في تدمير إسرائيل»، عادّاً ذلك «انطلاقا من مبدأ الدفاع عن النفس».
يذكر أن هذا أول لقاء يجمع نتنياهو ومسؤول روسي بارز منذ أن أسقط جيش النظام السوري عن طريق الخطأ في 17 سبتمبر الماضي، الطائرة العسكرية الروسية «إيليوشين20»، أثناء تصديه لغارة جوية إسرائيلية على اللاذقية في شمال غربي سوريا، التي قُتل فيها 15 روسياً. وقد ألقت موسكو مسؤولية الحادث على إسرائيل متهمةً طياريها باستغلال الطائرة الروسية غطاءً. ورداً على حادث الطائرة أعلنت موسكو عن «تدابير جديدة لحماية جيشها في سوريا» من بينها تزويد دمشق بمنظومة الدفاعات الجوية «إس300».
ويرى نتنياهو، الذي التقى أكيموف في مكتبه بالقدس على هامش اجتماعات لجنة اقتصادية ثنائية، أن الخلاف الحالي مع موسكو سيحل. وقال: «أعتقد أنه بالمنطق والنيات الحسنة نستطيع أن نتوصل إلى حل سيسمح بمواصلة التنسيق الجيد بين الجيشين الروسي والإسرائيلي». وشدد نتنياهو على أهمية مواصلة الحوار بين إسرائيل وروسيا بشأن ما سماها «التهديدات في المنطقة».
وبحسب مصادر سياسية في تل أبيب، فقد ناقش الطرفان مواصلة الدفع بالتعاون بين إسرائيل وروسيا في مجالات الطب والعلوم والابتكار والبناء والزراعة. وكان نتنياهو قد أعلن الأحد الماضي خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريباً لمناقشة التنسيق بين البلدين. علما بأنهما تحدثا 3 مرات على الأقل هاتفياً منذ حادث إسقاط الطائرة. وقال نتنياهو في الجلسة الأخيرة لحكومته إن «إسرائيل ستعمل طوال الوقت على منع إيران من التمركز العسكري في سوريا، ونقل أسلحة إلى (حزب الله) في لبنان».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.