وزراء حكومة السراج يبدأون تسلم مهامهم في طرابلس

إيطاليا تدافع مجدداً عن مؤتمرها المرتقب حول ليبيا

TT

وزراء حكومة السراج يبدأون تسلم مهامهم في طرابلس

بدأ الوزراء الجدد في حكومة الوفاق الوطني الليبية، التي يترأسها فائز السراج، تسلم أعمالهم في العاصمة طرابلس، أمس، رغم الجدل الذي أثاره تعيينهم في إطار تغيير وزاري، شمل ثلاث حقائب وزارية فقط. وفي غضون ذلك دافعت إيطاليا مجدداً عن المؤتمر الدولي الذي ستستضيفه الشهر المقبل حول ليبيا.
وقال بيان حكومي، إن فرج بومطاري تسلم مهام منصبه الجديد كوزير للمالية في حكومة السراج، خلفا لسلفه أسامة حماد، وذلك بحضور لجنة التسليم والتسلم المكلفة، مشيراً إلى أن حماد ألقى كلمة أبدى فيها ترحيبه بتسليم مهام الوزارة، تأكيداً لمبدأ التداول السلمي على السلطة.
وفي المقابل، ما زالت حكومة السراج تتجاهل الجدل الذي أثاره تعيين علي العيساوي، نائب رئيس أول حكومة ليبية بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، في منصب وزير الاقتصاد والصناعة.
وكانت قبيلة العبيدات قد صعدت من رفضها للقرار، ووصفت العيساوي بأنه «عضو جماعة الإخوان المسلمين، وأحد المتهمين الرئيسيين باغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، الرئيس السابق لأركان الجيش الليبي ورفيقيه». كما تعهد 80 من وجهاء القبيلة في بيان أصدروه أول من أمس، بـ«محاسبة العيساوي إذا عجزت أجهزة الدولة الأمنية والقانونية عن ذلك»، وقالوا إنهم يحتجون بشدة على إعلان غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، عن تأييده لتعيين العيساوي ضمن التغييرات الحكومية الأخيرة.
من جهة أخرى، لم يتضح بعد موقف فتحي باش أغا، أحد زعماء ميليشيات مدينة مصراتة المسلحة بغرب البلاد، الذي تم تعيينه وزيراً للداخلية، وسط اعتراضات محلية أيضاً؛ لكن وزارة الداخلية بحكومة السراج أعلنت في المقابل عن بدء الخطوات الفعلية والتنفيذية لخطة الترتيبات الأمنية الخاصة بطرابلس الكبرى، معتبرة أنها ستضع حداً لكافة الانتهاكات السلبية، وسيطرة الدولة على المواقع السيادية.
وقالت الوزارة في بيان أمس، إن الجميع على استعداد كامل للتعاون معها لتسليم مؤسسات الدولة في طرابلس، والمنشآت الحيوية بالمرافق العامة، وإحلال قوات نظامية منضبطة من الجيش والشرطة، موضحة أنها شرعت في تنفيذ الخطة الأمنية، التي تشمل مرحلتين: الأولى تتعلق بتأمين مدينة طرابلس تحت إشراف مديرية أمن طرابلس، والثانية تتعلق بتأمين مناطق في محيط العاصمة تحت إشراف مديريات الأمن الواقعة بطوق العاصمة.
خارجياً، استمرت إيطاليا في الدفاع عن مؤتمرها الدولي، الذي سيعقد الشهر المقبل حول ليبيا؛ حيث اعتبر وزير الخارجية الإيطالي إينزو ميلانيزي أنه «يتعين الحفاظ على التزام قوي ومكثف إلى أن يعود الوضع العام في ليبيا إلى حالته الطبيعة، وكي تعود ليبيا إلى حظيرة المجتمع الدولي، مع احترام الحقوق الأساسية وحقوق الإنسان هناك».
ونقلت وكالة «أكي» الإيطالية عن ميلانيزي قوله للصحافيين، عقب اجتماعه مع نظيرته النرويجية إينه إريكسون سورييد في العاصمة روما، أمس: «في إطار هذا الالتزام، تنشط إيطاليا لعقد المؤتمر الدولي حول ليبيا في مدينة باليرمو، يومي 12 و13 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل».
من جهة ثانية، تحدثت مؤسسة النفط الليبية، عقب اجتماع رئيسها مصطفى صنع الله، في العاصمة البريطانية لندن، مع كلاوديو ديسكالزي، المدير التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية، عن اتفاق يقضي بتوسيع الخطط التشغيلية لعام 2019.
وكان صنع الله قد قال في بيان نشره موقع المؤسسة الإلكتروني الاثنين الماضي، إنه تم التوقيع على خطاب نوايا مشترك هذا الأسبوع، مع شركة «بريتش بتروليوم» لاستئناف أنشطة الاستكشاف بالمناطق المشمولة في اتفاقية الاستكشاف وتقاسم الإنتاج، الخاصة بشركة «بريتش بتروليوم».
وبحسب بيان للمؤسسة، فقد «اتفق جميع الأطراف على حصول شركة (إيني) على حصة مشاركة قدرها 42.5 في المائة من حصة الطرف الثاني في اتفاقية الاستكشاف وتقاسم الإنتاج، التي تمثل (22.3 في المائة) من اتفاقية الاستكشاف وتقاسم الإنتاج الخاصة بشركة (بريتش بتروليوم) في ليبيا»، مشيرا إلى أن شركة «إيني» ستصبح أيضاً المشغل لاتفاقية الاستكشاف وتقاسم الإنتاج.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.