ترجمة عربية لـ«رُيّاس البحر الهندي»

ترجمة عربية لـ«رُيّاس البحر الهندي»
TT

ترجمة عربية لـ«رُيّاس البحر الهندي»

ترجمة عربية لـ«رُيّاس البحر الهندي»

عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وضمن سلسلة «المعرفة»، صدر أخيراً كتاب «رُيّاس البحر الهندي - عصر الاستكشاف العثماني»، وهو من تأليف جانكارلو كازالي، أستاذ التاريخ بجامعة مينيسوتا، وترجمة مصطفى قاسم. وضم الكتاب سبعة فصول. جاء الفصل الأول بعنوان «سليم الملاح 1512 - 1520». والفصل الثاني «إبراهيم باشا وعصر الاستطلاع 1520 - 1536». وتناول الفصل الثالث «حرب سليمان الخادم العالمية 1536 - 1546». أما الفصل الرابع فكان عنوانه «رستم باشا في مواجهة عصبة المحيط الهندي 1546 - 1561». وبحث الفصل الخامس في فترة محمد باشا صوكولو، وجاء الفصل السادس بعنوان «رجل وخطة وقناة». وكرس المؤلف الفصل الأخير لـ«موت السياسة».
وجاء في كلمة المؤلف للقارئ العربي:
«...كتبت هذا الكتاب أصلاً وليس في ذهني إلا جمهور القراء الأوروبي والأميركي. لذلك كانت بغيتي الأساسية هي أن أسرد قصة التوسع العثماني في المحيط الهندي المسكوت عنها تماماً. وابتغيت إلى جانب ذلك أن أتحدى ما درج عليه الغرب من النظر إلى عصر الاستكشاف باعتباره تاريخهم».
أما المترجم قاسم فكتب في تقديمه: «في العام 1517، غزا السلطان العثماني سليم (العابس) مصر، ما جعل إمبراطوريته - للمرة الأولى في تاريخها - على اتصال مباشر مع العالم التجاري للمحيط الهندي للمرة الأولى في تاريخها. وخلال العقود التالية أصبح العثمانيون أكثر انخراطا في شؤون هذه المنطقة الشاسعة التي كانت مجهولة لهم في السابق، وشكلوا في النهاية تحديا عسكرياً وآيدولوجياً وتجارياً للإمبراطورية البرتغالية التي كانت منافسهم الرئيسي في السيطرة على الطرق التجارة المربحة خلال آسيا البحرية. فكان غزو مصر فاتحة (عصر الاستكشاف العثماني)».
ويعد هذا الكتاب، كما يضيف المترجم، أول رواية تاريخية شاملة لذلك الصراع على الهيمنة العالمية الذي غطى قرنا من الزمن، وامتد من شواطئ البحر الأبيض المتوسط إلى مضيق ملقا، ومن خلال أفريقيا إلى سهول آسيا الوسطى. يقدم الكتاب صورة غير مسبوقة للامتداد العالمي للدولة العثمانية خلال القرن السادس عشر، وذلك من خلال سرد مثير لحياة سلاطين وصدور أعظمين وولاة وجواسيس ورُياس بحر ومرتزقة ونساء من الحريم السلطاني أثرت أفعالهم في عصر الاستكشاف العثماني، يتحدى الكتاب السرديات التقليدية للهيمنة الغربية، إذ يدافع بأن «العثمانيين لم يكونوا مشاركين نشطين في عصر الاستكشاف فقط، بل تفوقوا في النهاية على البرتغاليين في لعبة السياسة العالمية، مستفيدين في ذلك من القوة البحرية والمكانة السلالية والدربة التجارية لفرض سيادتهم الإمبريالية على أنحاء المحيط الهندي».


مقالات ذات صلة

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
كتب سوزان بلاكمور وابنتها أميلي تروسيانكو  أثناء حفل توقيع كتاب "الوعي: مقدمة"

الشبحُ في الآلة

شغل موضوع أصل الأشياء The Origin مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية.

لطفية الدليمي
كتب سيمون سكاما

قصة اليهود... من وادي النيل حتى النفي من إسبانيا

يروي الكاتب البريطاني اليهودي «سيمون سكاما»، في كتابه «قصة اليهود»، تفاصيل حياة اليهود ابتداءً من استقرارهم في منطقة الألفنتين

سولافة الماغوط (لندن)

«أبريل الساحر»... نساء إنجليزيات يهربن من الواقع لـ«تحقيق الروح»

«أبريل الساحر»... نساء إنجليزيات يهربن من الواقع لـ«تحقيق الروح»
TT

«أبريل الساحر»... نساء إنجليزيات يهربن من الواقع لـ«تحقيق الروح»

«أبريل الساحر»... نساء إنجليزيات يهربن من الواقع لـ«تحقيق الروح»

عن دار «الكرمة» بالقاهرة، صدرت رواية «أبريل الساحر» للكاتبة البريطانية إليزابيث فون أرنيم، التي وُصفت من جانب كبريات الصحف العالمية بأنها «نص مخادع وذكي وكوميدي». ومنذ صدورها عام 1922 تحولت إلى أحد أكثر الكتب مبيعاً واقتُبست للمسرح والإذاعة والسينما مرات عديدة.

تتناول الرواية التي قامت بترجمتها إيناس التركي قصة 4 نساء بريطانيات مختلفات تماماً هربن من كآبة لندن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى إلى قلعة إيطالية ساحرة في الريفيرا الإيطالية ليقضين إجازة الربيع. وبعد أن تهدهن روح البحر الأبيض المتوسط يتغيرن تدريجياً ويكتشفن الانسجام الذي تاقت إليه كل منهن، ولكن لم يعرفنه قط.

وتجيب الرواية بشكل مقنع عن السؤال الأبدي حول كيفية تحقيق السعادة في الحياة من خلال مفارقات الصداقة بين النساء والتمكين والحب المتجدد والعشق غير المتوقع. وصفتها صحيفة «الديلي تلغراف» بأنها «على مستوى ما، قد تُعد الرواية هروباً من الواقع، ولكن على مستوى آخر فهي مثال لتحرر الروح»، بينما رأت صحيفة «ميل أون صنداي» أنها تتضمن «وصفاً حسياً حالماً لأمجاد الربيع الإيطالي».

وتُعد إليزابيث فون أرنيم (1866-1941) إحدى أبرز الكاتبات الإنجليزيات واسمها الحقيقي ماري أنيت بوشامب، وهي ابنة عم الكاتبة كاثرين مانسيفيلد. ولدت في أستراليا لعائلة ثرية وتزوجت أرستقراطياً ألمانياً حفيداً للملك فريدرش فيلهلم الأول، ملك بروسيا، واستقرت مع زوجها في عزبة عائلته في بوميرانيا حيث ربيا 5 أطفال.

بعد وفاة زوجها كانت على علاقة عاطفية مع الكاتب المعروف هـ. ج. ويلز لمدة 3 سنوات، لكنها تزوجت بعدها فرانك راسل الأخ الأكبر للفيلسوف الحائز جائزة نوبل برتراند راسل لمدة 3 سنوات ثم انفصلا. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية انتقلت للإقامة في الولايات المتحدة حتى توفيت. زواجها الأول جعل لقبها «الكونتيسة فون أرنيم شلاجنتين»، أما زواجها الثاني فجعل اسمها إليزابيث راسل.

نشرت روايتها الأولى باسم مستعار ولكن مع النجاح الكبير لكتبها استخدمت اسم «إليزابيث فون أرنيم». أصدرت أكثر من 20 كتاباً وتُعد روايتها «أبريل الساحر» التي نُشرت عام 1922 من أكثر الكتب مبيعاً في كل من إنجلترا والولايات المتحدة ومن أحب أعمالها إلى القراء وأكثرها شهرة.

ومن أجواء الرواية نقرأ:

«بدأ الأمر في نادٍ نسائي في لندن بعد ظهيرة أحد أيام فبراير، نادٍ غير مريح وبعد ظهيرة بائسة عندما أتت السيدة ويلكنز من هامبستيد للتسوق وتناولت الغداء في ناديها. التقطت صحيفة (التايمز) من على الطاولة في غرفة التدخين وجرت بعينيها الخاملتين أسفل عمود مشكلات القراء ورأت الآتي:

(إلى أولئك الذين يقدرون الشمس المشرقة، قلعة إيطالية صغيرة من العصور الوسطى على شواطئ البحر الأبيض المتوسط للإيجار، مفروشة لشهر أبريل (نيسان) سوف يبقى الخدم الضروريون).

كانت هذه بداية الفكرة، ومع ذلك كما هو الحال بالنسبة إلى عديد من الأشخاص الآخرين، لم تكن صاحبتها على دراية بذلك في تلك اللحظة.

لم تكن السيدة ويلكنز مدركة قط أن كيفية قضائها شهر أبريل في ذلك العام قد تقررت في التو والحال إلى درجة أنها أسقطت الصحيفة بحركة غلب عليها الانزعاج والاستسلام في الوقت نفسه، وتوجهت نحو النافذة وحدقت في كآبة الشارع الذي تقطر به الأمطار».