للكاتب البحريني عبد النبي الشعلة، صدر عن «الدار العربية للعلوم - ناشرون»، كتاب «غاندي وقضايا العرب والمسلمين»، الواقع في 258 صفحة من الحجم الكبير. ولكن ماذا يمكن أن يضيفه هذا الكتاب إلى الكتب التي لا تحصى عن المهاتما غاندي منذ رحيله منذ سبعة عقود، إلى جانب ما كتبه وسجله هو عن نفسه وأفكاره من مجلدات؟
يتساءل المؤلف، ويجيب: «يمكن للجواب عن هذا السؤال أن يمتد على أكثر من محور، من أهمها، من دون شك، حاجتنا اليوم، نحن بالذات، كشعوب أو كأمة عربية، أكثر من وقت مضى، وحاجة منطقتنا العربية، أكثر من أي منطقة أخرى، إلى إيقاظ واستنهاض قيم ومبادئ المحبة والتسامح والتعايش والسلام التي نادى بها وطبقها المهاتما غاندي، وحاجتنا الملحة إلى الخروج من دوامة الفتن والتناحر والاقتتال، وذلك باستنفار الصرخات المدوية التي أطلقها غاندي بقوة في وجه التشدد والعنف والإرهاب».
وبخصوص موقف غاندي من القضايا العربية، استعرض المؤلف دوره في تأسيس وترسيخ علاقات الصداقة القوية التي لا تزال قائمة بين الهند والدول العربية. أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فيقول الشعلة إن «غاندي أعلن بصراحة عدم قبوله أو قناعته بأن الله قد وعد اليهود قبل آلاف السنين أن يعطيهم أرض فلسطين»، كما أدرك منذ وقت مبكر أن «الحركة الصهيونية قد اختطفت العقيدة اليهودية وطوعتها لأغراض سياسية، واستغلت محنة اليهود في أوروبا وتاجرت بأرواح الملايين منهم الذين ذهبوا ضحية محارق هتلر وأقبيته، واستغلوا ظروفهم وألهبوا عواطفهم».
وتطرق الكتاب أيضاً، عبر فصوله الكثيرة، إلى منابع وجذور التكوين الفكري لغاندي، ودراسته في لندن للحقوق، ورحلته إلى جنوب أفريقيا، وموقفه، وهو الهندوسي، من بعض معتقدات وممارسات الديانة الهندوسية، وقبل كل شيء إلى نضاله الطويل عبر انتهاج أسلوب اللاعنف، الذي أثبت من خلاله أن «الإصلاحات والتحولات الكبرى يمكن تحقيقها بالوسائل السلمية». وهذا هو الدرس البليغ الذي حاول غاندي تعليمه للإنسانية، وهو الهدف الأساس من تأليف هذا الكتاب.
15:2 دقيقه
غاندي ودروسه البليغة للإنسانية
https://aawsat.com/home/article/1422556/%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%BA%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
غاندي ودروسه البليغة للإنسانية
غاندي ودروسه البليغة للإنسانية
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة