توقع نائب المدير العام لسوق الخرطوم للأوراق المالية انتعاش السوق، وزيادة حركة المتعاملين في الأسهم، بعد طرح صكوك الذهب الاستثمارية (بريق)، التي دشنها السودان أول من أمس، برأسمال 3 مليارات جنيه سوداني (نحو 36.2 مليون دولار).
وسيطرح صندوق «بريق» لجميع الأفراد والشركات المحلية والأجنبية خلال الفترة من الخامس عشر إلى الحادي والثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بواقع ألف جنيه للسهم الواحد.
ووفقاً لدراسة جدوى مشروع صكوك الذهب، فإن العائد السنوي المتوقع للمستثمرين يتراوح من 25 إلى 30 في المائة، بما يقدر بنحو 1.5 مليار جنيه سوداني خلال الأشهر الثلاثة الأولى، حيث يغطي المبلغ المستهدف شراء نحو طنين من الذهب.
وقال نادر عبد المجيد عبد الرحمن، نائب المدير العام لسوق الخرطوم للأوراق المالية، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن التوقعات بانتعاش صكوك الذهب الجديدة، بعد العمل في سوق الأسهم السودانية، يأتي نظراً لما «يتمتع به الذهب من قبول في أوساط السودانيين عند التعامل معه، شراءً وبيعاً، في شكل مشغولات ذهبية، أو في شكل صكوك وأوراق مالية، مثل (بريق)، خصوصاً أنه أكبر ضامن للاستثمار والادخار».
وأعلن نائب مدير عام سوق الخرطوم للأوراق المالية أن طرح صندوق الذهب «بريق» سيتزامن مع اكتمال الترتيبات مع شركات الوساطة المالية للبدء في التعامل في سوق الأسهم عبر التداول عن بعد باستخدام الإنترنت، حيث يمكن لأصحاب الأسهم المدرجة في سوق الخرطوم للأوراق المالية تنفيذ عمليات الشراء والبيع للأسهم عن طريق الموبايل، أو عن طريق شركة الوساطة التي يتعامل معها.
وبلغت القيمة السوقية الإجمالية لسوق الأسهم السودانية في نهاية العام الماضي نحو 19.8 مليار جنيه سوداني، واحتل السودان المرتبة الأولى بالنسبة لمعدل النمو بين البورصات العربية، والمرتبة الثالثة عشرة من حيث القيمة السوقية العام الماضي.
وأعلن الدكتور محمد خير الزبير، محافظ بنك السودان المركزي، خلال خطبته في حفل التدشين مساء أول من أمس، أن الباب مفتوح لمن يريد أن يساهم في تمويل الذهب، معرباً عن تفاؤله بنجاح آلية صكوك الذهب.
ومن جهته، قال خميس أبو عامر، مدير عام شركة السودان للخدمات المالية المحدودة، التي ستطرح صكوك «بريق»، إن الباب سيكون مفتوحاً للأفراد والشركات، بهدف توظيف أمواله في شراء الذهب، وبيعه لبنك السودان المركزي، متوقعاً أن يحقق عائداً من الأرباح يبدأ من 25 في المائة.
إلى ذلك، أصدر بنك السودان المركزي، أمس، ضوابط جديدة لشراء وتصدير الذهب، سمح فيها لشركات الامتياز المحلية والأجنبية بتصدير 7 في المائة من المتبقي من الإنتاج، بعد خصم الزكاة وأرباح الأعمال والعوائد.
ونص المنشور على أن يتم شراء الرصيد المتبقي لصالح بنك السودان المركزي بسعر الصرف الذي تعلنه آلية إعلان سعر الصرف بآلية «صناع السوق» الجديدة، التي تحدد يومياً سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني، الذي استقر عند 47.5 لليوم الثالث على التوالي، بعد تدشين الآلية الاثنين الماضي.
كما سمح المنشور للشركات في مجال مخلفات التعدين وشركات التعدين الصغير بتصدير 15 في المائة من المتبقي من الإنتاج، بعد أن يتم تحصيل الأرباح والعوائد الجليلة والزكاة عيناً من الإنتاج الكلي لتلك الشركات، على أن يتم استرداد الحصيلة، والاحتفاظ بها في حسابات خاصة داخل السودان لاستخدامها وفق الضوابط المعلنة.
وفي وقت يرى فيه الخبراء والمراقبون أن صكوك الذهب، وإجراءات بنك السودان الأخير لتصدير الذهب، ستقلل الفاقد المهرب من الذهب. وتشير معلومات رسمية من الوزارة إلى أن إنتاج السودان من الذهب في النصف الأول من العام الحالي بلغ 63.5 طن، منها 48.8 طن اعتبرت فاقداً، ولم يدخل لخزينة الدولة سوى 422 مليون دولار، عائدات 10.7 طن تم تصديره بالطرق الرسمية.
وشرعت وزارة التعدين منذ شهرين في اتخاذ إجراءات فورية للحد من تهريب الذهب، سواء في صورته المستخلصة أو الخام. وتقوم حالياً فرق بالطواف على كل مناطق التعدين في البلاد لرصد الإنتاج، وكيف تتم عمليات التهريب من مناطق التعدين دون المرور بالقنوات الرسمية.
ووقع السودان في يونيو (حزيران) الماضي 6 اتفاقيات امتياز للتعدين عن الذهب والمعادن المصاحبة، إلى جانب منح 94 رخصة بحث عام عن الذهب، و6 رخص بحث مطلق عن المعادن، و11 عقداً لشركات مخلفات التعدين، و8 عقود تعدين، معظمها للذهب.
بورصة السودان: طرح صكوك الذهب ينعش سوق المال
بورصة السودان: طرح صكوك الذهب ينعش سوق المال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة