السلطة غاضبة من تجاوز قطر لها وإدخال وقود إلى غزة من دون تنسيق

تل أبيب تدرس اقتطاع مبالغ من مستحقات الضرائب لتحوّلها إلى القطاع

سيارة تابعة للأمم المتحدة خلف شاحنة لنقل المحروقات توقفت قرب محطة توليد الكهرباء في غزة (رويترز)
سيارة تابعة للأمم المتحدة خلف شاحنة لنقل المحروقات توقفت قرب محطة توليد الكهرباء في غزة (رويترز)
TT

السلطة غاضبة من تجاوز قطر لها وإدخال وقود إلى غزة من دون تنسيق

سيارة تابعة للأمم المتحدة خلف شاحنة لنقل المحروقات توقفت قرب محطة توليد الكهرباء في غزة (رويترز)
سيارة تابعة للأمم المتحدة خلف شاحنة لنقل المحروقات توقفت قرب محطة توليد الكهرباء في غزة (رويترز)

رفضت السلطة الفلسطينية تجاوز قطر والأمم المتحدة لها، فيما يخص قطاع غزة. وقال بيان للحكومة الفلسطينية، إن أي عمل من أجل التخفيف عن قطاع غزة يجب أن يتم من خلالها، أو بالتنسيق معها، في انتقاد واضح لخطوة إدخال وقود إلى القطاع من دون تنسيق معها.
وأضافت الحكومة أنه على الرغم مما وضع أمامها من عراقيل، سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو عدم تمكينها من أداء مهامها في غزة، وعلى الرغم من حملات التشكيك بها، التي وصلت إلى حد التحريض وتوجيه الاتهامات الباطلة، فإنها تواصل تحمّل مسؤولياتها كافة، وتحرص على حشد التمويل وتنفيذ المشاريع التنموية، وكل ما يساهم في تخفيف معاناة غزة، وذلك من خلال الحكومة أو بالتنسيق معها».
وجددت الحكومة الفلسطينية رفضها المطلق لـ«جميع المشاريع المشبوهة، والحديث عن الحلول المرحلية وخلق أجسام موازية، ومحاولات الالتفاف على الشرعية الفلسطينية، وذلك حفاظاً على وحدة الوطن، وقطع الطريق أمام المخططات الساعية إلى فصل قطاع غزة، وتصفية القضية الفلسطينية، وتدمير مشروعنا الوطني».
وجاء بيان الحكومة بعد ساعات من ضخ إسرائيل وقودا قطريا إلى قطاع غزة، بعد الاتفاق مع الأمم المتحدة. ودخلت شاحنة إلى القطاع فعلا، فيما ينتظر أن تدخل شاحنات أخرى.
وخصص الوقود من أجل التخفيف من أزمة الكهرباء، عبر المساعدة على توليد الكهرباء في محطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة.
وقالت مصادر في حماس في قطاع غزة، إن قطر دفعت ثمن الوقود الصناعي لمحطة توليد الكهرباء لـ6 أشهر، لكن السلطة رفضت التعاون.
وكانت السلطة اتخذت إجراءات عقابية ضد القطاع، في محاولة لإجبار حماس على تسليمه لها.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، إن السلطة الفلسطينية مارست ضغوطا على شركة «باز» الإسرائيلية، التي ستزود قطاع غزة بالسولار بتمويل قطري، من أجل عدم نقله لصالح محطة توليد كهرباء غزة. وأضافت، أن السلطة ترفض ذلك، لأن التمويل القطري بمبلغ عشرة ملايين دولار، لم يمر من خلالها.
وكان مسؤولون فلسطينيون اتهموا قطر بمحاولة تجاوز السلطة.
ووصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، إرسال قطر شاحنات وقود لمحطة الطاقة الكهربائية في غزة، من دون توافق مع الحكومة الفلسطينية الشرعية، بمحاولة لتمويل حركة «حماس» في غزة، بشكل غير رسمي.
وجاءت التطورات، في وقت ألمحت فيه مصادر إسرائيلية، إلى أن تل أبيب تدرس اقتطاع مبالغ من مستحقات الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، وتحويل المبلغ المقتطع إلى قطاع غزة، في حال نفذ الرئيس عباس تهديده بوقف ميزانية القطاع البالغة 96 مليون دولار شهريا.
وتخشى إسرائيل من أن تؤدي خطوة الرئيس المرتقبة، إلى تعميق الأزمة الإنسانية في القطاع، وتقود بالتالي، إلى مواجهة عسكرية مع التنظيمات الفلسطينية هناك.
لكن مسؤولا فلسطينيا، هدد بقطع كامل العلاقات مع إسرائيل، في كل النواحي وفورا، إذا هي أقدمت على هذه الخطوة.
وأدت خطوة إدخال الوقود أمس، إلى توتر أيضا مع مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، والذي اتهمته مصادر فلسطينية بمحاولة التدخل في الشأن الفلسطيني وتجاوز السلطة، وسيترتب على ذلك عواقب.
وطلبت السلطة سابقا من الأمم المتحدة تغيير مبعوثها إلى المنطقة.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».