مسؤول في «فيلق القدس» الإيراني يطالب بتعطيل قانون «مكافحة تمويل الإرهاب»

نائب رئيس البرلمان دعا إلى ملاحقة أطراف وجهت تهديدات بالقتل إلى نواب دعموا القرار

ممثل خامنئي والرجل الثاني في «فيلق القدس» علي شيرازي
ممثل خامنئي والرجل الثاني في «فيلق القدس» علي شيرازي
TT

مسؤول في «فيلق القدس» الإيراني يطالب بتعطيل قانون «مكافحة تمويل الإرهاب»

ممثل خامنئي والرجل الثاني في «فيلق القدس» علي شيرازي
ممثل خامنئي والرجل الثاني في «فيلق القدس» علي شيرازي

أبدى «الحرس الثوري» الإيراني تحفظه على مشروع قرار أقره البرلمان الإيراني للانضمام إلى «اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب»، وذلك على لسان ممثل المرشد الإيراني في «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس»، فيما دعا نائب رئيس البرلمان إلى ملاحقة قضائية ضد أطراف وجّهت تهديدات بالقتل إلى نواب صوّتوا لصالح مشروع القرار.
وطالب ممثل خامنئي والرجل الثاني في «فيلق القدس» علي شيرازي، أول من أمس، مجلس صيانة الدستور برفض مشروع قرار وافق عليه نواب البرلمان ويفتح المجال للحكومة للانضمام إلى «مكافحة تمويل الإرهاب».
ومن المفترض أن يعلن مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على تشريعات البرلمان الإيراني قراره حول ثلاثة قوانين من أصل أربعة في سياق تطلعات حكومة حسن روحاني إلى الانضمام إلى مجموعة مراقبة العمل المالي، في محاولة لإقناع بنوك أجنبية باستمرار التعاون المالي والاستثمار مع إيران.
ونفى شيرازي أن يكون القرار حظي بتأييد المرشد الإيراني، متسائلاً عما إذا كان مشروع البرلمان يعادل وقف «الدعم» الإيراني إلى سوريا والعراق ولبنان.
ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن شيرازي قوله: «يتعين على مجلس صيانة الدستور التصدي للمشروع».
ولم يتضح ما إذا كان مجلس صيانة الدستور سيوافق على مشروع البرلمان. وقال عباس كدخدايي المتحدث باسم المجلس، في تعليق أول بعد قرار البرلمان «إنه من المبكر إعلان رأي المجلس. البرلمان أقره لكنه لم يرسَل بعد إلينا. يجب أن يرسَل أولاً وسنعلن الموقف. ما لم يحن الوقت لن أعلن أي موقف من المجلس»، مشيراً إلى أن المجلس لم يتخذ القرار بعد بشأن قانونين أقرهما البرلمان في نفس السياق وهما قانون الانضمام إلى اتفاقية الجريمة المنظمة (بالرمو)، وتعديل قانون مكافحة غسل الأموال.
وترى الأوساط المقربة من «الحرس الثوري» أن القرار يؤثر بشكل مباشر على أنشطة «الحرس الثوري الإقليمية»، في حين تعتبره الحكومة دليلاً على إصرارها على تطبيق الشفافية على حركة الأموال الإيرانية.
وتراقب طهران اجتماع مجموعة العمل المالي نهاية الأسبوع المقبل لاتخاذ القرار حول إجراءاتها بشأن إيران.
وتتهم أطراف دولية الإيرانيين بـ«المماطلة» في تطبيق معايير مجموعة العمل المالي و«شراء الوقت» تحت غطاء الخلافات الداخلية، منتقدين تمديد تعليق الإجراءات ضد إيران.
وبرر وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في خطاب أمام البرلمان، الأحد الماضي، إصرار الحكومة على الانضمام إلى اتفاقية «فاتف»، بمواجهة ما اعتبره «ذرائع الإدارة الأميركية».
وفي رد على ظريف، قال شيرازي: «يعني ذلك أننا نقوم بهذه الأعمال تحت ضغط الأميركيين. أين ذهبت حميتنا؟ ألا يجب أن نصرخ؟».
وقبل شيرازي، هاجمت صحيفة «كيهان» التابعة لمكتب المرشد الإيراني، تصريحات ظريف، وتساءل رئيس تحرير الصحيفة حسين شريعتمداري، مخاطباً وزير الخارجية الإيراني: «هل أنت وزير خارجيتنا أم وزير الخارجية الأميركي؟».
وتطالب «مجموعة مراقبة العمل المالي (فاتف)»، إيران بالانضمام إلى اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CTF)، واتفاقية بالرمو لمكافحة الجريمة المنظمة، والانضمام إلى اتفاقية مكافحة غسل الأموال، فضلاً عن تعديل قوانين إيرانية حول غسل الأموال. ومنذ مارس (آذار) الماضي، قدمت حكومة روحاني مسودة المشروعات الأربعة إلى البرلمان وأدرجت المشروعات بين شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين على جدول أعمال البرلمان، لكن حدة الخلافات أدت إلى تعطيلها لمدة شهرين. في يونيو كانت مجموعة مراقبة العمل المالي قد منحت إيران مهلة أربعة أشهر لتمرير القوانين للحيلولة دون تطبيق إجراءات عقابية ضدها.
وكان الانضمام إلى اتفاقية «فاتف» ضمن تفاهمات هامشية جرت بين الفريق النووي الإيراني المفاوض والدول الست الكبرى قبل ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق فيينا.
وخلال يومي الاثنين والثلاثاء، قال نواب، بعضهم ألقى خطابات دعماً للمشروع، إنهم تلقوا «تهديدات بالقتل» عبر رسائل هاتف الجوال.
وكان المرشد الإيراني قد دعم موقف النواب المعارضين لتمرير المشروع، لكن رئيس البرلمان علي لاريجاني قرأ رسالة من مكتب خامنئي قال فيها إنه لا يعارض مناقشة القرار في البرلمان.
وكتبت النائبة بروانة سلحشوري عبر حسابها في «تويتر» أنها «لا تخشى التهديدات»، وتابعت: «أقول بفخر إنني صوتت ضد داعمي الإرهاب في إيران والعالم»، وأضافت: «لا أذهب للمسبح، فكّروا بطريقة أخرى».
وكلمة المسبح في تغريدة النائبة الإيرانية إشارة ضمنية إلى ما يُتداول في الأوساط الإيرانية عن «اغتيال» علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي كان في مسبح شمال طهران عندما أصيب بجلطة قلبية أدت إلى وفاته.
وكان عدد من منتسبي حوزة قُم العلمية، في أثناء خطاب لأحد قيادات «الحرس الثوري» قد رفعوا لافتات بمدينة قُم الشهر الماضي تهدد الرئيس الإيراني بـ«الاغتيال» بمسبح في طهران.
ويعد قرار «فاتف» الأكثر إثارة للجدل بعد الاتفاق النووي في سنوات رئاسة حسن روحاني منذ توليه منصب الرئاسة في 2013.
ويقول منتقدو القرار إنه يشكّل «خطراً على تمويل أنشطة الحرس الإقليمية». وخلال الشهور الماضية هاجمت الصحف الموالية للتيار المحافظ و«الحرس الثوري» والمموّلة من أجهزة تابعة لـ«المرشد الإيراني» مشروع الحكومة بشدة.
وتوجِّه أطراف مقربة من الحكومة اتهامات إلى أشخاص بمدينة خراسان، وذلك في إشارة إلى دور محتمل لممثل خامنئي، أحمد علم الهدى أحد أبرز وجوه التيار المتشدد في إيران.
في شأن متصل، دعا نائب رئيس البرلمان علي مطهري، الادعاء العام الإيراني إلى ملاحقة المسؤولين عن تهديدات نواب البرلمان، وفقاً لموقع «عصر إيران» المقرب من الحكومة. وقال مطهري إن التهديدات «إضافة إلى الإساءة تستهدف الاستقرار النفسي للنواب».



إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من أحزاب بالمعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات الجارية مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني السجين عبد الله أوجلان في مسعى جديد لإنهاء الإرهاب وحل المشكلة الكردية في تركيا.

من ناحية أخرى، أجلت محكمة في إسطنبول، الأربعاء، النطق بالحكم في قضية يواجه فيها رئيس بلدية إسطنبول، المعارض، أكرم إمام أوغلو، حكماً بالحبس وحظر نشاطه السياسي إلى أبريل (نيسان) المقبل.

ورغم تأييد إردوغان المبادرة التي أطلقها حليفه في «تحالف الشعب»، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للسماح لأوجلان بالحديث أمام البرلمان وإعلان حل حزب «العمال» الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا مقابل النظر في إطلاق سراحه، لم يدل بتصريحات تعكس موقفه من الإفراج عن أوجلان بعد 25 عاماً أمضاها بسجن جزيرة إيمرالي ضمن عقوبة السجن مدى الحياة، لتأسسيه وقيادته منظمة إرهابية.

جانب من لقاء داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع حزب المستقبل التركي)

وقال رئيس حزب «المستقبل» المعارض، أحمد داود أوغلو، خلال كلمة بالبرلمان الأربعاء، جاءت بعد لقائه «وفد إيمرالي الجديد»، الذي يضم نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر وبروين بولدان والسياسي الكردي المخضرم، أحمد تورك، الاثنين: «هناك من يحاولون تعبئة الشارع وتأليب الأتراك ضد الأكراد والعرب، معتبراً أنهم يخدمون إسرائيل، لقد تكلم الجميع، لكن من يتحدث باسم الدولة هو الرئيس، وهو من سيتحمل عواقب الفشل الذي قد يحدث، وعليه أن يخرج ويشرح موقفه بوضوح».

بابا جان ووفد إيمرالي (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)

بدوره، أكد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، الذي التقى وفد إيمرالي بمقر حزبه، الثلاثاء، ضرورة الإعلان عن خريطة طريق للعملية الجارية حالياً، قائلاً: «نعلم أن البرلمان هو مكان الحل، لكن عندما نأخذ في الاعتبار نظام إدارة البلاد، يحتاج إردوغان إلى توضيح وجهة نظره».

جولة «وفد إيمرالي»

واختتم «وفد إيمرالي»، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما دار في اللقاء، والتصور المطروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال» الكردستاني.

لقاء وفد إيمرالي مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيس حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

الرئيسان المشاركان السابقان لحزب «الشعوب الديمقراطية» صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ (أرشيفية)

وأعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الأربعاء، أن «وفد إيمرالي» سيلتقي، السبت، الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، في محبسه في ولاية أدرنه، (غرب تركيا)، والرئيسة المشاركة السابقة للحزب، فيجن يوكسكداغ، في سجن كانديرا بولاية كوجا إيلي، بشمال غربي تركيا، الأحد، في إطار عرض ما دار خلال اللقاء مع أوجلان، والخطوات التي ستتخذ لاحقاً في إطار العملية الجديدة، والتي قد تتضمن لقاءات جديدة مع أوجلان.

ويقبع دميرطاش ويوكسكداغ في السجن بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، والاتصال مع منظمة إرهابية (حزب «العمال» الكردستاني).

صدام بين القوميين

ونشب صدام بين أحزاب الجناح القومي في تركيا حول اللقاءات مع أوجلان ودعوته إلى البرلمان واحتمال إطلاق سراحه، ووقع تراشق بين رئيس حزبي «الحركة القومية» دولت بهشلي، ورئيس حزب «الجيد» مساوات درويش أوغلو، الذي رفض الحوار مع أوجلان ووصفه بـ«خطة الخيانة» ورفض استقبال «وفد إيمرالي».

بهشلي خلال لقاء مع وفد إيمرالي الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعدما هاجم بهشلي درويش أوغلو بطريقة مبطنة في البرلمان، الثلاثاء، رد الأخير قائلاً: «نحن نعرف جيداً من يديرك كما تدار الكرة».

واتهم رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، بهشلي بأنه يرتكب جريمة ضد الدولة والأمة التركية، ويحاول تركيع تركيا أمام منظمة إرهابية (العمال الكردستاني).

وانتقد الأمين العام لحزب «الحركة القومية»، عصمت بويوكتامان، درويش أوغلو، قائلاً «إن تعبيراته (الفاحشة) تعني أنه لا يستطيع أن يضبط فمه عندما ينقطع الخيط ويدرك أنه سيخسر».

كما رد على تصريحات أوزداغ قائلاً: «لا أحد يستطيع إخضاع الدولة التركية، ويجب على أوزداغ أن يعرف ذلك جيداً، أينما كان السيد دولت بهشلي، فإن الخيانة والاستسلام غير واردين».

في السياق ذاته، أكد نائب رئيس حزب «الحركة القومية»، فيتي يلدز، أن «هناك شرطاً واحداً لكي يستفيد أوجلان من (الحق في الأمل) في إطلاق سراحه، وهو أن يصدر تقرير عن الطب الشرعي يؤكد أنه مريض وغير قادر على تلبية احتياجاته الخاصة».

محاكمة إمام اوغلو

على صعيد آخر، أجلت محكمة في إسطنبول جلسة النطق بالحكم في قضية اتهم فيها رئيس بلدية إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، أكرم إمام أوغلو، بـ«التزوير في المناقصات» خلال فترة رئاسته لبلدية «بيلك دوزو» في إسطنبول، قبل فوزه برئاسة بلديتها الكبرى في عام 2019.

أكرم إمام أوغلو (من حسابه في إكس)

وكان المدعي العام طالب بحبس إمام أوغلو لمدة تتراوح بين 3 و7 سنوات، وحظر نشاطه السياسي لمدة مماثلة للحكم، لكنه طلب الحصول على وقت إضافي في الجلسة الثامنة التي عقدت، الأربعاء، وكان مقرراً أن يقدم فيها مذكرة تتضمن رأيه، وقررت المحكمة التأجيل إلى جلسة 11 أبريل المقبل.

وقبل انعقاد الجلسة قال محامي إمام أوغلو، كمال بولاط، إن تقرير الخبراء في الملف وقرار مجلس الدولة الصادر فيها، يوضحان أنه لا يمكن اتخاذ قرار آخر غير البراءة.