انتقد عدد من الخبراء الأميركيين في مجالات البيئة والتكنولوجيا خطة أعلنها البنتاغون مؤخراً بإجراء أبحاث لاستخدام حشرات «في أوقات التهديدات الأمنية». وبينما قال البنتاغون إن هذه الحشرات لن تستعمل لأهداف عسكرية، قال هؤلاء الخبراء، وبعضهم كتب في مجلة «نيتشر» (الطبيعة)، إن المعامل العسكرية الأميركية، عادة، تخترع تكنولوجيات جديدة لأهداف عسكرية، لكنها تكرر أنها لأهداف إنسانية. وحسب بيانات البنتاغون، يدرس الخبراء التكنولوجيون إمكانية «إدراج الحشرات لمكافحة فقدان المحاصيل أثناء حالات الطوارئ الزراعية». وأن ذلك سيكون عن طريق «تحميل حشرات فيروسات معدلة وراثياً يمكن نشرها بسرعة إذا أصبحت المحاصيل الحرجة مثل الذرة أو القمح عرضة للجفاف أو لهجوم مفاجئ بسلاح بيولوجي».
وسمى البنتاغون البرنامج «انسيكتس الايز» (التحالف مع الحشرات). وتجرى التجارب عليه في وكالة «داربا» (وكالة الأبحاث العسكرية المتطورة).
يوم الخميس الماضي، نشر فريق من العلماء المتشككين والباحثين القانونيين مقالا في مجلة «ساينس» العلمية، قالوا فيه إن تكنولوجيا استخدام الحشرات «قد ينظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لتطوير عوامل بيولوجية لأغراض عدائية». وأضاف التقرير: «يمكن بسهولة تسليح هذه التكنولوجيا».
فيما سارع البنتاغون أول من أمس، ورد على هذه التصريحات، وقال بيان أرسله إلى صحيفة «واشنطن بوست»: «روجع البرنامج من قبل الوكالات الحكومية المسؤولة عن السلامة الزراعية. وتوجد أنواع متعددة من الضمانات المضمنة في بروتوكولات البحث». وأضاف البيان: «لا نعتقد أن الجمهور والمجتمع الدولي يجب أن يقلقنا». لكن، اعترف البيان بأن مشروع الحشرات «ينطوي على تكنولوجيات جديدة يمكن أن تكون مزدوجة الاستخدام: إما لأغراض دفاعية أو هجومية. لكن، هذا صحيح بالنسبة لأي تكنولوجيا جديدة».
لكن، يؤكد تقرير الدورية إمكانية استخدام تكنولوجيا الحشرات في «الحرب ضد الإرهاب». وقال التقرير: «يمكن أن يكون البرنامج انتهاكاً لمعاهدة دولية تسمى اتفاقية الأسلحة البيولوجية». وفي اتصال لصحيفة «واشنطن بوست» مع سيلفا فوينيكي، أستاذة القانون الدولي في جامعة فرايبورغ في ألمانيا، قالت: «يوجد خطر في النظر إلى البرنامج على أنه للأغراض السلمية فقط». وأضافت: «يثير القلق استخدام الحشرات كميزة رئيسية للبرنامج، لأن الحشرات يمكن أن تنشر بثمن بخس، وبسرعة من قبل الجهات التي تستخدمها، سواء لأغراض إنسانية أو عسكرية».
وقالت: «نرى أن المبررات ليست واضحة بما فيه الكفاية. على سبيل المثال، لماذا يستخدمون الحشرات؟ يمكن أن يستخدموا أنظمة الرش للقضاء على وباء، أو مثل ذلك»، وأضافت: «استخدام الحشرات لنشر الأمراض والفيروسات (الإنسانية) هو عبارة عن أسلحة بيولوجية كلاسيكية».
وقال إندي ويبر، مسؤول سابق في البنتاغون كان يشرف على برامج الدفاع النووي والكيميائي والبيولوجي، والآن زميل بارز في مجلس المخاطر الاستراتيجية: «مع مرور الوقت، تستطيع المجموعات الإرهابية والأفراد أيضاً استغلال هذه التكنولوجيا الجديدة».
خبراء أميركيون ينتقدون استعمال الحشرات ضد الإرهابيين
البنتاغون ينفى الأهداف العسكرية
خبراء أميركيون ينتقدون استعمال الحشرات ضد الإرهابيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة