التحالف يتهم الحوثيين بعرقلة مرور المساعدات بين صنعاء والحديدة

المالكي: نراقب السفينة «سافيز» في البحر الأحمر حفاظاً على الأمن العالمي

المالكي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده التحالف في الرياض أمس (واس)
المالكي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده التحالف في الرياض أمس (واس)
TT

التحالف يتهم الحوثيين بعرقلة مرور المساعدات بين صنعاء والحديدة

المالكي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده التحالف في الرياض أمس (واس)
المالكي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده التحالف في الرياض أمس (واس)

أكدت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن تعمد الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً، عرقلة حركة المساعدات الإنسانية والإغاثية وحركة المواطنين اليمنيين عبر الممرات الآمنة الثلاثة التي دشّنتها مؤخراً.
وأشاد التحالف بتوجيه خادم الحرمين الشريفين مبلغ 200 مليون دولار إلى البنك المركزي اليمني، للمحافظة على تماسك الاقتصاد والعملة اليمنية. وأكد التحالف عبر متحدثه أن الاقتصاد اليمني يعاني بسبب تعنت الحوثيين، الذين نهبوا أكثر من 5 مليارات دولار من البنك المركزي في صنعاء، مع تحويل إيرادات الدولة العامة للمجهود الحربي وعدم دفع المرتبات.
وأوضح العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أنه رغم فتح التحالف العربي بالتنسيق مع الأمم المتحدة ثلاثة ممرات آمنة لحركة المواطنين والمساعدات الإنسانية من الحديدة إلى صنعاء، فإن الميليشيات الحوثية لا تزال تعرقل مرورهم عبر هذه الطرق.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس، في الرياض: «وردتنا تساؤلات من المنظمات الأممية بشأن الممرات الآمنة من الحديدة إلى صنعاء، ونؤكد هنا أن الميليشيات تتعمد عدم مرور المشتقات النفطية والمواد الغذائية من الحديدة إلى صنعاء رغم أن الممرات الثلاثة تعمل من السادسة صباحاً حتى السادسة مساء حسب التنسيق مع الأمم المتحدة».
ولفت المالكي إلى أن الميليشيات تقوم بعرقلة الممرات الإنسانية الآمنة؛ من أجل خلق سوق سوداء ورفع الأسعار وتمويل ما يسمى المجهود الحربي على حساب الشعب اليمني، مضيفاً أن الحوثيين بعد دخول صنعاء في 2014 همّشوا الشعب اليمني وأضروا بالاقتصاد وتحالف الرئيس السابق معهم في موقف يمر فيه كل الشعب ومن يعارضهم مصيره القتل، مؤكداً أن الشعب اليمني يرفض الميليشيات الحوثية سواء في صنعاء أو بقية المحافظات هو انقلاب على الشرعية لا يوجد لديهم سوى حاضنة بسيطة والشعب اليمني يرفضهم.
وأفاد بأنه في الوقت الذي لا تزال جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية تعمل بكل طاقتها الاستيعابية، تستمر الميليشيات في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المستحقين، ففي ميناء الحديدة سفينة تحمل الوقود عطلت الميليشيات تفريغ حمولتها، وفي الصليف سفينة تحمل الذرة موجودة منذ أكثر من أسبوعين وتعطل الميليشيات خروجها من الميناء.
وأعلن المالكي استهداف مخازن صواريخ باليستية تتبع ميليشيات الحوثي في صنعاء، وتدمير منصة إطلاق صواريخ في صعدة. مفيداً بأن الميليشيات أطلقت 203 صواريخ باتجاه السعودية منذ بداية الأزمة اليمنية، واستمر التحالف في إحباط عدد من الصواريخ داخل اليمن باتجاه المناطق المحررة.
وعلى صعيد العمليات، أشار إلى أن قوات الجيش اليمني تواصل تقدمها بدعم التحالف في مختلف الجبهات، مع ظهور حالات متكررة للقتل خارج نطاق القانون، لمن يتخلف عن الالتحاق بالميليشيات في جبهات الحرب. مفيداً بأن الإعلام الحوثي يروّج للأكاذيب ويضلل مقاتليه والرأي العام من خلال قصص تقدم حربية ليست واقعية، وأن مؤتمر التحالف الأسبوعي يقدم الصورة الحقيقية بتفاصيلها وأدلتها عن الواقع اليمني.
وقال المالكي إنه يجري تكثيف الرقابة على السفينة (سافيز) في المياه الدولية للبحر الأحمر، وأن ما تقوم به الميليشيات من أعمال إرهابية ومن الحرس الثوري الإيراني لمهاجمة السفن الإنسانية والتجارية هو تحدٍّ للأمن العالمي، مفيداً بأنه يجري اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاستمرار الملاحة البحرية لسفن التحالف وتظل حماية السفن العابرة للبحر الأحمر مسؤولية دولية.
وأشار إلى الجرائم الإنسانية بحق اليمنيين التي يقوم بها الحوثيون، ومنها استهدافهم الجمعة الماضية مخيم النازحين في الخوخة، مؤكداً أنها ليست المرة الأولى لاستهداف نازحين ومقرات إنسانية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.