كيم مستعد للسماح بتحقق دولي من تفكيك موقع نووي

بكين دعت واشنطن إلى إيقاف إجراءاتها «غير الحكيمة»

المستشار الصيني يانغ جيشي يقود بومبيو إلى قاعة اجتماعات في دار ضيافة الدولة ببكين أمس (أ.ب)
المستشار الصيني يانغ جيشي يقود بومبيو إلى قاعة اجتماعات في دار ضيافة الدولة ببكين أمس (أ.ب)
TT

كيم مستعد للسماح بتحقق دولي من تفكيك موقع نووي

المستشار الصيني يانغ جيشي يقود بومبيو إلى قاعة اجتماعات في دار ضيافة الدولة ببكين أمس (أ.ب)
المستشار الصيني يانغ جيشي يقود بومبيو إلى قاعة اجتماعات في دار ضيافة الدولة ببكين أمس (أ.ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، أن كوريا الشمالية ستسمح للمحققين الدوليين بزيارة موقع التجارب النووية الذي فككته، وذلك بعد إعلانه تحقيق «تقدم كبير» نحو نزع السلاح النووي إثر لقائه الزعيم الكوري الشمالي.
والتقى بومبيو الأحد كيم جونغ أون في بيونغ يانغ لمحاولة إحياء محادثات نزع السلاح النووي المتوقفة منذ اللقاء التاريخي بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترمب في سنغافورة في يونيو (حزيران) الماضي. وأعلن بومبيو أن كيم «قال إنه مستعد للسماح لهم بزيارة» موقع بونغي - ري للتحقق من تفكيكه.
وكانت كوريا الشمالية أعلنت أنها فككت المنشأة الواقعة في شمال شرقي البلاد في مايو (أيار)، لكنها لم تسمح بعد للمراقبين الدوليين بزيارتها للتثبت من صحة ما أعلنته. وأجرت كوريا الشمالية تجاربها النووية الست داخل المنشأة الواقعة داخل جبل قرب الحدود مع الصين.
وقال بومبيو في سيول إنه سيُسمح للمحققين بالزيارة حالما يتفق الجانبان على التفاصيل اللوجيستية، وذلك قبيل مغادرته إلى بكين في إطار جولة دبلوماسية واسعة. ولم يدل بومبيو بأي تعليق حول إمكانية اتخاذ واشنطن إجراءات تقابل فيها الخطوة الكورية الشمالية.
وقال بومبيو إن نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية «عملية طويلة الأمد»، لكنه أشار إلى «تحقيق تقدم كبير»، مضيفا أن البلدين «قريبان جدا» من تحديد موعد عقد القمة الثانية بين ترمب وكيم ومكانها. والزيارة هي الرابعة لبومبيو إلى كوريا الشمالية.
وكان ترمب وكيم عقدا قمة تاريخية في سنغافورة في يونيو (حزيران)، هي الأولى بين زعيمي البلدين، اعتبر نقاد أنها لم تثمر سوى عن التزام مبهم من قبل الزعيم الكوري الشمالي بنزع للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وأعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية في تقرير حول زيارة بومبيو أن كيم «رحّب بالجهود الصادقة التي بذلها الرئيس ترمب» من أجل تطبيق اتفاق سنغافورة. وأوردت الوكالة أن «كيم جونغ أون ثمّن التطور الإيجابي للأوضاع في شبه الجزيرة الكورية»، وأنه «شرح بالتفصيل مقترحات لحل قضية نزع السلاح النووي». ونشرت صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية خبر اللقاء على صفحتها الأولى، مرفقا بثماني صور للرجلين وهما يتصافحان مبتسمين. وأعلن ترمب في تغريدة أن بومبيو وكيم عقدا «لقاء جيدا»، مضيفا «أتطلع للقاء الزعيم كيم مجددا، في المستقبل القريب».
ودخل الجانبان في سجال حول تفسير الاتفاق المبهم. وقد دفعت الولايات المتحدة باتجاه نزع «نهائي وقابل للتحقق» للسلاح النووي في كوريا الشمالية، التي نددت باعتماد واشنطن أساليب «عصابات» في مطالبتها بنزع أحادي للسلاح النووي.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن وزير الخارجية الكوري الشمالي أن «لا مجال» لمبادرة بلاده إلى نزع أحادي للسلاح النووي طالما العقوبات الأميركية القاسية ضد كوريا الشمالية لا تزال قائمة. وكان بومبيو أعلن بعد زيارة ثالثة له إلى بيونغ يانغ لم يلتق خلالها الزعيم الكوري الشمالي تحقيق تقدم في نقاط أساسية، لكن بعد مغادرته دانت كوريا الشمالية «أسلوب العصابات» الذي تنتهجه واشنطن في مطالبها، ما أثار تساؤلات حول مدى اتفاق الجانبين.
وأمس، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - إن أن الزعيم الكوري الشمالي سيلتقي قريبا الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، وأن «نظاما جديدا ينشأ في شبه الجزيرة الكورية». ويقول محللون إن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها كوريا الشمالية قد تدفع الولايات المتحدة قريبا إلى تخفيف العقوبات.
بهذا الصدد، قال هيونغ هيون إيك، المحلل في معهد «سيجونغ»، إن «كوريا الشمالية تعزز روابطها مع الصين وروسيا، لذا فإن مواصلة الولايات المتحدة سياسة فرض عقوبات على نظامها لم تعد فاعلة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال المحلل إن «الرئيس ترمب بات على وشك فقدان السيطرة».
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، دعت الصين وروسيا، الحليفتان التقليديتان لكوريا الشمالية، مجلس الأمن إلى تخفيف العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ مشددتين على أن «الخطوات... نحو نزع تدريجي للسلاح النووي يجب أن تستتبع بتخفيف للعقوبات».
على صعيد آخر، طالب وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس نظيره الأميركي بأن توقف بلاد إجراءاتها «غير الحكيمة» في عدة مجالات. واستقبل وانغ نظيره بومبيو في دار ضيافة الدولة، المعروف باسم «دياويوتاي» في بكين في آخر محطات جولته الآسيوية التي ركّزت على الملف النووي لكوريا الشمالية.
وأبلغ وانغ بومبيو أن الولايات المتحدة «صعّدت الخطاب حول التوتر التجاري» بعد خلاف تضمّن فرض رسوم تجارية بين البلدين على بضائع أميركية وصينية بمئات مليارات الدولارات. كما اتّهم واشنطن باتخاذ «سلسلة من المبادرات» تجاه تايوان، التي تعتبرها الصين الشيوعيّة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، حتى لو أنّ نظاماً منافساً يحكم الجزيرة منذ العام 1949. بالإضافة لعدد من «القضايا الأخرى» التي تضر بالسيّادة الصينية.
وقال وانغ، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، «إنّ هذه الإجراءات أثّرت على الثقة المتبادلة بين الجانبين وألقت بظلالها على آفاق العلاقات الصينية - الأميركية، وهو ما يأتي بشكل كامل على حساب مصالح شعبينا».
وتابع: «نطلب أن توقف الولايات المتحدة مثل هذه الإجراءات غير الحكيمة». ويأتي اللقاء بين وانغ وبومبيو بعد أيام قليلة من اتهام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الصين بممارسة العدوان في مجالات عدة، بينها الأمن والتجارة، وصوّر الصين على أنها طرف شرير يتدخل في الانتخابات الأميركية.
وألقى بنس خطابا حاد النبرة الخميس أمام مركز دراسات في واشنطن، اتهم فيه بكين بممارسة العدوان الاقتصادي من خلال عمليات «سرقة» تكنولوجيا، والعدوان العسكري وخصوصا في بحر الصين الجنوبي، وانتهاكات متزايدة لحقوق الإنسان، كما اتّهمها خصوصا بالتدخل في الانتخابات المقبلة سعيا لإخراج الرئيس دونالد ترمب من البيت الأبيض.
كما أغضبت واشنطن بكين بالموافقة على بيع أسلحة بقيمة 1.3 مليار دولار لتايوان، واعتماد قواعد جديدة تسمح لمسؤولين أميركيين بالسفر إليها، رغم عدم تغيير واشنطن موقفها الذي يعترف بالصين الواحدة.
وردا على تصريحات وانغ، قال بومبيو إنه فضّل المجيء لبكين «لعقد مباحثات». وأكّد أن «لدينا مخاوف كبيرة حيال الإجراءات التي تتخذها الصين، وأتطلّع لانتهاز الفرصة لمناقشة كل منها لأنّ هذه العلاقة مهمة لنا بشكل لا يمكن تصوره».
وانتقد بومبيو إلغاء واشنطن لقاء بين وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس ونظيره الصيني وي فينغي، كان مقرراً هذا الشهر في بكين. وقال: «يؤسفني أن الحوار الاستراتيجي بين بلدينا هو أمر اخترتم جميعاً عدم القيام به».
لكن وانغ لم يفوّت فرصة الرد، وأجاب: «لم يتم إلغاء الحوار الاستراتيجي من قبل الصينيين. إنني أتحدث عن حقائق». إلا أن المسؤولين استخدما لهجة أقل حدة فيما يتعلق بالحد من الطموحات النووية لكوريا الشمالية. ودعمت بكين عقوبات الأمم المتحدة على حليفتها بيونغ يانغ، رغم أنها عادت أخيرا وطالبت بتخفيفها. واعتبر وانغ أن ملف كوريا الشمالية يوضح أن بكين وواشنطن «يمكنهما وينبغي عليهما زيادة التواصل والتعاون». وأكد بومبيو أنه يتوقع أن يجري «محادثات جيدة وصريحة» مع وانغ بخصوص لقائه الأحد بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في بيونغ يانغ.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.