رئيس ديوان المظالم السعودي في المغرب لتعزيز التعاون القضائي

TT

رئيس ديوان المظالم السعودي في المغرب لتعزيز التعاون القضائي

أكد رئيس ديوان المظالم بالمملكة العربية السعودية الدكتور خالد بن محمد اليوسف، في الرباط، أمس، أن المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية يحدوهما الطموح لإرساء لجان مشتركة خاصة بالمرفق العدلي.
وقال اليوسف، في تصريح صحافي على هامش مباحثاته مع وزير العدل المغربي محمد أوجار، إنه وعلى غرار اللجنة العليا المشتركة المغربية - السعودية، التي عهد إليها الارتقاء بالعلاقات بين البلدين وتطويرها، يحظى محور متابعة التطور القضائي الذي يشهده العالم عموماً، والعالم العربي على الخصوص، بأهمية بالغة.
وأوضح رئيس ديوان المظالم بالمملكة العربية السعودية أن زيارته للمغرب، برفقة وفد رفيع، تأتي استجابة لدعوة وزير العدل المغربي، مسجلاً أن محاور من قبيل التدريب والتكوين وما يتصل بالأحكام الموضوعية ودراستها الموحدة من قبل القضاء في البلدين، تشكل أهم مجالات التعاون القضائي بينهما.
من جانبه، نوّه أوجار، في كلمة خلال هذا الاجتماع، بالطابع الاستراتيجي للعلاقات التي تربط بين المغرب والسعودية «والتي تمتد لأكثر من ستة عقود»، مشيراً إلى أن هذه العلاقات أصبحت «تشكل اليوم نموذجاً رائداً يُحتذى في العلاقات العربية - العربية، وذلك في إطار الحرص الشديد من قيادتَي البلدين الشقيقين على التطوير الدائم والمستمر لهذه العلاقات والارتقاء بها دائماً نحو الأفضل والأحسن، مع تنويع مجالاتها».
وأبرز أوجار دور اللجنة العليا المشتركة المغربية - السعودية المحدّثة بمقتضى اتفاقية التعاون الاقتصادي والتقني التي وقّعها البلدان سنة 1976، كآلية مؤسساتية «ساهمت على الدوام في تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها وفتح جسور التعاون المثمر في كل المجالات»، مذكّراً بأن الشراكة التي تربط بين البلدين تثمر «تنسيقاً عالياً وتطابقاً تاماً في وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك»، مشيراً إلى أن التعاون القضائي يحتل حيزاً مهماً ضمن مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين.
وقدّم أوجار نظرة موجزة عن تاريخ القضاء الإداري بالمغرب وتطوره ودوره في حماية الأمن القانوني والقضائي للمواطنين، مبرزاً أن زيارة اليوسف «ستشكل فرصة مهمة للاطلاع على التجربة السعودية في مجال القضاء الإداري»، وفرصة أيضاً لتسليط الضوء على النظام القضائي المغربي وتجربته في مجال القضاء الإداري المتخصص، وكذلك مسار الإصلاح العميق والشامل الذي تعرفه منظومة العدالة بالمغرب منذ صدور دستور 2011، واستكمال تنفيذ بقية بنود الإصلاح، لا سيما في ما يتعلق بمجال الإدارة القضائية والتحديث والرقمنة وتعزيز البنية التحتية.
وشكّل اللقاء مناسبةً لتبادل وجهات النظر بين المسؤولين المغاربة والسعوديين في ما يتصل بالتنظيم القضائي والقضاء الإداري بالبلدين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.