موجز أخبار

TT

موجز أخبار

ترمب «لا يعتزم» إقالة نائب وزير العدل الأميركي

واشنطن - «الشرق الأوسط»: قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، إنه لا يعتزم إقالة رود روزنستاين نائب وزير العدل الأميركي، وهو المسؤول عن التحقيق الاتحادي في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وانتشرت تكهنات بأن ترمب قد يقيل روزنستاين في الإعلام الأميركي، بعدما دأب ترمب على انتقاده عبر «تويتر» عقب تقارير حول إدلائه بتعليقات بشأن صلاحية ترمب لتولي المنصب. وقال الرئيس الأميركي ردا على سؤال صحافي أمس عما إذا كان يعتزم إقالة روزنستاين: «لا لن أفعل، لا»، كما نقلت وكالة رويترز. وسافر روزنستاين مع ترمب على متن الطائرة الرئاسية إلى أورلاندو بولاية فلوريدا، حيث من المقرر أن يتحدث الرئيس مع مجموعة من قادة الشرطة. ونفى روزنستاين ما ورد في تقرير تناقله الإعلام الأميركي في 21 سبتمبر (أيلول)، ووصفه بأنه «غير دقيق وغير صحيح في واقع الأمر».
وذكر التقرير أن روزنستاين تقدم بمقترحات تتعلق بالقلق من الفوضى في الإدارة الأميركية، لكن لم يؤت أي منها بثماره. ويشرف روزنستاين على التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر بشأن روسيا. وتنفي روسيا التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما يرفض ترمب أي ادّعاء حول تواطؤ بين حملته وموسكو.

«قضايا كبيرة» تنتظر حلاً في مباحثات {بريكست}

لندن - «الشرق الأوسط»: أعلنت بريطانيا أمس، أنّ «قضايا كبيرة» لا تزال بحاجة لحل في مباحثات بريكست مع الاتحاد الأوروبي، في محاولة لإخماد الحديث المتزايد عن تحقيق اختراق قبل قمة حاسمة الأسبوع المقبل. وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي للصحافيين: «لقد قلنا دائما إننا نعمل بجد من أجل التوصل لاتفاق هذا الخريف، وهذا يتواصل وفق الخطة»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع: «تتبقى قضايا كبيرة للعمل عليها، وكما قالت رئيسة الوزراء فإن هذا يتطلب تحركاً من جانب الاتحاد الأوروبي». وأشار إلى أن مسؤولين من الجانبين يجرون مباحثات تقنية هذا الأسبوع، لكن في غياب وزير بريكست البريطاني دومينيك راب الذي قرر عدم الحضور. وقال المتحدث إنّ «هناك فارقا بين أن يتحدث الناس بتفاؤل عن اتفاق وبين التوافق بالفعل على اتفاق يتضمن كلاً من اتفاقية المغادرة والإطار المستقبلي» للعلاقة بين لندن والتكتل الأوروبي. وأكّد نائب رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون كوفيني، أنه «تم الاتفاق بنسبة 90 في المائة» على اتفاق المغادرة، رغم بقاء مسألة الحدود الآيرلندية نقطة عالقة. وأفاد لمحطة «سكاي نيوز»: «ما نحتاج إليه الآن هو أنّ يوجد الوفدان المفاوضان في غرفة مغلقة للعشرة أيام المقبلة أو ما شابه».

ساركوزي يخسر أول طعن في إحالته للمحاكمة بتهم فساد

باريس - «الشرق الأوسط»: قال مكتب الادعاء في العاصمة الفرنسية باريس إن الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي خسر أمس أول طعن في إحالته للمحاكمة بتهم استغلال النفوذ والفساد، وإن عليه انتظار نتيجة طعن ثان قبل أن يعرف ما إذا كان سيمثل أمام المحكمة. ويشتبه في أن ساركوزي، الذي تولى الرئاسة من عام 2007 إلى عام 2012، ساعد ممثلا للادعاء في الحصول على ترقية مقابل معلومات مسربة عن تحقيق جنائي منفصل، كما ذكرت «رويترز». وكان المحققون يستخدمون تسجيلات لمكالمات هاتفية للتحقق من مزاعم تمويل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي للحملة الانتخابية لساركوزي، عندما بدأوا في الاشتباه في أنه يستخدم شبكة من المخبرين ليبقى على اطلاع على ذلك التحقيق الجنائي. ولم يتّضح بعد موعد إصدار القرار بشأن الطعن الثاني. وتعرض ساركوزي لهزيمة انتخابية أمام الاشتراكي فرنسوا هولاند لدى سعيه لإعادة انتخابه رئيسا في 2012، وواجه منذ ذلك الحين سلسلة من التحقيقات في مزاعم فساد واحتيال ومخالفات في تمويل الحملة الانتخابية.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟