المصورات الصحافيات... لقطات ترصدها عين نسوية تجسد المعاناة وتخاطب القضايا

استطعن التغلب على التحديات في العالم العربي والوصول إلى العالمية

الجمال الممنوع للمصورة هبة خميس
الجمال الممنوع للمصورة هبة خميس
TT

المصورات الصحافيات... لقطات ترصدها عين نسوية تجسد المعاناة وتخاطب القضايا

الجمال الممنوع للمصورة هبة خميس
الجمال الممنوع للمصورة هبة خميس

تزخز الصحافة العربية بأسماء لامعة لمصورات صحافيات التقطن بعدساتهن أحداث الحروب والمظاهرات، وجسَّدن موضوعات إنسانية نابضة بالحياة. «الشرق الأوسط» حاورت عدداً من المصورات في الوطن العربي من «المملكة العربية السعودية ومصر وفلسطين ولبنان». وبدا أن هناك قواسم مشتركة في تجارب المصورات الصحافيات اللاتي عملن في غرف الأخبار المحلية والعالمية، تمثَّلت في التحدي والمثابرة وحب المغامرة والرغبة في إلقاء الضوء على القضايا التي تجسد معاناة المرأة العربية جراء ويلات الحروب والثورات.

عدسة نجلاء تتحدى حواجز اللغة
من السعودية، تقول المصورة الصحافية، نجلاء خليفة لـ«الشرق الأوسط»: «لدى شغف كبير بالفنون البصرية كالرسم والتصوير والخط العربي، وأهداني والدي كاميرا صغيرة والتي صورت بها مناسباتنا العائلية، ورحلاتنا في الإجازة الصيفية»، مضيفة أن الصورة لغة عالمية تتخطى حواجز المكان والزمان واللغة، ولا تحتاج إلى وسيط بينها وبين المتلقي، وهناك كثير من الصور محفورة في ذاكرة الشعوب مثل صورة «محمد الدرة»... وأهوى تصوير الموضوعات الثقافية كالتراث العمراني والمباني، والتراث الحضاري، والحرف اليدوية، وغيرها من الموضوعات.
وقالت نجلاء: «تكللت مسيرتي بالنجاح بالحصول على 41 جائزة ووساماً في مسابقات عالمية ومحلية، كان آخرها الميدالية الذهبية في مسابقة طوكيو العالمية... وتم تكريمي في كثير من المسابقات مثل، (مسابقة الوطن في عيون الفوتوغرافيات)، و(المهرجان العربي الأوروبي)». مقدمةً نصيحة للفتيات اللاتي يرغبن في احتراف التصوير الفوتوغرافي بكثرة الاطلاع، والالتحاق بالدورات التدريبية وحضور المعارض المختلفة.

إيمان توثق فتنشر لها أعرق الصحف

أما المصورة الصحافية إيمان الدباغ، من السعودية، فتقول: «تكونت ذائقتي الفنية والبصرية منذ تنفيذ مشروع تخرجي في قسم (التصميم الغرافيكي) بإحدى الجامعات في أميركا، ثم بدأت في توثيق حياتي اليومية بالكاميرا، وسافرت إلى مصر لزيارة جدتي وبدأت أنظر إلى العالم المحيط بي بنظرة مختلفة؛ فكنت أصور إيقاع حياة المواطنين في المواصلات والشارع، ثم قمت بتصوير أفراح صديقاتي اللاتي أثنوا عليها، فقررت أن يكون التصوير الفوتوغرافي مهنتي، وعملت لدى كثير من الصحف في كاليفورنيا بين 2006 و2009»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» تعلمت كيفية حكي الموضوعات بطريقة وثائقية عن طريق الكاميرا، فقد عايشت رحلة «نسرين»، وهي بنت فلسطينية سافرت إلى كاليفورنيا لتلقي العلاج، وقد مكثتُ معها في المستشفى لمعايشة حالتها.
إيمان تقول: «عملت في كثير من الصحف، مثل: (لوس أنجليس تايمز)، و(وول ستريت)، و(واشنطن بوست)، و(الغارديان)، و(التايمز)، و(دير شبيغل)... ومن أبرز قصصي المصورة هي القصة التي نشرت لي في (واشنطن بوست) عن مجموعة من النساء السعوديات من خلفيات وثقافات وآراء متعددة... وفزتُ أخيرا بجائزة هي (Arab Fund For Arts and Culture)».

الأحداث تصحب لورا وكاميرتها
في جولة عالمية
المصورة الصحافية الفلسطينية، لورا بوشناق، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «درستُ علوم اجتماعية في الجامعة اللبنانية، ودرست تصويراً بالمراسلة مع (معهد التصوير) بنيويورك، وبعد تخرجي عملت بمهنة التصوير في أحد الاستوديوهات، ولكن روتين العمل اليومي حال دون تحقيق طموحي وقدرتي على التخيل والابتكار فغادرت العمل، وبدأت التدريب مع مصور كان يعمل سابقاً أيام الحرب الأهلية بلبنان مع وكالة الصحافة الفرنسية، وكان يمتلك وكالة خاصة به، ثم عملت كمصورة صحافية لدى مكتب (أسوشييتد برس) في بيروت لمدة عام، ثم عملت ضمن أعضاء الجهاز التحريري لـ(وكالة الصحافة الفرنسية) بمركزهم في نيقوسيا لمدة ثماني سنوات، وعملت في مكتب الوكالة في باريس لمدة عامين، وقمت خلالها بكثير من التغطيات الإخبارية المهمة، كتغطية الحرب في العراق، كذلك الحرب ما بين إسرائيل و(حزب الله) في 2006... وأعمل حالياً مراسلة لدى (نيويورك تايمز)، لأنني أفضل العمل مصورةً حرةً لكي أصور الموضوعات بعمق وأركز على مشاريعي الخاصة».
وحول طبيعة الموضوعات التي تجسدها لورا، ذكرت: «أفضل تجسيد الموضوعات النسائية، وأعمل حالياً على مشروع (المرأة العربية والتعليم) الذي بدأته منذ عام 2009، وخلال هذه الفترة قمت بتغطية 7 دول عربية من أجل إلقاء الضوء على الصعوبات التي تواجه المرأة في تحقيق أحلامها وإكمال دراستها، وهذا المشروع مميز لأن السيدات كتبن بخطهن على الصور، كما جسدت قضية (محمد) وهو لاجئ فلسطيني من مخيم الراشدية، وأصيب بقنبلة عنقودية وفقد رجليه عام 2006، ولم أكتف بتجسيد معاناته، بل أنشأت حملة لجمع التبرعات على أحد مواقع الإنترنت في العام الماضي لجلب أطراف صناعية متطورة له، وخلال 3 أيام قمنا بتجميع مبلغ 26 ألف دولار، حتى تمكَّن (محمد) من السير باستخدام هذه الأطراف وعثر على فرصة عمل مناسبة».
لورا حصلت على كثير من الجوائز من أهمها، منحة مؤسسة «Getty Images» للتمكين الصحافي، والحصول على المركز الأول في جائزة «تيري أونيل» للتصوير الفوتوغرافي في لندن، واختيار إصداراتها «أنا أقرأ... أنا أكتب» للعرض في المتحف البريطاني... كما شاركت في تأسيس مجموعة «راوية» وهي أول مجموعة نسائية للصور في منطقة الشرق الأوسط.
وحول أسباب قلة عدد المصورات الصحافيات في الوطن العربي، أشارت لورا إلى أن الفتيات والسيدات يواجهن معارضة شديدة من الأهل للعمل في هذه المهنة، التي يظنها كثيرون مقتصرة على الرجال فقط، كما أن مهنة التصوير تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، والوجود خارج المنزل لساعات طويلة، فضلاً عن حتمية الحصول على تصاريح من الجهات المسؤولة.

نتالي تصّور معاناة اللاجئات
وتكسر الصور النمطية
أما المصورة الصحافية اللبنانية، نتالي نقاش، لديها 7 سنوات خبرة في التصوير الفوتوغرافي، وترتكز قصصها المصورة على توثيق قضايا المرأة العربية، واللاجئات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بهدف كسر الصور النمطية عن المرأة، وتصحيح صورة العالم العربي في عيون الدول الغربية، وتسليط الضوء على معاناة اللاجئات السوريات اللاتي انقلبت حياتهن رأساً على عقب جراء ويلات الحروب والثورات.
وتقول نتالي لـ«الشرق الأوسط»: «درستُ التصوير الفوتوغرافي في لندن، وخلال دراستي الجامعية حصلت على منحة في (صانداي تايمز)، و(الغارديان)، وبعد تخرجي نشرت أعمالي في كثير من الصحف العالمية مثل، (نيويورك تايمز)، و(لوموند)، و(دير شبيغل)».
ووثقت نتالي أحوال معيشة عدد من اللاجئات، والصعوبات التي يواجهونها، فقد انقلبت حياة مجموعة من الصديقات السوريات (ديانا، ونادية، ودانيلا، وعليا) رأساً على عقب أحداث الحرب، بسبب ويلات الحروب فانتقلت إحداهن إلى المعيشة في دبي، وسافرت الأخرى إلى قطر، والثالثة إلى نيويورك، وأقامت الرابعة في لبنان... وقد أعدت نتالي هذه القصة بالتعاون مع «برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي».

لقطات هبة تجسد المعاناة وتخاطب القضايا
ومن مصر، تحدثت المصورة الصحافية هبة خميس، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «تخرجتُ في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية عام 2011، ثم عملت كمصورة لدى كثير من المواقع الإلكترونية مثل (التحرير)، و(محيط)، وعملت مراسلة أيضاً لدى وكالة (أسوشييتد برس)، ووكالة التصوير الأوروبية».
وأضافت: «راودتني فكرة قصة (الجمال الممنوع) التي أهَّلتني للفوز بالمركز الأول في مسابقة (World Press Photo)، وذلك عندما قرأت خبراً في موقع (الإندبندنت)، حول عادة (كيِّ أثداء فتيات الكاميرون) حماية لهن من خطر الاغتصاب والاختطاف، فسافرت إلى الكاميرون ومكثت شهراً لتجسيد معاناة الفتيات اللاتي تعرضن لهذه التجربة القاسية... وتعتبر هذه القصة ضمن مشروع التخرج للنجاح في دبلوم التصوير الفوتوغرافي الذي حصلت عليه من الدنمارك».
هبة تعمل حالياً على تصوير مجموعة من الموضوعات الحساسة والشائكة مثل «المتحولين جنسياً في مصر»، تخطط لتصوير قصة عن «اختطاف العرائس في كردستان العراق».

قصة سماح وروز وحياة
أما المصورة الصحافية المصرية سماح زيدان، فلديها كاميرا تطلق عليها اسم روز، وأخرى اسمها حياة ترافقها أينما ذهبت. وتقول سماح، وهي رئيس قسم التصوير ببوابة مؤسسة «روز اليوسف» الصحافية لـ«الشرق الأوسط»، «بدأت رحلتي مع عالم التصوير بعد تخرجي في كلية الآداب جامعة عين شمس، وعملت في عدة صحف ومواقع إلكترونية، وواجهتني كثير من الصعوبات والتحديات، منها أنني نجوتُ من الموت بأعجوبة أثناء تغطية أحداث المظاهرات، وتحطمت أيضاً عدسات الكاميرا الخاصة بي، لكن فزتُ العام الماضي بجائزة التميز الصحافي من نقابة الصحافيين لتغطية (قضايا التعليم الفني والتدريب المهني)».


مقالات ذات صلة

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)
يوميات الشرق الملتقى يُعدُّ أكبر تجمع في السعودية للمؤثرين والخبراء وصناع المحتوى الرقمي (واس)

السعودية تطلق أول ملتقى لـ«صناع التأثير» في العالم

أعلن وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري إطلاق الملتقى الأول لصناع التأثير (ImpaQ)، الذي تستضيفه العاصمة الرياض يومي 18 و19 ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
TT

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)

شدد تميم فارس، رئيس «ديزني+» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن منصة «ديزني+» مهتمة بالعمل على «تقديم محتوى يلائم ويحترم ويراعي الثقافة المحلية للجمهور» في المنطقة. وأشار إلى أن «ديزني+» ماضية قدماً ليس فقط في تقديم أفلام ومسلسلات مشهورة مع ضمان ملاءمتها واحترامها للثقافة المحلية، بل إن «جميع المحتوى الموجه إلى الجمهور تجري مراجعته بدقة لتحقيق هذه الغاية».

تميم استهلّ اللقاء بقوله «أولاً وقبل كل شيء، يسعدني أننا أطلقنا منصة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذه المنطقة غنية بالثقافة والتراث والتقاليد. ولقد كان بمثابة حلم يتحقق أن نقدّم هذا المحتوى المميز إلى الجمهور المحلي العاشق للسينما والترفيه».

وتابع، من ثم، ليتطرّق إلى مواجهة بعض التحديات خلال هذه الرحلة فيقول: «ونحن بعد سنتين تقريباً على إطلاق (ديزني+)، نواصل - مثلاً - التعلّم من جمهورنا، وتنقيح محتوى المنصة؛ كي يراعي الثقافة المحلية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية. ويشمل هذا نهجنا المحلي للمحتوى، وهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا».

إطلاق «ديزني+»

تميم فارس شرح أن «ديزني+» منصة توفّر خدمة عرض المحتوى الترفيهي حول العالم، منذ إطلاقها في عام 2022 في 16 سوقاً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنها «تعرض مجموعة واسعة من أشهر القصص من إنتاج شركة (والت ديزني)، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية والأعمال الأصلية الحصرية من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) وغيرها الكثير».

ثم ذكر أن كثيرين اعتادوا مشاهدة الأفلام الكلاسيكية من «ديزني» بدءاً بـ«الأسد الملك» و«علاء الدين»، ووصولاً إلى «موانا» و«إنكانتو». بالإضافة إلى عرض هذه الأفلام العائلية المفضلة على «ديزني+»، فهي متوافرة كذلك للمشاهدة بخياري الدبلجة باللهجة المصرية أو اللغة العربية الفصحى المعاصرة.

وبعدها علّق من واقع تجربته الشخصية: «أنا مثلاً، نشأت على مشاهدة الكثير منها مدبلجاً بصوت أشهر الممثلين والممثلات مثل محمد هنيدي ومنى زكي وعبلة كامل وخالد صالح، والآن أُتيحت لي فرصة مشاهدتها مرة أخرى مع ابني زين على المنصة».

ثم لفت إلى أن «ديزني+» تقدّم محتوى جديداً باستمرار، بما في ذلك الإصدارات السينمائية الحديثة والضخمة الصيفية، وكان آخرها فيلم «قلباً وقالباً 2» من إنتاج «ديزني» و«بيكسار» على «ديزني+» في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد بأن «هذا الفيلم تصدّر قائمة أفلام الأنيميشن الأعلى تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وجارٍ الآن عرضه حصرياً على (ديزني+)... وفي الواقع، يجري عرض أعمال (ديزني) السينمائية كافّة على منصة (ديزني+) في نهاية المطاف».

تميم فارس، رئيس "ديزني+" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ديزني)

التكيّف مع المشهد التنظيمي الإقليمي

من جانب آخر، بالنسبة إلى الامتثال للقوانين المحلية للبث، أكد تميم فارس أن «فريقنا الإقليمي في (ديزني+) يقدّر الثقافة العربية تماماً، وأنا بصفتي أباً عربياً، أشارك تجربة شخصية مع ابني زين البالغ من العمر 7 سنوات؛ إذ نشاهد المحتوى معاً أو يشاهده بمفرده أحياناً. لذلك، أحرص على أن يكون ما يشاهده آمناً ومناسباً لثقافتنا العربية، ويتماشى مع قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا».

وأردف: «وكما ذكرت سابقاً... المحتوى هو الركيزة الأساسية لكل ما نقدّمه. ومنذ إطلاق المنصة، أنشأنا فريق امتثال متخصصاً على المستوى المحلي، وهو الفريق المسؤول عن مشاهدة المحتوى المعروض ومراجعته وفحصه بدقة. ولا يُجاز شيء إلا بعد تأكد هذا الفريق من أن كل كلمة تُنطق أو تُترجم أو تُدبلج تتوافق أو يتوافق مع قيمنا العربية وتقاليدنا. ولا بد أن يتوافق المحتوى الموجه إلى الجمهور الأصغر سناً مع هذه الإرشادات ليصار إلى عرضه على (ديزني+)».

وفي الاتجاه نفسه ركّز تميم على أنه «بالإضافة إلى فريقنا، ونظراً إلى أنني أب عربي لابن صغير، أدرك أن ابني يستطيع مشاهدة مسلسلاته وأفلامه المفضلة ضمن بيئة آمنة ومناسبة لكل أفراد العائلة من دون استثناء، وذلك من خلال تمكين الوالدين من ضبط إعدادات المشاهدة بسهولة مطلقة لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، بما في ذلك خيار إعداد حسابات خاصة بهم وحمايتها من خلال رمز سري».

وأضاف شارحاً: «وحقاً، نحن نولي أهمية قصوى للحفاظ على صدقنا وأصالتنا تجاه جمهورنا العربي، ونلتزم بتقديم محتوى عالي الجودة يتماشى مع قيمنا العربية الأصيلة. وبصفتي أباً، أشعر بالطمأنينة لمعرفة أن أطفالي يستمتعون بمحتوى آمن ومناسب لأعمارهم».

استراتيجيات «ديزني+» في المنطقة

وحول استراتيجيات «ديزني+» في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن المحتوى الذي تقدمه المنصة كفيلٌ بالتأكيد على مدى نجاحها، وقال: «منصة (ديزني+) تعرض ثمانية من أفضل عشرة أفلام تحقق أعلى مستوى مبيعات حول العالم التي تُعرض تقريباً معظمها بشكل حصري على (ديزني+)، ويمكن لمشاهدي المنصة مشاهدة آلاف المسلسلات والأفلام من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) والمحتوى الترفيهي للبالغين من (ستار). إننا نقدم حقاً المحتوى الذي يناسب تفضيلات الجميع من الفئات العمرية كافّة ومختلف شرائح المجتمع».

وزاد: «إننا نحرص دوماً على عرض الأعمال الجديدة على منصتنا، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن خيارات مشاهدينا المفضلة تتغيّر وتتوسع لتشمل رغبتهم في مشاهدة المحتوى العالمي أيضاً». وتابع: «لقد بادرنا مثلاً إلى تنظيم مجموعات متخصصة في الكثير من المدن السعودية، للتفاعل مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على المحتوى الذي يشاهدونه عبر المنصة. وفي الوقت نفسه، نحرص دوماً على الاستفادة من عملائنا المحليين والارتقاء بإمكاناتنا والمحتوى الذي نقدمه إليهم؛ كي ننجح في توفير خدمات تلبي احتياجات المنطقة».

المحتوى المحلي

تميم فارس قال إن «ديزني+» تتطلع لمزيد من الأعمال والإنتاجات التي تعزّز مكانتها في المنطقة، وبالتحديد على المستوى المحلي، «على سبيل المثال، أعلنا شعارنا الجديد الذي يضم للمرة الأولى على الإطلاق كلمة (ديزني) باللغة العربية. وبادرنا إلى إطلاق أول حملة إعلانية ننتجها محلياً على الإطلاق، ويشارك فيها فريق عمل سعودي بامتياز يضم أشهر صناع المحتوى المحليين، لتعزيز شعور المشاهدين على مستوى المنطقة بالشمولية والانتماء».

ثم أضاف: «وثانياً هناك المحتوى الذي تقدّمه المنصة؛ حيث نؤكد مواصلة التزامنا بتقديم محتوى جديد ومتنوع والحفاظ على مكانتنا الحالية، من خلال إضافة أعمال جديدة إلى مكتبتنا الضخمة من المحتوى الذي نعرضه للمشاهدين كل يوم... ونحرص على تقديم المحتوى الترفيهي الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتفضيلاتهم، بدءاً من الأعمال العالمية التي تحقق نجاحاً كبيراً وصولاً إلى المحتوى المحلي المدبلج باللغة العربية».

ومع تشديده على أن جميع الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تُعرض على «ديزني+» تتوافق بالكامل مع المتطلبات التنظيمية المحلية السعودية، أوضح تميم أن المنصة تسعى باستمرار إلى عقد مزيد من الشراكات مع أبرز الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وشركة اتصالات «زين» في الكويت، لتوفير مجموعة من خيارات الاشتراك، وتتطلّع إلى مواصلة عقد مزيد من الشراكات خصوصاً في السعودية في المستقبل القريب.

واختتم بتسليط الضوء على عروض الأفلام الوثائقية المرتبطة بالمنطقة، فقال: «نعرض حالياً فيلم (كنوز الجزيرة العربية المنسية) على منصة (ناشيونال جيوغرافيك)، لتمكين المشاهدين من رؤية ثقافتهم الغنية وتراثهم العريق من زاوية مختلفة، وننظر أيضاً في فرص توسيع نطاق المحتوى الذي نقدمه إلى المشاهدين، من خلال بناء شراكات واتفاقيات تعاون مع مجموعة محلية من صناع المحتوى وشركات الإنتاج».