اللجنة التنفيذية تدعو المجلس المركزي للانعقاد لتطبيق قرارات سابقة

تجري مراجعة للمساعدات الأميركية بعد إقرار القانون التعريفي لمحاربة الإرهاب

TT

اللجنة التنفيذية تدعو المجلس المركزي للانعقاد لتطبيق قرارات سابقة

دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المجلس المركزي للانعقاد في 26 من الشهر الجاري، بهدف تنفيذ قرارات متعلقة بالدولة والعلاقة مع سلطات الاحتلال، ووضع وآليات وجداول زمنية لذلك.
وجددت التنفيذية في بيان أصدرته أمس الأحد، بعد اجتماعها برئاسة الرئيس محمود عباس في رام الله، على قرارات المركزي السابقة ووجوب تنفيذها.
ويدور الحديث عن تحويل السلطة الفلسطينية إلى دولة قائمة، عبر العمل على تجسيد إقامة الدولة، وتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى أن تعترف بالدولة الفلسطينية، باعتبار الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في أوسلو والقاهرة وواشنطن، بما انطوت عليه من التزامات، لم تعد قائمة.
واجتماع التنفيذية، جاء بعد يوم من اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح، ضمن سلسلة اجتماعات أخرى متوقعة سيترأسها عباس استعدادا لجلسة المجلس المركزي الذي يفترض، أن يحدد هذه المرة، آليات وتواريخ واضحة لتنفيذ قراراته السابقة.
وقال عباس إنه مضطر لتنفيذ كل ما يقرره المجلس المركزي هذه المرة. واختار توقيت اجتماع المركزي خلال الشهر الحالي، بعد إلقائه خطابه في الأمم المتحدة، الذي طلب فيه إقامة مؤتمر دولي للسلام تنتج عنه آلية دولية من أجل رعاية المفاوضات، وتراجع الولايات المتحدة عن قراراتها السابقة بحق الفلسطينيين.
وأراد عباس إعطاء فرصة من أجل إنقاذ العملية السياسية، لكن خطابه قوبل برفض أميركي وإسرائيلي، قبل أن تتوجه السلطة لرفع قضية أمام العدل الدولية ضد الولايات المتحدة تطالبها بسحب بعثتها من القدس. وردت واشنطن، بالانسحاب من ملحق اتفاقية فيينا، في أسوأ تصعيد بينها وبين السلطة.
وقالت التنفيذية إنها تؤيد ما جاء في خطاب الرئيس أمام الجمعية العامة، برفض أن تكون الإدارة الأميركية شريكاً أو وسيطاً في عملية السلام، معتبرة إياها جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحل، مؤيدة مقاضاتها في العدل الدولية.
وأكدت التنفيذية على الدعوة لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، ومرجعية الأمم المتحدة، استناداً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية والقانون الدولي، وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وحل جميع قضايا الوضع النهائي من دون استثناء.
وأكدت التنفيذية وجوب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، بما في ذلك توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تنفيذاً لقرار الجمعية العامة الأخير، وإصدار قائمة المعلومات حول الشركات الدولية العاملة في المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية، وإلى استمرار بذل الجهود للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وكذلك وضع سلطة الاحتلال «إسرائيل» على قائمة الدول التي تنتهك حقوق الأطفال.
وأدانت اللجنة التنفيذية مصادقة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على القانون التعريفي لمحاربة الإرهاب، الذي يستطيع أي مواطن أميركي أن يقاضي، بموجبه، أي جهة خارجية يتهمها بالإرهاب أو دعم الإرهاب أو المسؤولية عن أي عمل إرهابي، ما يستدعي المراجعة الكاملة لقبول فلسطين كطرف يتلقى مساعدات من الولايات المتحدة الأميركية. ويهدد هذا القانون استمرار المساعدات للأجهزة الأمنية الفلسطينية، إذا ما قرر أي أميركي مقاضاتها.
كما طالبت اللجنة التنفيذية المحكمة الجنائية الدولية بوجوب الإسراع في فتح تحقيق قضائي رسمي مع المسؤولين الإسرائيليين، حول جرائم الحرب التي تستمر سلطة الاحتلال «إسرائيل» في ارتكابها، باستمرار الاستيطان الاستعماري في أراضي دولة فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية، والاعتداءات الإجرامية على مسيرات العودة السلمية، وقرار هدم قرية الخان الأحمر وترحيل سكانه، إضافة إلى الاعتداءات اليومية على الحرم القدسي الشريف من قبل المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين، بدعم ومساندة من الحكومة الإسرائيلية، واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، ومخالفة القانون الدولي بخصوص أسرى الحرية الـ(6 آلاف)، الذين يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية، والإعدامات الميدانية والتطهير العرقي وهدم البيوت والاستيلاء على الأراضي والعقوبات الجماعية.
وعلى صعيد جهود المصالحة، وإزالة أسباب الانقسام، أكدت اللجنة التنفيذية مساندتها الكاملة للجهود المستمرة من قبل الأشقاء في جمهورية مصر العربية، لتنفيذ شامل وغير مجتزأ لاتفاق القاهرة في 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2017، الذي صادقت عليه الفصائل الفلسطينية كافة في تاريخ 22 أكتوبر عام 2017.
وستكون المصالحة جزءا أساسيا من نقاشات المجلس المركزي، التي ستشمل إمكانية وقف تمويل قطاع غزة بالكامل، في ظل رفض حماس تسليمه، كما سيناقش المجتمعون احتمال حل المجلس التشريعي المعطل وإحالة صلاحياته إلى المركزي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.