لم تكد التقارير حول عمليات القرصنة الروسية ومحاولتها الأخيرة لاختراق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تختفي من النشرات الإخبارية، حتى طالبت سفارة موسكو في لندن أمس السلطات البريطانية بالتعليق على تقرير صحافي يزعم استعدادها لهجوم إلكتروني يهدف لـ«قطع الأنوار عن الكرملين».
وذكرت صحيفة «صنداي تايمز»، في تقرير حصري أمس، أن مسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية يعملون على تطوير قدرات الجيش السيبرانية لقطع إمدادات الكهرباء في موسكو، إذا هاجمت روسيا القوات البريطانية أو قوات حليفة في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وذكرت الصحيفة البريطانية في تقريرها، أن المسؤولين اعتبروا أن هجوما إلكترونيا واسع النطاق هو البديل الوحيد لاستخدام الأسلحة النووية رداً على عدوان روسي. وطرحت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، ثلاثة سيناريوهات محتملة لهجوم روسي يستوجب رداً بريطانيا سيبرانيا. ويقوم السيناريو الأول على سيطرة روسيا على جزر صغيرة تابعة لإستونيا، العضو في الناتو، لاختبار التزام الحلف بحماية جميع أعضائه. أما السيناريو الثاني، فيتصوّر تدخلاً روسياً في ليبيا للسيطرة على مصادر النفط والتسبب في أزمة هجرة جديدة إلى أوروبا. فيما يقوم السيناريو الأخير على استخدام روسيا القوة ضد قوات بريطانية أو حاملة طائرات.
وكان مدير مكتب رئيسة وزراء بريطانيا، ديفيد ليدينغتون، قد قال في وقت سابق، إنه ينبغي على الدول الغربية أن تكون متيقظة بخصوص روسيا، وتعزز الأمن السيبراني، ولكن في الوقت نفسه يجب إجراء حوار مع موسكو.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن متحدث باسم السفارة الروسية في لندن، أمس، بأن «عدم وجود رد فعل من السلطات البريطانية تجاه تقارير إعلامية عن تخطيط بريطانيا لهجوم إلكتروني ضد روسيا، قد يعني صحة هذه التقارير». وأضاف المتحدث، وفق «سبوتنيك»: «وفقاً للسفارة، فإنه يجب على حكومة المحافظين أن توضح بشكل عاجل موقفها من خطط بريطانيا العنيفة في الفضاء الإلكتروني التي ذكرتها صحيفة «صنداي تايمز». قد يكون عدم وجود رد فعل واضح بمثابة أساس لمصداقية هذه المعلومات».
وتأتي هذه التقارير بعد أيام على تنديد غربي بتدبير روسيا سلسلة هجمات إلكترونية عالمية، بما في ذلك محاولة قرصنة مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هولندا التي أعلنت أنها طردت أربعة عملاء روس. وأعلن القضاء الأميركي، الخميس، أنه وجّه اتهاماً إلى سبعة عناصر في الاستخبارات العسكرية الروسية في الهجمات الإلكترونية. ويأتي ذلك في إطار حملة هجمات إلكترونية دولية نُسبت إلى الكرملين، وندّدت بها هولندا وبريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا.
استعداد لندن لمواجهة هجوم روسي بـ«قطع الكهرباء عن الكرملين»
استعداد لندن لمواجهة هجوم روسي بـ«قطع الكهرباء عن الكرملين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة