ازدياد الزواج العرفي في سوريا بسبب تأخر موافقة شعبة التجنيد

الموافقات الأمنية تعوق عمل المحاكم الشرعية بدمشق

TT

ازدياد الزواج العرفي في سوريا بسبب تأخر موافقة شعبة التجنيد

عزت المحاكم الشرعية التابعة لحكومة النظام السوري البطء في البتّ بالدعاوى الشرعية المنظورة لديها، إلى اشتراط الحصول على كثير من الموافقات، لا سيما دعاوى تثبيت الزواج العرفي، وقال القاضي الشرعي الأول محمود المعراوي إن من المشكلات التي تعترض سير العمل «المدد الزمنية الطويلة التي يحتاجها العسكريون لحصولهم على رخص زواج من شُعب التجنيد، تجنباً للزواج العرفي»، بالإضافة إلى «معاملات المفقودين التي كثر الطلب على استصدار حكم لتسجيلهم في السجلات المدنية، علما بأنهم مسجلون على أنهم متوفون فيها». وطالب القاضي الشرعي الأول بـ«تحديث قيود السجل المدني بشكل دوري من قبل القائمين عليه».
كلام القاضي الشرعي الأول جاء خلال زيارة تفقدية لوزير العدل هشام محمد ممدوح الشعار إلى المحاكم الشرعية قبل يومين، بهدف حثّ المحاكم الشرعية على الفصل في الكم الهائل من القضايا المعروضة أمام القضاة الشرعيين، لا سيما المرتبطة بحاجات أسرية ملحة، كمعاملات تثبيت الزواج العرفي، ومعاملات الوصايا الشرعية.
يذكر أنه إضافة إلى ما تسببت به حالة الحرب التي تعيشها سوريا منذ نحو 8 سنوات من ازدياد قضايا الأحوال الشخصية والزواج والطلاق وتثبيت الوفيات وحصر الإرث والوصايا الشرعية، فإن الإجراءات الأمنية المشددة واشتراط الحصول على موافقات أمنية لكل معاملة تمس الحياة اليومية بدءا من استئجار بيت أو محل وليس انتهاء بمعاملات البيع والشراء والزواج والطلاق والموت والدفن، فتح الباب واسعا لتسلل المرتزقة من معقبي المعاملات والموظفين الفاسدين لابتزاز أصحاب الحاجات وتقاضي مبالغ طائلة لقاء الحصول على الموافقات وإنجاز المعاملات بزمن قياسي.
وبحسب صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام، فإن اشتراط الحكومة الحصول على موافقة شعبة التجنيد لإتمام عقد زواج من هم في سن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، ساهم في زيادة حالات الزواج العرفي في سوريا، الأمر الذي دفع قضاة في المحكمة الشرعية إلى التحذير منه ومطالبة النظام بإلغائه. ونقلت «الوطن» عن مصدر قضائي قوله إن «99 في المائة من دعاوى تثبيت الزواج نتيجة عدم حصول الشباب على رخص الزواج من شعبة التجنيد»، داعياً إلى إلغاء المادة المتعلقة بهذا الخصوص باعتبار أن النص القانوني قديم جداً صادر في خمسينات القرن الماضي. وأوضح المصدر أن معقبي المعاملات والسماسرة يستغلون وضع الشباب الذين يريدون الحصول على رخص الزواج ويبتزونهم بمبالغ مالية، مضيفاً أن «كثيرا من الشباب يلجأون إلى الزواج العرفي الذي يتم خارج المحكمة تجنباً للحصول على رخص الزواج من شعب التجنيد». وعدّ المصدر القضائي أن هذا الأمر «يشكل صعوبة كبيرة، خصوصاً أن هناك كثيرا من الأوراق يحتاجها الزوجان من الأحوال المدنية منها دفتر العائلة».
وكانت اللجنة الدستورية في مجلس الشعب قد ألغت في يونيو (حزيران) الماضي مقترح عقوبة السجن للمتزوجين عرفيا، واستبدلت بها غرامة مالية حسب الحالة، لأنه زواج صحيح وليس مخالفا ولا يستحق عقوبة السجن.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).