المغرب ينسحب من الاجتماع الوزاري لـ«تيكاد» بطوكيو

بسبب تسلل عناصر «بوليساريو» ضمن وفد «لجنة الاتحاد الأفريقي»

TT

المغرب ينسحب من الاجتماع الوزاري لـ«تيكاد» بطوكيو

تسبب تسلسل عناصر تابعة لجبهة البوليساريو ضمن وفد «لجنة الاتحاد الأفريقي»، المشارك في الاجتماع الوزاري للتحضير لمؤتمر طوكيو الدولي السابع لتنمية أفريقيا (تيكاد7) إلى تعطيل الاجتماع، الذي كان من المقرر أن ينعقد أمس واليوم في العاصمة اليابانية.
ورغم أن اليابان، البلد المضيف، لم يوجه الدعوة لجبهة البوليساريو، فإن عنصرين ينتميان للجبهة تمكنا من دخول اليابان بجوازات سفر جزائرية، ومن الحصول على ترخيص لولوج القاعة تحت غطاء لجنة الاتحاد الأفريقي، باعتبار هذه الأخيرة مشاركة في تنظيم الاجتماع.
ورغم أن ممثلي «بوليساريو» كانا يجلسان خلف لافتة الاتحاد الأفريقي، فإن الوفد المغربي لم يقبل بالوضع، وأعلن عن انسحابه من الاجتماع، منبها البلد المضيف إلى هذا الاختراق.
وفي رد فعله على هذا الوضع، أكد تارو كونو، وزير الشؤون الخارجية الياباني، أمس في طوكيو، أن حضور «الجمهورية الصحراوية» في الاجتماع الوزاري «لا يعني بتاتا أن اليابان تعترف بها كدولة». وقال تارو بهذا الخصوص: «أود أن أعلن أنه، حتى وإن كانت مجموعة تعلن عن نفسها كدولة، لا تعترف بها اليابان حاضرة داخل هذه القاعة، فإن هذا لا يعني تحت أي ظرف، صراحة أو ضمنا، أن اليابان تعترف بهذه المجموعة كدولة».
وشدد المسؤول الياباني من جهة أخرى على أنه «من غير المسموح وضع أي أسماء أو أعلام غير تلك التي تعود للاتحاد الأفريقي، بوصفه مشاركا في التنظيم، ولليابان داخل قاعة الجلسات العامة»، مشيرا إلى أن «أي شخص يقوم بخرق هذا الأمر فسيطلب منه مغادرة المكان».
وللإشارة فإن مؤتمر طوكيو الدولي لتنمية أفريقيا «تيكاد» انطلق منذ 1993 تحت رعاية اليابان، وينظم مرة كل ثلاث سنوات بالتناوب بين أفريقيا واليابان، وسيعقد دورته السابعة في نهاية أغسطس (آب) 2019 في يوكوياما باليابان. ومنذ 2013 أصبحت لجنة الاتحاد الأفريقي شريكة رسمية في التنظيم، وهو الأمر الذي استغله خصوم المغرب في محاولة لفرض حضور ممثلين عن جبهة البوليساريو، الداعية لانفصال المحافظات الصحراوية عن المغرب والمدعومة من الجزائر، عبر إدماجهم ضمن وفد لجنة الاتحاد الأفريقي، وهو الأمر الذي يرفضه المغرب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.