لماذا غابت الرواية التاريخية في الأدب العراقي؟

أحداث وشخصيات لا تزال قابعة في الخفاء

عبد الله صخي  -  نادية هناوي  -  نجم عبد الله كاظم
عبد الله صخي - نادية هناوي - نجم عبد الله كاظم
TT

لماذا غابت الرواية التاريخية في الأدب العراقي؟

عبد الله صخي  -  نادية هناوي  -  نجم عبد الله كاظم
عبد الله صخي - نادية هناوي - نجم عبد الله كاظم

إن المفهوم المتعارف عليه للرواية التاريخية، الذي يشكل العامل المشترك لأغلب التعريفات عن هذا الجنس الإبداعي، هو أنها عمل فني يتّخذ من التاريخ مادة للسرد، ولكن دون النقل الحرفي له، حيث تحمل الرواية تصوّر الكاتب عن المرحلة التاريخيّة وتوظيفه لهذا التصوّر في التعبير عن المجتمع أو الإنسان في ذلك العصر، أو التعبير عن المجتمع في العصر الذي يعيشه الروائي، ولكنه يتخّذ من التاريخ ذريعة وشكلاً مغايراً للحكي.
وعرفت الرواية الغربية هذا النوع، ابتداء من ستيفن كرين برواية «شارة الشجاعة الحمراء»، مروراً بوالتر سكوت الاسكوتلندي، الذي يعد أبو الرواية التاريخية برواية «ويفرلي» سنة 1814، ثم ألكسندر ديماس وآخرين. ويشكل أمين معلوف في الأدب العربي علامة مهمة في الرواية التاريخية على مستوى الثقافة العربية والعالمية، وقد ألف روايات كثيرة ترجمت إلى لغات كثيرة منها: «سمرقند»، و«ليون الأفريقي»، و«حدائق النور»، وغيرها، ورواية «موانئ المشرق» التي أرخت لتاريخ القضية الفلسطينية. وما يميزه عن غيره من الروائيين العرب نظرته العالمية ورؤيته الكوزموبولتنية ودعوته للحوار بين الشرق والغرب وإيمانه بفكرة التسامح بين شعوب العالم.
ورغم بروز الرواية العراقية خلال العقدين الأخيرين، ومحاولاتها إزاحة أجناس إبداعية أخرى من التسيد في المشهد الإبداعي، خصوصاً بعد أن أكد من الأعمال الروائية حضورها اللافت واستحواذها على عدد من أهم الجوائز الأدبية، فإنها لم تقترب بشكل كبير من هذا النوع الروائي.
وإذا فهمنا الرواية التاريخية أنها سرد قصصي طويل يقوم على أحداث حقيقية، أي أحداث وقعت في حقبة تاريخية معينة، وتجسدها شخصيات حقيقية أو متخيلة، والغالب حقيقية ومتخيلة، فإننا نستطيع أن نقول إن العراق شهد روايات كهذه، كما يقول الناقد د. نجم عبد الله كاظم: «ولعل أقدمها يدخل ضمن مرحلة أو مراحل المحاولات الروائية، لا سيما في عقود العشرينات - الخمسينات، وهي، وكما غالبية المحاولات، لا ترقى إلى أن تكون روايات فنية، نذكر منها: (يزداندوخت الشريفة الأربيلية) - 1934 - لسليمان الصائغ، و(سبي بابل) - 1955 - لعبد المسيح بلايا، وأظن (المسلم الثائر) - 1956 - لطاهر العميد، وغيرها قليل. أما بعد هذه الفترة فلا يكاد يحضر إلا عدد محدود جداً، ولعل أهمها بعض روايات عبد الخالق الركابي، مثل (من يفتح باب الطلسم)، مع ما قد يكون من خلاف حول كونها تاريخية أو لا».
ويتساءل الناقد كاظم: «لماذا يقل عدد الروايات التاريخية في العراق؟ فلا أجد شخصياً من أسباب غير أن الرواية العراقية، وتحديداً الفنية، ظهرت منتصف الستينات لتزدهر بعد ذلك، وهي الفترة التي بظني انحسرت فيها الرواية التاريخية عالمياً وعربياً. ولكن يجب ألا يُفهم من هذا اختفاء التاريخ من الرواية، فهناك اليوم ما أراها ظاهرة، لا في الرواية العراقية فحسب، بل في الرواية العربية عموماً، تتمثل في استحضار التاريخ وربطه غالباً بالحاضر، ولكن ليس من خلال الأحداث التي يقدمها التاريخ عادة، نعني أحداث السلطات والحروب والتحولات السياسية الكبرى، مع حضورها عادة في خلفيات هذه الروايات». ويرى كاظم، أن «من خلال ما نسميه المسكوت عنه الاجتماعي، وفيه تعتمد الروايات لا على التاريخ الرسمي المسجل، بل على ما قد نسميها الوثائق والمصادر الثانوية المنزوية جانباً مثل الصحف المحلية والروايات الخاصة والأخبار المتناقلة شفهياً. نذكر من هذه الروايات، مثلاً، (ملائكة الجنوب) - 2009 - لنجم والي، و(مدينة الصور) - 2011 - للؤي حمزة عباس، و(عشاق وفونوغراف وأزمنة) - 2017 - للطفية الدليمي، و(خاتون بغداد) - 2017 - لشاكر نوري، وبعض روايات علي بدر، وغيرها». ولا خلاف أن التاريخ الرسمي حين وثق أرشيف الأخبار وسجل الوقائع وجمع السير ودوّنها، فإنه تجاهل أحوال الهامشيين وأحجم عن ذكر أخبار المقموعين. وهنا يبزغ التحدي الذي على الروائي أن يكون مستعداً له، عارفاً كيف يعيد المركزية لهؤلاء كي تكون لهم في الحياة مكانة ورتبة.
وليس مطلوباً - كما تقول الناقدة نادية هناوي - من الروائي أن يجعل عمله وثيقة تضاف إلى وثائق التاريخ الرسمي، ولا أن يتعامل مع التاريخ بالطريقة التي كان جورجي زيدان يتعامل بها جاعلاً السرد في خدمة التاريخ، وإنما نريد من الروائي أن يتعامل مع التاريخ من منظور ما بعد حداثي، مستعملاً موضوعات جديدة تماشي النظريات التاريخية المعاصرة، التي ترى أن الإفادة من التاريخ الرسمي لا تتم إلا بالاستعانة بالمخيلة بغية صنع محكي تاريخي ينهض جنباً إلى جنب التاريخ الوقائعي ليصنع سرداً تاريخياً بمخيال يستحضر حدثاً أو سيرة شخصية تاريخية، ليعالجها برؤية واقعية مستجدة.
والهدف ردم الهفوات وملء الفراغات التي تركها مؤرخو التاريخ مما يسميه المؤرخ آر جي كولينجوود «تشييد التاريخ»، وهذه مسؤولية تتطلب وعياً عميقاً في كيفية استحضار التاريخ سردياً من خلال تفكيكه أولاً، ثم إعادة كتابته آخراً ليكون المتحصل تاريخاً بديلاً أو بالأحرى تاريخاً جديداً، كما يسميه المفكر الفرنسي جاك لوغوف.
وتضيف نادية هناوي: «في التاريخ الإنساني عموماً والإسلامي تحديداً كثير من الأحداث والشخصيات القابعة في الخفاء التي يمكن استنهاضها على المستوى الإبداعي، لتكون بمثابة زاد سردي يستثمره كتّابنا وروائيونا نابشين في خفايا تلك الأحداث والشخصيات نافضين الغبار عنها، معيدين إياها إلى الحياة بطريقة لا تكون فيها للأزمنة حدود أو حواجز، منتجين أعمالاً روائية لا توضع في خانة (الرواية التاريخية) وإنما توضع في باب (رواية التاريخ)، وبذلك يصبح التاريخ حياً في الماضي ونابضاً في الحاضر ومتجهاً صوب المستقبل».
الروائي عبد الله صخي يقول عن أسباب غياب الرواية التاريخية إن «الأعمال التي أنتجها جورجي زيدان ونجيب كيلاني وسليم البستاني لم يكن دافعها إعادة خلق الواقعة التاريخية استجابة لمعطى حياتي راهن، إنما أغلبها كتب بدوافع تعليمية أو قومية أو محاولة لاستعادة مجد غابر». إذ يجد صخي أن هذه الروايات استعادية أو تعليمية، ويقول إن «غايتها الأساسية، كما أحسب، هي التذكير بالتجارب الحربية والسياسية أثناء الحكم الإسلامي حتى الاستعمار العثماني».
ويتساءل الروائي عبد الله صخي تساؤلاً ضمن مضمار الاهتمام بالرواية التاريخية ويقول: «لمن نحتكم؟ للتاريخ أم للنص الذي كتب عنه ومنه؟ وإلى أي مدى يلتزم الكاتب بالواقعة التاريخية لجهة دقة الأحداث وحجم الخيال الذي يؤطرها؟»، مُشيراً إلى أن النقد العربي اهتم بهذين السؤالين فتنافرت الأجوبة.
هناك من يرجح الخيال على التاريخ أو من يرجح التاريخ على الخيال. إن أحد أسباب ضعف الاهتمام بالرواية التاريخية اليوم قد يكون غياب مفهوم دقيق لمصطلح الرواية التاريخية وجوهره وتكوينه. ويرى صخي أن «السبب الآخر هو الانتشار واسع النطاق للمسلسلات التلفزيونية العراقية والعربية التي استقت من التاريخ جل أحداثه وشخصياته البارزة للحد الذي سلبت من الروائي فرصة إعادة كتابة تلك الأحداث وإعادة بناء تلك الشخصيات في رؤية سردية جديدة. وقد أضيف سبب آخر هو أن الواقع العراقي، على سبيل المثال، يزخر بمادة يومية ثرية قد تغني الروائي عن البحث في بطون الكتب والوثائق للحصول على مادة يضاهي بها اللحظة الراهنة أو يماثلها».



آباء بريطانيون يحاربون من أجل طفولة دون هواتف ذكية

متى يمكنني الحصول على هاتف؟ سؤال يرعب الأهالي البريطانيين (رويترز)
متى يمكنني الحصول على هاتف؟ سؤال يرعب الأهالي البريطانيين (رويترز)
TT

آباء بريطانيون يحاربون من أجل طفولة دون هواتف ذكية

متى يمكنني الحصول على هاتف؟ سؤال يرعب الأهالي البريطانيين (رويترز)
متى يمكنني الحصول على هاتف؟ سؤال يرعب الأهالي البريطانيين (رويترز)

يشكّل سؤال الأبناء لذويهم: «متى يمكنني الحصول على هاتف؟» لحظة يخشاها كثير من الأهل واستحقاقاً يفضلون تفاديه قدر الإمكان، لكنّ عدداً من الآباء في المملكة المتحدة قرروا التحرّك مدفوعين بقلقهم من تأثير هذه الأجهزة على الصغار.

بدأ الموضوع مع ديزي غرينويل، وهي صحافية وأم لـ3 أولاد، عقب محادثة عادية أجرتها عند مدخل المدرسة مع والد تلميذ أخبرها بأنّ ابنه البالغ 11 عاماً لديه هاتف، على غرار ثلث تلاميذ الصف.

وكتبت في منشور عبر منصة «إنستغرام» في مطلع فبراير (شباط) الفائت أنّ «هذه المحادثة أرعبتني. لا أريد أن أعطي ابنتي شيئاً أعرف أنه سيضر بصحتها الذهنية ويجعلها تابعة».

وأضافت المرأة المقيمة في وودبريدج (شرق إنجلترا): «أدرك من جهة ثانية أن الضغط لإعطائها هاتفاً سيكون هائلاً إذا كان بقية تلاميذ صفها يحوزون هواتف».

وأثار منشور غرينويل موجة من ردود أفعال الآباء الذين أبدوا قلقاً من موضوع إعطاء أبنائهم أجهزة يخشون أن تعرّضهم للتنمر عبر الإنترنت والضغط الاجتماعي والمحتوى الضار.

وأطلقت غرينويل مع صديقتها كلير رينولدز حملة بعنوان «اتّحاد الآباء من أجل طفولة خالية من الهواتف الذكية».

وأحدثت دراسات وتجارب تطرق إليها آباء شعوراً بالخوف في ظل إلحاح الأطفال للحصول على هواتف.

وتقول غرينويل لوكالة الصحافة الفرنسية إنها صدمت من دراسة أظهرت أن الطفل كلما حصل على هاتف محمول في وقت مبكر، تتأثر صحته الذهنية لاحقاً بصورة أكبر.

ويشعر عدد كبير من الآباء بأنهم عاجزون عن رفض إعطاء الهواتف لأولادهم.

«تأثير كرة الثلج»

وبات لدى جميع التلاميذ تقريباً هواتف محمولة وهم في سنّ 11 أو 12 عاماً، على ما قال وزير الدولة البريطاني لشؤون التعليم داميان هيندز أمام لجنة برلمانية في منتصف مارس (آذار).

وبعد الجدل الذي أثارته عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنشأت ديزي غرينويل مجموعة عبر تطبيق «واتساب»، وجمعت بسرعة عدداً كبيراً من الآباء الذين يفكّرون بطريقة مماثلة وانتابهم ارتياح بعدما رأوا الآخرين يشعرون بالإحساس نفسه.

وأكدت أنّ الموضوع «كان له تأثير كرة الثلج».

وإلى جانب كلير رينولدز، شجعت على إنشاء مجموعات إقليمية. وبدأت تظهر مجموعات تجمع الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة في هذه المسألة كالمسؤولين في المدارس.

ويبرز في إحدى المجموعات مدير شركة تكنولوجيا ومساعد لرئيس الوزراء ريشي سوناك.

جيل قلق

وتظهر المخاوف الأبوية نفسها في كتاب عالم النفس الأميركي جوناثن هايت «ذي أنكشس جنرايشن» الذي نُشر حديثاً في المملكة المتحدة.

وأكد هايت أن «التحول الكامل للطفولة الذي حدث بين 2010 و2015» مع ظهور الهواتف الذكية أدى إلى «إعادة تشكيل كبير للطفولة».

ورأى أنّ ارتفاع الإصابات بالأمراض النفسية لدى الشباب يرتبط بالهواتف الذكية التي أصبحت منتشرة في كل مكان، ومراقبة البالغين المستمرة لصغار السنّ، واختفاء بعض الحرية.

وقال: «كانت الأمور تشهد تحسّناً في مجال الصحة النفسية حتى بدأت تتدهور عام 2013. (...) ينبغي سحب الهواتف الذكية من حياة الأطفال».

ويوصي عالم النفس بحظر الهواتف قبل سن الرابعة عشرة وشبكات التواصل الاجتماعي قبل سن 16.

ويشير إلى ضرورة أن يعمل الوالدان معاً لعدم الاستسلام عندما «يثير الطفل مشاعرهم» إزاء إخبارهم بأنه مستبعد من مجموعة أصدقائه لأنه الوحيد الذي لا يحوز هاتفاً.

ولفت هايت إلى أنّ «هذه الأمور صعبة على الوالدين، لكن في حال اتخذ الجميع أو نصفنا فقط قراراً موحداً، فسيصبح الموضوع سهلاً كثيراً لأبنائنا».


الإزهار الأول للانطباعيين ما زال منعشاً بعد 150 عاماً

«شروق الشمس» لكلود مونيه ضمن معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية» في متحف أورسيه بباريس (أ.ف.ب)
«شروق الشمس» لكلود مونيه ضمن معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية» في متحف أورسيه بباريس (أ.ف.ب)
TT

الإزهار الأول للانطباعيين ما زال منعشاً بعد 150 عاماً

«شروق الشمس» لكلود مونيه ضمن معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية» في متحف أورسيه بباريس (أ.ف.ب)
«شروق الشمس» لكلود مونيه ضمن معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية» في متحف أورسيه بباريس (أ.ف.ب)

كان فصل الربيع في باريس، قبل 150 عاماً، وكان هناك شيء جديد يجري على قدم وساق، شيء جديد، شيء جذري. أصدرت مجموعة مؤلفة من 31 فناناً رداً على الصالون السنوي للفنون، الذي يقام تحت رعاية الدولة والمتميز بنظام هيئة محلفين نخبوي ولوحات تقليدية مزخرفة، عبر إقامة معرض مستقل للفن الحديث للغاية، أو هكذا تقول الرواية.

الآن، يتذكر متحف أورسيه هذه اللحظة من خلال معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية». وهذا المعرض، الذي نُظّم بالتعاون مع المعرض الوطني للفنون في واشنطن، حيث ينتقل هناك في الخريف، يُعد نجاحاً فائقاً لأشهر اللوحات الفنية المحبوبة والمرتبطة بالحركة الانطباعية. نجد هنا «إدغار ديغا»، مع لوحاته عن راقصات الباليه على المسرح وفي البروفة، في تنوراتهن القصيرة الشبيهة بالحلوى والشرائط السوداء تزين أعناقهن. وهنا أيضاً «بيير أوغست رينوار»، مع زوجيه البرجوازيين في ملابسهما المسائية الفاخرة، وهما يستمتعان بأمسية مسرحية لطيفة من موقعهما في بلكون يرتفع عن خشبة المسرح. وطبعاً، هنالك «كلود مونيه»، الذي يدعوه البعض «أبو الانطباعية»، بلوحاته المرسومة خارج الاستديو في الهواء الطلق، متميزة بضربات فرشاته القصيرة والحيوية، ورقعة ألوانه التي يغلب عليها اللون الأزرق الباهت. لكن المعرض يعبر أولاً وقبل كل شيء عن فحص دقيق للحظة تاريخية ذات تعقيد أكبر وتنوع فني أكثر مما هو مفهوم في المعتاد.

تؤكد القيّمتان على المعرض «آن روبينز» و«سيلفي باتري» على السياق لتوضيح كيف أن الفنانين وأعمالهم هم نتاج عصرهم. وما كان يجري خارج جدران ما صار يعرف ب‍«المعرض الانطباعي الأول» كان بنفس القدر من الأهمية لما كان يحدث في الداخل.

في أوائل أبريل (نيسان) 1874، بدأت المقالات في وصف معرض مثير، وغير تقليدي على نحو واضح، تظهر في صحف باريس. وفي الفترة من 15 أبريل إلى 15 مايو (أيار)، أعلنت الصحف أن الزائرين يمكنهم الحضور ليلاً ونهاراً لقاء فرنك واحد فقط. وجاء في مقال: «إن إضاءات الغاز الموضوعة بمهارة فنية سوف تُمكن محبي الفن الذين يشغلهم عملهم طوال النهار من المجيء (طوال المساء) وفحص الأعمال الفنية للجيل العصري». كانت أوقات العرض المسائية من الحداثة الحضرية حقاً آنذاك.

شُكلت الجمعية التعاونية التي نظمت المعرض (الجمعية المساهمة للفنانين، والرسامين، والنحاتين، والحفارين)، في العام السابق، وذلك لأسباب مالية بالأساس، إذ أراد الفنانون تحديد كيفية وميعاد عرض أعمالهم، وكذلك بيعها، إلى سوق مزدهرة من جامعي الأعمال الجدد. بمبادرة من رينوار، ومونيه، وكاميل بيسارو، وألفريد سيسلي، وإدوار بيليار، نمت الجمعية سريعاً. إذ دفع الشركاء مبلغ 60 فرنكاً في السنة في خزائن الجمعية، بهدف تمويل المعارض المنتظمة. أولى هذه الفعاليات كان في 35 شارع كابوسين بباريس، أسفل الشارع المزدحم بزوار الأوبرا المشيدة حديثاً، بواجهتها ذات العمدان والتماثيل الرمزية.

اليوم، يجتمع كثير من الأعمال من ذلك المعرض الرائد، وتعرض معاً للمرة الأولى منذ عام 1874، ما يكشف عن عرض مذهل. كانت ردود الأفعال على المعرض المبتكر مختلطة، فقد أشار النقاد إلى المجموعة باعتبارها «عُصبة من العدميين»، و«المعاندين»، حتى «المجانين». بينما أعرب آخرون عن تقديرهم لظهور أسلوب جديد بين أهم العارضين، وانبثقت تسمية «الانطباعيين» عندما وصف أحد النقاد كيف أن هذه الأعمال، مع ضربات الفرشاة الفضفاضة والتشديد على الفورية، تخلق الشعور بالتجربة، بدلاً من التمثيل المباشر. ركّز كثير من المراجعين اهتمامهم على لوحة «الانطباع، شروق الشمس» لمونيه (1872)، وهو منظر لشروق الشمس الضبابي فوق ميناء لو هافر، حيث تشرق الشمس البرتقالية البراقة عبر سماء بنفسجية ضبابية. برغم أن الفنان قد سمى لوحته في عجالة، إلا أن الوصف ظل عالقاً.

لم يحقق المعرض ناجحاً مالياً، وانحلت الجمعية بعد ذلك بوقت قصير. ثم أقيمت 7 معارض انطباعية أخرى، كل منها مختلف في الشكل والمضمون، نظّمت من قبل مجموعات مختلفة من الفنانين الذين يمارسون المهنة تحت المظلة الفضفاضة للمصطلح، (لم يظهر سوى «كاميل بيسارو» في المعارض الثمانية).

اليوم، يقيم متحف أورسيه، الذي يضم أكبر مجموعة من الفن الانطباعي في العالم، معرضاً يتحدى الأساطير حول أصول الحركة ورَجعِيَّة همومها الجمالية. غير أنه كان هناك جزء آخر للمعرض، يمكن النظر له باعتباره معرضاً مصغراً داخل المعرض الأصلي. ففي أسفل الردهة، كان ينتظرنا عرض «الليلة مع الانطباعيين»، وهي تجربة واقعية افتراضية تأخذ الزوار للهواء الطلق حيث يرسم الفنانون بحرية على ضفاف نهر السين، وإلى شرفة فندق في لو هافر حيث نرى مع مونيه غروب الشمس، وما وراءها. بعد 45 دقيقة، بهرني الذهول والارتباك. كان الفنانون كلهم قصيرين للغاية. بدا أن «سيزان» له لكنة آيرلندية. مشيت عبر الماء. وركض حصان عبر جسدي. تجسدت شخصيات شبحية صلعاء (زملائي المجربين في عالم الواقع الافتراضي) تلقائياً ثم اختفت. اصطحبتني مرشدتي الافتراضية، فنانة طموحة اسمها ماري، إلى أسطح منازل باريس حيث شاهدت الألعاب النارية تنطلق من الأعلى. كان أمراً ممتعاً، ولكن الاهتمام بالتسلسل القصصي والتصوير الحرفي الذي قدّمته التجربة الافتراضية بدا متعارضاً مع معرض مخصص لاستكشاف الأحاسيس والمعاني البسيطة المتضمنة أو الانطباع في مواجهة الواقع. وهذا يختلف في نهاية المطاف بالنسبة لكل ناظر. لا تزال اللوحات الأكثر شهرة تلهم الخيال وتقدم شيئاً جديداً مع كل زيارة، حتى بعد 150 عاماً على تنفيذها.


ما هو «القلق شديد الأداء»؟... 3 علامات يجب الانتباه لها

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
TT

ما هو «القلق شديد الأداء»؟... 3 علامات يجب الانتباه لها

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)

انتشر وسم «High-functioning anxiety»؛ أي ما يُترجم فعلياً إلى «القلق شديد الأداء» على تطبيق «تيك توك»، مع ما يقرب من 180 مليون مشاهدة. وعلى الرغم من أن الفكرة ليست حديثة، فإن انتشار المصطلح يُعد جديداً.

يقول جون تي ماير، المعالج النفسي في كمبردج ماساتشوستس، إن مصطلح «شديد أو عالي الأداء» يشير بشكل عام إلى أولئك الذين يقدمون أداءً جيداً في العمل أو في المدرسة؛ لذا فإذا كان شخص ما يعاني من قلق «عالي الأداء»، فهذا يعني أنه متفوق في وظيفته، على الرغم من كونه في حالة صحية عقلية سيئة.

ويشرح: «عندما يقول الناس: (أداء عالٍ)، فإنهم لا يقولون: (إنني أقوم بعمل رائع في تربية أسرتي)... هذا يعني أنهم يقومون بعمل رائع في وظيفتهم».

ويعتقد بعض الخبراء أن الشعبية الأخيرة لهذا المصطلح قد تكون بسبب الوباء.

توضح إيرينا غوريليك، عالمة النفس في مجموعة «ويليامزبرغ» العلاجية: «بعد (كوفيد)، أصبح التركيز على الصحة العقلية أكثر أهمية بكثير... والناس أصبحوا أكثر وعياً بالعلامات التي ربما كانت خفية في الماضي».

فيما يلي ثلاث علامات قد تشير إلى أنك تعاني من قلق شديد الأداء، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي»:

التغيرات الجسدية - مثل العصبية

خفقان القلب وتعرق راحتي اليدين والعصبية... كلها علامات تشير إلى احتمالية إصابتك بقلق شديد.

تقول غوريليك: «يلاحظ بعض الناس أنهم لا يستطيعون تحمل كمية القهوة التي اعتادوا عليها».

صعوبة الموافقة على الخطط الاجتماعية

توضح غوريليك: «فكر في القلق الشديد كقناع. يعد الأداء الجيد في العمل وسيلة للتغطية على مدى معاناتك الداخلية. يتطلب هذا الكثير من الجهد العقلي، لذلك عندما يرسل لك صديق رسالة نصية بهدف رؤيتك بعد العمل، فتشعر بأنك لا تملك الطاقة».

وتقول: «الأشياء الاختيارية، التي يعدها المجتمع غير ضرورية، يتم تجاهلها».

تغيّر العادات اليومية

قد يشير مدى انحرافك عن روتينك اليومي أيضاً إلى القلق شديد الأداء. ربما تنام أكثر أو أقل، أو تأكل أكثر أو أقل من اللازم.

تضيف غوريليك: «إذا لاحظت أن الأمور ليست كالمعتاد لديك، فقد يعني ذلك أن قلقك أعلى من العادي. فقط لأن فواتيرك قد تم دفعها وكانت آخر مراجعة لأدائك ممتازة، لا يعني أنك تتمتع بصحة نفسية جيدة... لا يزال قلقك يؤثر عليك في بعض النواحي».


«أوبنهايمر» على شاشات اليابان... بلد المدينتين المنكوبتين بالقنبلة الذرية

أشخاص يسيرون بجوار ملصق للترويج لفيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
أشخاص يسيرون بجوار ملصق للترويج لفيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
TT

«أوبنهايمر» على شاشات اليابان... بلد المدينتين المنكوبتين بالقنبلة الذرية

أشخاص يسيرون بجوار ملصق للترويج لفيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
أشخاص يسيرون بجوار ملصق للترويج لفيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)

بات بإمكان اليابانيين بداية من الجمعة مشاهدة فيلم «أوبنهايمر» الحائز جوائز عدة، لكن عرضه على شاشاتهم يأتي بعد 8 أشهر من إطلاقه في بقية العالم، إذ إنه يتناول موضوعاً يثير في الأرخبيل ذكريات أليمة، نظراً إلى تناوله سيرة مخترع القنبلة الذرية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وعُرض فيلم كريستوفر نولان الروائي الطويل في مختلف أنحاء العالم خلال صيف 2023 بالتزامن مع طرح فيلم آخر استقطب حضوراً جماهيرياً واسعاً هو «باربي» للمخرجة غريتا غيرويغ.

وصدمت الميمات التي تداولها مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي وتجمع صور الفيلمين الرأي العام في اليابان، الدولة الوحيدة التي ألقيت قنبلتان ذريتان على اثنتين من مدنها في أغسطس (آب) 1945 خلال الحرب العالمية الثانية.

امرأة تنظر إلى ملصقات الأفلام الحالية بما في ذلك الفيلم الحائز جائزة الأوسكار «أوبنهايمر» (رويترز)

ولم يُعطَ أي سبب رسمي لتأخير عرض «أوبنهايمر» في اليابان، ما عزّز الانطباع بما قد يثيره الفيلم من حساسيات تحول دون عرضه في الدولة الآسيوية.

وأمام إحدى دور السينما الكبرى في طوكيو، لم يكن يوجد، الجمعة، سوى ملصق صغير يشير إلى وجود هذا الفيلم الضخم الذي بلغت موازنته 100 مليون دولار، وسبق أن حقق إيرادات تخطت 960 مليون دولار في مختلف أنحاء العالم، وفق موقع «BoxOfficeMojo» المتخصص.

وقال تاتسوهيسا يو (65 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية في نهاية العرض: «لم يكن وارداً أن يُعرض في اليابان» فيلم عن اختراع القنبلة الذرية.

وقُتل أكثر من 140 ألف شخص في هيروشيما و74 ألفاً في ناغازاكي من جرّاء القنبلتين الذريتين الأميركيتين اللتين ألقيتا فوق هاتين المدينتين. وبعد بضعة أيام، في 15 أغسطس 1945، وافقت اليابان على الاستسلام من دون شروط.

وأعرب يو عن اعتقاده أن «الموزعين تجنبوا إطلاقه في الصيف؛ لأن الجميع في اليابان يتذكرون (إلقاء القنبلتين على) هيروشيما وناغاساكي في ذلك الوقت»، ملاحظاً أن الفيلم «مشغول بقدر كبير من الصدق».

وقال مشاهد آخر هو فويوكي آيك (48 عاماً): «بصفتي يابانياً، وجدته أكثر موضوعية بكثير مما كنت أتوقع».

«غياب صور» الضحايا

ويتناول الشريط الفائز بـ7 من جوائز من بينها تلك المخصصة لأفضل فيلم في 3 ساعات اللحظات الأساسية في حياة روبرت أوبنهايمر، عالِم الفيزياء الأميركي الذي أدخل العالم العصر النووي، وعجّل بنهاية الحرب العالمية الثانية قبل أن تنتابه مشاعر الندم والإحساس بالذنب بعد تحوّل ابتكاره أداة تدميرية فتاكة.

وفي هيروشيما، قوبل احتمال عرض الفيلم بشيء من القلق. وقالت رئيسة المهرجان السينمائي الدولي في المدينة كيوكو هيا بعد فوز «أوبنهايمر» بجائزة الأوسكار في وقت سابق من الشهر الحالي: «هل هذا حقاً فيلم يستطيع الناس (هنا) تحمل مشاهدته؟».

وإذ لاحظت أن الفيلم «يركّز كثيراً على الجانب الأميركي»، اعترفت بأنها كانت «خائفة جداً» في البداية من فكرة عرضه في هيروشيما.

وأضافت: «أتمنى الآن أن يشاهد كثير من الناس الفيلم، إذ سيسعدني أن يؤدي هذا الفيلم إلى جعل هيروشيما وناغاساكي والأسلحة الذرية مواضيع للنقاش».

خلال عرض خاص أقيم في هيروشيما في وقت سابق من مارس (آذار)، رأى الرئيس السابق لبلدية المدينة تاكاشي هيراوكا (96 عاماً) الناجي من القنبلة أن الفيلم «كان يمكن أن يتضمن توصيفاً ومشاهد معبّرة أكثر بأكثر عما تسببه الأسلحة الذرية من فظائع».

كذلك عُرض «أوبنهايمر» في ناغاساكي، حيث قال ماساو توموناغا (80 عاماً)، وهو أحد الناجين من القنبلة، إن الفيلم أعجبه.

وقال توموناغا الذي كان يبلغ عامين وقت القصف، وأصبح لاحقاً باحثاً يجري دراسات عن سرطان الدم الناجم عن الإشعاع: «رأيت أن غياب صور للناجين من القنبلة الذرية (عن الفيلم) كان نقطة ضعف».

لكنّه أضاف: «في الواقع، تُظهِر أقوال أوبنهايمر في عشرات المشاهد الصدمة التي شعر بها مما أدى إليه فعلياً إلقاء القنبلتين الذريتين، وكان ذلك كافياً بالنسبة لي».


الجرذ الشهير «خبير الطقس» يصبح أباً للمرة الأولى

جرذ الأرض يُبشّر بالربيع (شاترستوك)
جرذ الأرض يُبشّر بالربيع (شاترستوك)
TT

الجرذ الشهير «خبير الطقس» يصبح أباً للمرة الأولى

جرذ الأرض يُبشّر بالربيع (شاترستوك)
جرذ الأرض يُبشّر بالربيع (شاترستوك)

أعلنت صفحة «فيسبوك» الخاصة بـ«جرذان الأرض»، عن التحاق عضوَيْن جديدَيْن بعائلة الجرذين الشهيرين «بونكسوتاوني فيل» و«فيليس»؛ فجاء في التدوينة: «يَسرُّ نادي (بونكسوتاوني غراوندهوغ) الإعلان عن إنجاب فيل وفيليس مولودَيْن جيّدين وصحيحَيْن من جرذان الأرض!». وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنه بإمكان معجبي «بونكسوتاوني فيل»، زيارة العائلة المتنامية في مكتبة «بونكسوتاوني» التذكارية، حيث سيُعرَض المولودان في حاوية خاضعة للتحكُّم المناخي. وبما أنّ عائلة جرذان الأرض باتت مؤلّفة من 4 أفراد، يُخطّط النادي لبناء مسكن موسّع لها في المكتبة.

في هذا السياق، أعلن رئيس الدائرة الداخلية للنادي، وهو المجموعة الحصرية التي تُقيم تقاليد يوم جرذان الأرض الشهيرة في بلدة بونكسوتاوني، بولاية بنسلفانيا الأميركية، توماس دونكل، أنّ المولودَيْن هما أول صغار «فيل» و«فيليس».

وتابع: «عندما ذهبنا لإطعامهما الفاكهة والخضراوات الطازجة، وجدنا فيليس مع اثنين من صغار جرذان الأرض. لم يكن ذلك متوقَّعاً، ولم نعلم أنها حامل».

يُعرف الجرذ «فيل» عالمياً بخروجه في 2 فبراير (شباط) كل عام، لتحديد ما إذا كان العالم سيشهد شتاء أطول أو ربيعاً مبكراً. وإذا رأى ظلَّه، فتلك إشارة إلى ترقُّب 6 أسابيع أخرى من الشتاء. وإنْ لم يره، فذلك دليل إلى أنّ الربيع على الأبواب. وهذا العام، لم يرَ الجرذ الأرضي ظلَّه، مُعزِّزاً التوقّعات بفصل ربيع مبكر.

رغم الترحيب بالمولودَيْن، يبدو أنهما لن يرثا هذه الوظيفة، إذ ذَكَر النادي أنهما لن يسيرا على خطى والدهما، لأنه «ليس هناك سوى بونكسوتاوني فيل واحد فقط». وتابع: «تولَّى التوقعات منذ عام 1886!»، مضيفاً أنّ «بونكسوتاوني فيل» يحصل على طول العمر من شرب «إكسير الحياة، وهي وصفة سرّية». ورغم أنّ الجرذان الأرضية لا تعيش سوى 6 سنوات في البرّية، «يأخذ رشفة واحدة كل صيف، فتُعطيه بطريقة سحرية 7 سنوات إضافية»...


لأول مرة... البابا يخصص «خميس الأسرار» للنساء فقط ويغسل أقدام 12 سجينة

البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)
البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)
TT

لأول مرة... البابا يخصص «خميس الأسرار» للنساء فقط ويغسل أقدام 12 سجينة

البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)
البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)

قام البابا فرنسيس الذي غالباً ما يدعو للتعاطف مع السجناء بغسل أقدام 12 امرأة سجينة في روما، الخميس، بمناسبة «خميس الأسرار» لدى الطوائف الكاثوليكية الذي يسبق عيد الفصح.

وزار البابا سجن ريبيبيا للنساء في الضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة الإيطالية، حيث أدى الطقس نفسه عام 2015 لكن كانت هذه المرة الأولى التي يخصص فيها البابا البالغ 87 عاماً هذا الطقس السنوي خلال أسبوع الآلام للنساء فقط.

وغَسَل البابا وهو جالس على كرسيه المتحرك أقدام السجينات قبل أن يجففها بمنشفة ويقبلها، ما أثار بكاء بعضهن.

البابا فرنسيس خلال زيارة السجن في روما (رويترز)

وقال البابا في عظة مرتجلة خلال قداس أقيم في باحة السجن، الذي يضم نحو 370 امرأة، «لدينا جميعاً إخفاقات صغيرة، وإخفاقات كبيرة»، وأضاف: «لكن الرب ينتظرنا دائماً بذراعين مفتوحتين، ولا يكل أبداً من المغفرة».

وعدَّ البابا فرنسيس الذي بدأ زيارة السجناء عندما كان كاهناً في بوينس آيرس، أن غسل الأقدام هو «بادرة تلفت انتباهنا إلى نداء الخدمة».

وقبل دقائق من غسله أقدام السجينات، صافح البابا نزيلات السجن وهو يبتسم.

البابا فرنسيس خلال زيارة السجن في روما (رويترز)

والشهر الماضي أصيب البابا بنزلة برد دفعته إلى إلغاء بعض اللقاءات العامة، وقد طلب في عدة مناسبات خلال فترة تعافيه من الآخرين قراءة عظاته.

و«خميس الأسرار» أو «خميس الغُسل» هو يوم مقدس في التقليد المسيحي يسبق عيد الفصح عندما غسل المسيح أقدام تلاميذه خلال العشاء الأخير.

ومنذ أن ترأس البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكية عام 2013، قام بزيارة السجون ومراكز اللاجئين في كثير من الأحيان، بما في ذلك خلال «خميس الأسرار»، العام الماضي، عندما زار مركز احتجاز للقُصّر وغسل أقدام 12 شاباً.

البابا فرنسيس (رويترز)

وفي يوم الجمعة العظيمة، من المقرر أن يترأس البابا مراسم «درب الصليب» في مدرج روما التي لم يتمكن من حضورها العام الماضي أثناء تعافيه من التهاب صدري.


لماذا غاب ويليام عن فيديو إعلان كيت إصابتها بالسرطان؟

الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (أ.ب)
الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (أ.ب)
TT

لماذا غاب ويليام عن فيديو إعلان كيت إصابتها بالسرطان؟

الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (أ.ب)
الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (أ.ب)

كشف مصدر مؤخراً عن سبب عدم وجود الأمير البريطاني ويليام، إلى جانب زوجته كيت ميدلتون، في فيديو إعلانها عن تشخيص إصابتها بالسرطان.

جلست كيت على مقعد في قلعة وندسور، وظهرت وحيدةً وهي تخبر العالم بأنها تخضع للعلاج الكيميائي الوقائي، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

وبينما تساءل الكثيرون عن سبب عدم ظهور الأمير ويليام في الفيديو العاطفي، قال مصدر في القصر لمجلة «بيبول»: «إنها رسالة من الأميرة حول صحتها، وأرادت إيصال الرسالة بنفسها، وبطريقة شخصية».

مع ذلك، أشارت كيت إلى زوجها في الخطاب الذي استمر دقيقتين، حيث قالت: «أنا وويليام نبذل كل ما في وسعنا لمعالجة هذا الأمر وإدارته بشكل خاص من أجل عائلتنا».

وقال المصدر المطلع إن أمير ويلز كان «يدعمها طوال الوقت»، مضيفاً: «ويليام فخور للغاية بزوجته للشجاعة والقوة اللتين أظهرتهما ليس فقط هذا الأسبوع، لكن منذ الجراحة التي أجريت لها في يناير (كانون الثاني)».

مع سلسلة من المخاوف الصحية التي تهز العائلة المالكة، تراجع كل من الملك تشارلز وأميرة ويلز عن واجباتهما العامة، ومثلت الملكة كاميلا زوجها، يوم الخميس، في قداس «رويال ماوندي» التاريخي في كاتدرائية ووستر، الذي غاب عنه تشارلز «بحزن شديد»، بينما يواصل العلاج من السرطان أيضاً.


كوريا الجنوبية تُطلق قطاراً فائق السرعة لزيادة المواليد!

الحاجة أم الاختراع (شاترستوك)
الحاجة أم الاختراع (شاترستوك)
TT

كوريا الجنوبية تُطلق قطاراً فائق السرعة لزيادة المواليد!

الحاجة أم الاختراع (شاترستوك)
الحاجة أم الاختراع (شاترستوك)

تُطلق كوريا الجنوبية خدمة قطار فائق السرعة من شأنها تقليل وقت السفر بين وسط سيول وضواحيها؛ وهو مشروع يأمل المسؤولون في أن يشجِّع مزيداً من الشباب على التفكير في منازل خارج المدينة، والبدء بإنجاب أطفال.

وأكدت وكالة «رويترز» أنّ معدلات الخصوبة في كوريا الجنوبية هي الأدنى عالمياً، وعادةً ما يقول الشباب إنّ الأسباب الرئيسية لعدم الزواج وتكوين أسرة هي الوقت الطويل التي تستغرقه التنقّلات، والمنازل باهظة التكلفة والضيّقة في منطقة سيول الكبرى التي يسكنها نحو نصف السكان.

ويقلّ معدّل المواليد في سيول حتى عن متوسّطه على مستوى البلاد، وقد سعت الحكومة إلى زيادة عدد المواليد الجدد عبر تقديم إعانات، لكنها لم تُحقّق نجاحاً يُذكر.

والآن، يعلّق المسؤولون الآمال على مشروع «غريت ترين إكسبريس»، وهو مشروع قطار سريع تحت الأرض بقيمة 134 تريليون وون (99.5 مليار دولار)، وسيوفر بحلول عام 2035، 6 خطوط تربط سيول بمناطق عدّة خارجها.

وافتتح الرئيس يون سوك يول جزءاً من الخطّ الأول، سيختصر وقت التنقّل من مدينة سوسيو في العاصمة إلى مدينة دونغتان التابعة لها إلى 19 دقيقة، من 80 دقيقة الآن بالحافلة.

وقال إنّ مدّة التنقّل الأقصر «ستُمكّن الناس من تمضية مزيد من الوقت مع أُسرهم في الصباح والمساء».

وأفاد المسؤولون بأنه بمجرّد تشغيل الخطّ بكامل طاقته، سيكون «غريت ترين إكسبريس» واحداً من أسرع أنظمة قطارات الأنفاق في العالم، لأنّ القطارات ستسير بسرعة تصل إلى 180 كيلومتراً في الساعة.

بالمقابل، يقول محلّلون إنّ المشروع قد يسهم في تراجع أهمية المناطق الريفية في كوريا الجنوبية بجذب مزيد من الناس إلى العاصمة المكتظَّة.


وفاة مدوّنة طعام شهيرة عاشت دون معدة لسنوات... ما سبب حالتها؟

ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
TT

وفاة مدوّنة طعام شهيرة عاشت دون معدة لسنوات... ما سبب حالتها؟

ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)

تُوفيت مدوّنة طعام هندية شهيرة قامت بتسجيل تجاربها مع الطعام بعد استئصال معدتها جراحياً بسبب ورم، عن عمر يناهز الخمسين، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

أُكد خبر وفاة ناتاشا ديدي، المعروفة أيضاً باسم «The Gutless Foodie»، على منصة «إنستغرام»، زوجها بينجت جوهانسون؛ إذ تُوفيت في الصباح الباكر من يوم 24 مارس (آذار) في مدينة بيون الغربية.

وقال المنشور: «إعلان مفجع... لقد اضطررت بألم وحزن شديدين إلى الإعلان عن وفاة زوجتي ناتاشا ديدي، المعروفة أيضاً باسم (The Gutless Foodie) المحزنة والمفجعة. لقد فقدناها في الصباح الباكر من يوم 24 مارس 2024 في بيون بالهند».

وأضاف: «يظل حساب @thegutlessfoodie على (إنستغرام) حياً ومفتوحاً، لأنني أعلم أن منشوراتها وقصصها تلهم كثيراً من الأشخاص، والعديد من متابعيها كثيراً ما يعودون للحصول على وصفاتها، ويستمر المحتوى المنشور في العمل مصدر إلهام لكثيرين».

لا يزال سبب وفاة السيدة غير معروف، لكنها تحدثت عن الحالات الطبية المزمنة التي عاشت معها، بما في ذلك الإسهال والغثيان والدوار بعد تناول الطعام، والمعروفة أيضًا باسم متلازمة الإغراق.

في حالة متلازمة الإغراق، بدلًا من تنظيم حركة الطعام ببطء من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، تحصل العملية بسرعة كبيرة جدًا.

واضطرت مدوّنة الطعام إلى إزالة معدتها جراحيًا عن طريق الاستئصال، وإعادة توجيه جهازها الهضمي لتجاوز المعدة، بسبب إصابتها بورم في عام 2018. بعد عملية استئصال المعدة، كان على ديدي الالتزام بإرشادات النظام الغذائي الصارمة، وتناول وجبات صغيرة ولكن متكررة، وإدارة السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي تتناولها لضمان تناول وجبة متوازنة.

وقد قدّم العديد من متابعيها تعازيهم على هذا المنشور، حيث علق المستخدم @thefoodusi قائلاً: «في هذا العالم الذي يشارك فيه الكثير من الأشخاص وصفاتهم وقصصهم، كان لدى ناتاشا شيء فريد جدا مما جعلها تبرز وتختلف عن الآخرين. طاقتها المرحة والمفعمة بالحيوية على الرغم من خوضها رحلة مضطربة في حياتها تشكل مثالاً يحتذى به».


البطاطا من الخضراوات أم الحبوب؟

البطاطا تُشعل الجدل (أ.ف.ب)
البطاطا تُشعل الجدل (أ.ف.ب)
TT

البطاطا من الخضراوات أم الحبوب؟

البطاطا تُشعل الجدل (أ.ف.ب)
البطاطا تُشعل الجدل (أ.ف.ب)

كُلّفت لجنة أميركية البتّ فيما إذا كان ينبغي الاستمرار في تصنيف البطاطا نوعاً من الخضراوات، أو عدَّها من الحبوب؛ في خطوة أثارت غضب أعضاء مجلس شيوخ من ولايات ريفية.

وتُعدّ جذور هذا النقاش عميقة، إذ يدور خلاف منذ سنوات بين السلطات الصحّية الأميركية وتجمُّع منتجي البطاطا والنواب في الكونغرس بشأن تصنيف الأطعمة النشوية.

وتشير بيانات وزارة الزراعة لعام 2019 إلى أنّ الأميركيين يستهلكون 22 كيلوغراماً من البطاطا سنوياً في المتوسّط، نصفها تقريباً على شكل منتجات مجمّدة مثل البطاطا المقلية، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويرى مؤيّدو تغيير تصنيف البطاطا من خضراوات إلى حبوب، أنّ هذه مشكلة تتعلّق بالصحة العامة، إذ يعاني أكثر من 40 في المائة من الأميركيين البالغين البدانة.

وقال أعضاء في مجلس الشيوخ، برسالة إلى وزيرَي الزراعة والصحة، إنّ البطاطا «غنية بالبوتاسيوم والكالسيوم والفيتامين سي».

وأكد هؤلاء النوّاب الذين يمثّلون الولايات الرئيسية لزراعة البطاطا، بينها أيداهو ومين وأوريغون: «إنّ أي تغيير في التصنيف سيُربك المستهلكين وأصحاب المطاعم والمنتجين».