جولة مع أبرز وزراء خارجية ألمانيا

جولة مع أبرز وزراء خارجية ألمانيا
TT

جولة مع أبرز وزراء خارجية ألمانيا

جولة مع أبرز وزراء خارجية ألمانيا

تاريخياً، حظي منصب وزير خارجية ألمانيا - وبروسيا، قبل ولادة ألمانيا ثم تقسيمها ثم إعادة توحيدها - بأهمية بالغة. ذلك أن الكيان الألماني يحتل قلب القارة الأوروبية، ويشكل ثاني أكبر كتلة سكانية في أوروبا بعد روسيا.
ثم إن بروسيا، ثم ألمانيا، كانت القوة العالمية الجبارة التي ارتبط طموحها السياسي والعسكري باندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية. وبعد هاتين الحربين ارتسمت ملامح نظامين عالميين جديدين. ثم جاء سقوط «جدار برلين» عام 1989 الذي غدا عنواناً لـ«الحرب الباردة» وتقسيم ألمانيا وأوروبا، ليعلن انتصار الغرب على الشرق، وانهيار الكتلة الشرقية (الشيوعية) في أوروبا، ويطلق العد التنازلي لانهيار الاتحاد السوفياتي (1991) وولادة نظام عالمي جديد ثالث.
وفيما يلي، بعض أبرز من شغلوا منصب وزير الخارجية في ألمانيا (بما في ذلك بروسيا وألمانيا الغربية):
تعاقب على المنصب إبان رئاسة السياسي الداهية الكبير أوتو فون بسمارك، أول مستشاري ألمانيا، عدد من وزراء الخارجية، بينهم بول فون هاتزفلدت و(الأمير) هربرت فون بسمارك نجل المستشار الشهير وأدولف مارشال فون بيبرشتاين، وبرنهارد فون بولو الذي تولى لاحقاً منصب المستشارية (رئاسة الوزراء).
بعد هؤلاء كان بين الوزراء البارزين غوستاف شتريسمان (1923 - 1929) الذي تولى أيضاً المستشارية لفترة قصيرة، وحاز جائزة نوبل للسلام.
- هاينريش برونينغ بين 1931 و1932 إبان حقبة «جمهورية فايمار»، كما تولى المستشارية بين 1930 و1932.
- كونستانين فون نويراث، الذي تولى حقيبة الخارجية بين 1932 و1938 وكان أول وزير للخارجية في عهد أدولف هتلر. ولقد أبعده هتلر وعين مكانه يواكيم فون ريبنتروب.
- يواكيم فون ريبنتروب (1938 وحتى 1945) وزير الخارجية النازي الشهير، الذي أعدم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في أعقاب محاكمات نورنبورغ.
- إدولف أديناور، أول مستشاري ألمانيا الغربية وأحد بناة مفهوم أوروبا الموحّدة. تولى حقيبة الخارجية بين 1951 و1955، والمستشارية بين 1949 و1963.
- فيلي براندت، أول مستشار اشتراكي لألمانيا الغربية، ورائد فكرة «الأوستبوليتيك» الانفتاحية على الكتلة الشرقية. تولى حقيبة الخارجية بين آخر 1966 وأواخر 1969 في حكومة المستشار كورت غيورج كاسينغر الائتلافية بين «الديمقراطيين المسيحيين» و«الاشتراكيين». ثم تولى المستشارية بين 1969 و1974.
- فالتر شيل، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، تولى الخارجية في حكومة الائتلاف بين «الاشتراكيين» و«الأحرار»، وذلك بين عامي 1969 و1974، وانتخب بعد ذلك رئيساً للجمهورية (1974 - 1979).
- هانز ديتريش غينشر، خلف فالتر شيل في زعامة «الديمقراطيين الأحرار»، وفي منصب وزير الخارجية في ائتلاف «الاشتراكيين» و«الأحرار» بين 1974 و1982، ثم تولى المنصب مجدداً مع لقب نائب المستشار في ائتلاف «الديمقراطيين المسيحيين» مع «الأحرار» بين 1982 و1992، كان مع المستشار «الديمقراطي المسيحي» هيلموت كول «مهندسي» إعادة توحيد ألمانيا عام 1990.
- هيلموت شميدت، زعيم «الاشتراكيين» (الحزب الديمقراطي الاجتماعي) خلفاً لفيلي براندت. تولى حقيبة الخارجية لفترة قصيرة في خريف 1982 في أواخر فترة حكمه كمستشار بين 1974 و1982.
- كلاوس كينكل، زعيم «الديمقراطيين الأحرار» ووزير الخارجية في حكومة هيلموت كول الائتلافية بين «الديمقراطيين المسيحيين» و«الأحرار» بين 1992 و1998.
- يوشكا فيشر، أحد أبرز زعماء حزب «الخضر» البيئي اليساري، تولى حقيبة الخارجية في ائتلاف «الاشتراكيين» و«الخضر» بين 1998 و2005 لرئاسة المستشار الاشتراكي غيرهارد شرودر.
- هانز فالتر شتاينماير، زعيم «الاشتراكيين» الذي تولى المنصب مرتين (2005 - 2009) و(2013 - 2017) في عهد مستشارية أنجيلا ميركل عندما دخل «الحزب الديمقراطي» الائتلاف الحاكم مع «الديمقراطيين المسيحيين».


مقالات ذات صلة

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)
حصاد الأسبوع يأتي انتخاب «عرّو» في وقت حرج لإقليم أرض الصومال لا سيما مع تحديات استمرار رفض مقديشو توقيع الإقليم مذكرة تفاهم مع إثيوبيا

عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو»... دبلوماسي يقود «أرض الصومال» في «توقيت مصيري»

حياة مغلفة بـ«هم الاستقلال»، سواءً عن المستعمر القديم في السنوات الأولى، أو تشكيل «الدولة المستقلة» طوال فترتَي الشباب والشيخوخة، لم تثنِ عبد الرحمن محمد عبد

محمد الريس (القاهرة)

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».