«البنتاغون»: الصين تهدد الأمن القومي وتشكل خطراً على صناعة الدفاع الأميركية

بكين تندد باتهامات بنس لها بالتدخل لـ «إخراج ترمب» من البيت الأبيض

«البنتاغون»: الصين تهدد الأمن القومي وتشكل خطراً على صناعة الدفاع الأميركية
TT

«البنتاغون»: الصين تهدد الأمن القومي وتشكل خطراً على صناعة الدفاع الأميركية

«البنتاغون»: الصين تهدد الأمن القومي وتشكل خطراً على صناعة الدفاع الأميركية

اتهمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الصين مجددا، بأنها تشكل خطرا متزايدا على صناعة الدفاع الأميركية، سيزيد من حالة التوتر القائمة بين البلدين، في ظل حرب تجارية مريرة بين أكبر اقتصادين في العالم، واتهامات بالتجسس الإلكتروني، وخلافات حول تايوان وحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي. وجاء في تقرير البنتاغون أن الصين تشكل «خطرا كبيرا ومتزايدا على إمدادات ضرورية بالنسبة للجيش الأميركي، وتوريد مواد وتكنولوجيات تعتبر استراتيجية وشديدة الأهمية للأمن القومي الأميركي». وكان التركيز على الصين شديدا، كما قالت «رويترز»، التي اطلعت على التقرير قبل يوم من نشره.
تقرير الدفاع الاستراتيجي السنوي، اختص بكين فيما يتعلق بالهيمنة «على الإمدادات العالمية من العناصر الأرضية النادرة، وهي عناصر ضرورية في التطبيقات العسكرية الأميركية».
وقد يزيد التقرير من التوترات التجارية مع الصين، بسبب مبادرة «اشتروا الأميركي» التي طرحتها إدارة الرئيس دونالد ترمب، وتهدف للمساعدة في اجتذاب مليارات الدولارات من خلال مبيعات الأسلحة الأميركية، وتوفير مزيد من فرص العمل.
وخلص التقرير إلى وجود نحو 300 نقطة يمكن النفاذ من خلالها، على نحو يؤثر على مواد في غاية الأهمية ومكونات ضرورية بالنسبة للجيش الأميركي. واشتمل التحليل على سلسلة من التوصيات بتعزيز الصناعة الأميركية، بما فيها توسيع نطاق الاستثمار المباشر في قطاعات تعد حيوية، أما الخطط المحددة فواردة في ملحق سري لم يعلن عنه.
وأشار التقرير أيضا إلى وجود الصين على الساحة العالمية فيما يتعلق بإمدادات أنواع معينة من الإلكترونيات، وكذلك مواد كيماوية مستخدمة في الذخائر الأميركية.
ونددت الصين، الجمعة، باتهامات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لها بالتدخل في الانتخابات في الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها «غير مبرّرة» و«سخيفة»، في آخر تصعيد بين واشنطن وبكين.
وكان بنس قد اتهم الصين، الخميس، بالسعي لإضعاف موقف ترمب قبل انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلا إنها «تتدخل في ديمقراطية أميركا». وكانت تعليقات بنس بمثابة صدى لكلمات قالها ترمب نفسه في الأمم المتحدة الشهر الماضي؛ حين قال: «الصين تحاول التدخل في انتخابات 2018 القادمة»، وهو ما نفاه المسؤولون الصينيون.
وقالت المتحدّثة باسم الخارجيّة الصينيّة، هوا شون يينغ، في بيان: «ندعو الولايات المتحدة إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكبته، والتوقّف عن اتّهام الصين بلا أساس وتشويه سمعتها، والإضرار بمصالحها وبالعلاقات الصينية الأميركية».
وألقى بنس خطابا حاد النبرة، الخميس، أمام مركز دراسات محافظ في واشنطن، اتهم فيه بكين بممارسة العدوان الاقتصادي من خلال عمليات «سرقة» تكنولوجيا، والعدوان العسكري، وخصوصا في بحر الصين الجنوبي، وانتهاكات متزايدة لحقوق الإنسان، كما اتهمها خصوصا بالتدخل السياسي، سعيا لإخراج الرئيس دونالد ترمب من البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة الصينية، إن نائب الرئيس الأميركي «أطلق اتّهامات غير مبرّرة ضدّ سياسة الصين الداخليّة والخارجيّة»، وقام «بتشويه سمعة (الصين) عندما قال إنها تتدخّل في الشؤون الداخليّة وفي الانتخابات الأميركيّة». وتابعت: «المسألة مجرد كلام يقوم على شائعات، وخلط الصواب بالخطأ. والجانب الصيني يُعارض هذا بشدّة».
وقال نائب الرئيس: «لا يُمكن أن يكون هناك شكّ في أنّ الصين تتدخل في الديمقراطية الأميركية»، مضيفاً: «أقولها صراحة: إنّ قيادة الرئيس ترمب ناجحة. الصين تريد رئيساً أميركياً غيره». وأضاف بنس أن بكين بذلت «مساعي غير مسبوقة للتأثير على الرأي العام الأميركي وعلى الانتخابات» التشريعية في السادس من نوفمبر، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»، وعلى «البيئة التي ستفضي إلى الانتخابات الرئاسية عام 2020».
وتدهورت العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم، خلال الأسابيع الأخيرة، مع فرض ترمب رسوما جمركية على المنتجات الصينية المستوردة. يذكر أن واشنطن فرضت تعريفات جمركية على منتجات صينية بقيمة 250 مليار دولار، تبلغ نحو نصف السلع الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة. وبدورها فرضت بكين تعريفات جمركية على منتجات أميركية بقيمة 110 مليارات دولار.
وقالت المتحدثة إن إقدام الولايات المتحدة على وصم مبادلاتها الطبيعية وتعاونها مع الصين، بأنها تدخل صيني «أمر سخيف تماماً». وشددت على أن «الصين تلتزم دائماً بمبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخليّة للآخرين، وليست لدينا مصلحة في التدخّل بالشؤون الداخلية والانتخابات في الولايات المتحدة».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كادت مدمرة أميركية تصطدم بأخرى صينية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بشدة، عندما حاولت سفينة تابعة للبحرية الصينية تحذيرها من العبور في مياه تعتبرها بكين إقليمية.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.