يسعى الهلال السعودي وضيفه الزمالك المصري إلى تقديم سهرة كروية عربية في العاصمة السعودية الرياض، عندما يلتقيان على كأس السوبر السعودي المصري «كأس الرئيس عبد الفتاح السيسي»، في مناسبة تاريخية تهدف إلى تقوية العلاقات «رياضياً» بين البلدين الشقيقين.
ويدخل أصحاب الأرض والجمهور هذه المواجهة بنشوة الانتصارات المتلاحقة التي حققها الفريق بدايةً من تتويجه ببطولة السوبر السعودي على حساب الاتحاد، وتأهله الأخير للدور ثمن النهائي من بطولة الشيخ زايد للأندية العربية، وتصدره دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
ويطمح الهلال صاحب أول ألقاب هذه البطولة على حساب ضيفه الإسماعيلي، إلى إضافة اللقب الجديد لخزينة البطولات الزرقاء، متسلحاً بعاملي الأرض والجمهور وتكامل الصفوف، حيث يدخل أصحاب الضيافة هذه المواجهة بمعنويات عالية ورغبة في تحقيق مزيد من الألقاب والانتصارات.
ويملك البرتغالي خيسوس المدير الفني للهلال، مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على تطبيق نهجه التكتيكي الذي يعتمد على الاستحواذ على منطقة المناورة، وتناقُل الكرات القصيرة بين أقدام اللاعبين حتى الوصول إلى مرمى الفريق الخصم.
وتبقى قوة الفريق المستضيف في منتصف الميدان الذي يضم البرازيلي إدواردو وسالم الدوسري وسلمان الفرج ومحمد كنو والإماراتي عمر عبد الرحمن، ويتكفل الفرنسي غوميز بترجمة مجهود زملائه اللاعبين في خط المقدمة، في المقابل تعد الخطوط الدفاعية أقل الخطوط الهلالية لعدم تجانس البرازيلي بوتيا مع زميله علي البليهي في متوسط الدفاع، وللأدوار الهجومية التي يسندها البرتغالي إلى ظهيري الجنب محمد البريك وياسر الشهراني، وهو ما يمنح الفريق المنافس مساحات واسعة تشكل عبئاً كبيراً على العماني علي الحبسي حارس الهلال، خصوصاً في الهجمات المرتدة.
ويحتفظ خيسوس بأسماء لا تقل قيمتهم الفنية عن اللاعبين الأساسين وقادرين على إحداث الفارق الفني، وتغيير مجرى المباراة.
ودائماً ما يثبت خيسوس في تغييراته التي يحدثها في الشوط الثاني، قدرته على قراءة أحداث المباراة، بتدخلاته الناجحة، بفضل الأوراق التي يمتلكها في مقاعد البدلاء، بوجود السوري عمر خربين والفنزويلي ريفاس ومحمد الشلهوب لاعب الخبرة وعبد الله عطيف وحسن كادش وأندريه كاريو.
وفي الجانب الآخر، يعرف السويسري غروس المدير الفني للضيوف، قوة الفريق الهلالي جيداً بعد الفترة الطويلة التي قضاها في الملاعب السعودية حينما كان مدرباً للأهلي السعودي، ولا تختلف طريقة مدرب الزمالك كثيراً عن الطريقة التي يفضلها مدرب الهلال، حيث يعتمد غروس على الكرات القصيرة واللعب على الأطراف، لكنه سيحصّن خطوطه الخلفية للحدّ من القوة الهجومية الهلالية الضاربة، خصوصاً في ربع الساعة الأولى من اللقاء كونه سيخوض هذا اللقاء خارج قواعده.
ويملك مدرب القلعة البيضاء مجموعة مميزة من لاعبي الخبرة سواءً مع المنتخب المصري أو ممن قضوا سنوات طويلة في الاحتراف الخارجي، وهو ما يمنحه مزيداً من الخيارات الفنية لبناء التكتيك الذي يعتزم تطبيقه في هذه المواجهة، ويعد محمود كهربا من الأسماء التي يعوّل عليها في صناعة وتسجيل الأهداف، إلى جانب كاسونغو المهاجم القناص والقادر على استثمار أنصاف الفرص، وعلى الطرف الأيسر يوجد مصطفى فتحي صاحب المهارة الفردية العالية والقدرة على الاختراق في المساحات الضيقة.
فيما يتولى قيادة خط المنتصف أيمن حفني وبجانبه لاعبا محور الارتكاز في الساتر الدفاعي الأول محمد حسن ومحمود عبد العزيز، وفي الدفاع الرباعي محمد عبد الغني ومحمود حمدي وأحمد فتوح وحمدي النقاز، ويوجد بين الخشبات الثلاث محمود عبد الرحيم، وهذا التشكيل الأقرب في مواجهة هذا المساء، إلا إذا دفع السويسري بمحمود عبد العاطي في خط المنتصف لزيادة الكثافة الدفاعية وإغلاق المنافذ الخلفية، وأبقى على مصطفى فتحي في مقاعد البدلاء كورقة رابحة يدفع بها في شوط المباراة الثاني.
ولن تكون هذه المواجهة سهلة على الجانبين، حيث يطمح «الزعيم» السعودي لتأكيد هيمنة الأندية السعودية على السوبر السعودي المصري، وإضافة بطولة جديدة إلى سجله الحافل في البطولات، بينما لن يرضى عشاق «القلعة البيضاء» بغير التتويج باللقب والعودة إلى القاهرة دون الكأس الغالية والتي تحمل اسم رئيسهم عبد الفتاح السيسي.
وعودةً إلى تاريخ البطولة، فقد أقيمت أولى نسخها عام 2001 في إطار توأمة عُقدت بين الاتحادين المصري والسعودي لكرة القدم، تنفيذاً للفكرة التي تبناها الأمير الراحل فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري عام 1998، ونُظمت البطولة على مباراتين تقام إحداهما في المملكة العربية السعودية والأخرى في مصر، بحيث يلعب بطلا الكأس في البلدين على كأس الملك فهد في السعودية، بينما يلعب بطلا الدوري في مصر على كأس الرئيس حسني مبارك.
وأقيمت النسخة الأولى في مايو (أيار) 2001، بين الهلال بطل كأس ولي العهد السعودي، والإسماعيلي المصري بطل كأس مصر، وتوِّج الفريق السعودي باللقب بانتصاره بهدفين مقابل هدف، وجمعت المباراة الثانية بين الأهلي بطل الدوري المصري، والاتحاد بطل الدوري السعودي، وذهبت البطولة للضيوف بهدفين مقابل هدف، وجاءت النسخة الثانية في عام 2003، وأُقيمت المباراة الأولى بين بطلي الكأس في البلدين الاتحاد السعودي والإسماعيلي المصري، وذهب اللقب للاتحاد، ولُعبت المباراة الثانية في مصر والتي جمعت بطلي الدوري المحلي، الزمالك والاتحاد، وحقق الزمالك أولى البطولات المصرية وآخر ألقاب هذه البطولة.
وتعد نسخة هذا الموسم الثالثة بعدما اتفق الاتحاد المصري لكرة القدم ممثلاً في رئيسه جمال علام، مع نظيره السعودي على عودة كأس السوبر السعودي المصري عام 2013، بعدما عُقد اجتماع تنسيقي بين المسؤولين بالاتحادين لدراسة آلية إقامته وتحديد المواعيد المناسبة على ضوء الارتباطات والبرامج الزمنية للأندية والاتحادين لتحديد موعد مناسب، لكن لم تقم البطولة في ذلك الحين.
اليوم... كأس «السوبر السعودي المصري» بين تمرس الهلال وعنفوان الزمالك
صاحب الضيافة يسعى لإضافة لقب آخر في الموسم الجديد
اليوم... كأس «السوبر السعودي المصري» بين تمرس الهلال وعنفوان الزمالك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة