> خلال أسابيع قليلة ينطلق مهرجان القاهرة السينمائي في دورة جديدة بالغة الأهمية لعدة أسباب. إنها الدورة الأربعون لمهرجانٍ واجه مصاعب كما واجه أخطاء إدارية. صعد وهبط. تقدم وتراجع، لكنه استطاع الحفاظ على وجوده ودافع عن هذا الوجود طوال العقود السابقة.
> توالت عليه الإدارات. كلٌّ منها ترك بصمته ثم رحل عنه وكل بصمة اختلفت حسب معطيات عديدة؛ بعضها كان مؤثراً وغنياً بالطموحات المحققة، وبعضها الآخر أخفق في إدارته، وسُجل هذا الإخفاق في كتب التاريخ كما في حقيقة هبوط أهمية المهرجان حتى بالنسبة إلى محيطه القريب، وهو المهرجان الذي يحمل كلمة العالمية وينتمي إلى المؤسسة الدولية التي تعترف له بذلك.
> الآن هو في مرحلة جديدة. رئيسه، محمد حفظي، سينمائي رفيع الشأن يعرف كل ما يتطلبه العمل في السينما ويؤمّه بنشاط متزايد. يدرك أن المهرجان لا يمكن له أن يستمر فقط، بل عليه أن يواصل تقدّمه كنشاط ثقافي وفني عالي التأثير والأثر. يدرك أن الحياة الفنية في مصر، تلك التي تنضوي على تاريخ بعيد وحجم كبير من الأعمال السينمائية وصانعيها، تشترط أن ينجح المهرجان فوق نجاحاته السابقة.
> المهمّة صعبة ودقيقة وتعتمد كثيراً على عناصر ليست من صنع اليد أو القرار، مثل توفر الميزانيات وتوفر الأفلام المميّزة التي من شأنها رفع مستوى الحدث. لكنّ رئيس المهرجان الجديد، محمد حفظي، لم يستلم المهام لكي يجرّب حلولاً بل لكي ينفّذ تلك الحلول. يعلم أن زمن التجارب ولّى وعليه أن يثبت أولوية مهرجان القاهرة منذ دورته الأولى له.
> هذا الكلام يأتي بعدما بدأ وانتهى مهرجان «الجونة» السينمائي الذي أقيم في دورته الثانية مع تسجيل غياب العديد من الفنانين المصريين، وهم غابوا سابقاً عن دورات كثيرة لمهرجان القاهرة في الوقت الذي كان حضورهم سيسجَّل لصالح الرغبة في دعم السينما المصرية والسينما بحد ذاتها.
> و«الجونة» يختلف عن «القاهرة» من حيث ضرورته وبرمجته فقط وأقسام أفلامه، ومن حيث إنه أكثر علاقة بالمهام السياحية المحيطة به من مهرجان العاصمة المصرية. وبينما عاب كتّاب كثيرون على مهرجانَي أبوظبي ودبي سابقاً أنهما مهرجانان استعراضيان، وجدناهم صامتين حيال اعتماد «الجونة» المبدأ ذاته.
5:33 دقيقه
المهرجان الجديد
https://aawsat.com/home/article/1416721/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF
المهرجان الجديد
المهرجان الجديد
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة