Men Don’t Cry
> إخراج: ألن درييفتش
> تمثيل: أمير حجي بيغوفيتش، سباستيان كافازا، بورس إيزاكوفيتش، عز الدين بايروفتش
> دراما | بوسنيا، كرواتيا، ألمانيا
> تقييم: ★ ★ ★
كثيرة هي الأفلام التي تتحدث عن مشكلات ما بعد الحرب. في الواقع هي أكثر عدداً من الأفلام التي تتناول الحروب ذاتها أو تكاد. في لبنان شهدنا أفلاماً عديدة عما خلّفته الحرب الأهلية، كذلك الرهط الكبير من الأفلام التي تناولت أحداثاً وشخصيات ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتلك التي تناولت تداعيات ما بعد الحروب الأميركية في فيتنام والعراق على وجه التحديد.
«الرجال لا يبكون» (لكن بعضهم يبكي طويلاً في الفيلم) هو دراما عن عدد من الرجال البوسنيين والكرواتيين والصرب يلتئمون في مركز تأهيلي يقع في أحد جبال هرزيغوفنيا بعيداً عن أي محيط اجتماعي آخر ليتداولوا ما قاموا به وشهدوه من ويلات الحرب. أولئك هم جنود ومقاتلون سابقون لم تنتهِ الحرب وتأثيراتها عليهم. بعضهم أخفاها عميقاً وبعضهم الآخر ما زال ينضح بها.
يقود المركز رجل يحاول أن يوجّه الرجال الثمانية الذين بقوا (بعد ثورة رجل آخر رفض أن يسلم سلاحه العنصري والنفسي وقرر مغادرة المكان) صوب إعادة تمثيل أكثر ما يؤلمهم من ذكريات. لكن المهمّة الصعبة فعلاً هي إجراء مصالحة بين مختلف الأطراف ومساعدتهم على وضع الحرب ودوافعها وراء ظهورهم على أساسٍ يطلقه المدرّب من البداية قائلاً: «كل واحد منا كان جلاداً وضحية». ولاحقاً يقول: «الحرب انتهت منذ عشرين سنة لكن ليس بالنسبة إليكم».
النماذج المختارة حسنة الكتابة والتقديم والتمثيل. الفيلم يعاني بعض الإخراج ذي القواعد المسرحية التي اضطر المخرج ألن درييفتش إليها، كون معظم الأحداث تقع في الداخل. ثم هناك سذاجة الموقف عندما يبدأ الجميع إعادة تمثيل ما حدث بتوجيه المدرّب الذي يبدو هنا كما لو كان مخرجاً يقوم بفحص ممثلين محتملين لفيلمه.
لكن العمل يبقى ملتحماً وجيد السياق. وفي الربع الأخير ينجز مهامه، إذ يذهب الجميع، وبينهم مسيحيون، لتعزية مسلم مقعد ماتت والدته. أحد الذين يشعرون بمغبة ما فعله يحاول الانتحار، لكنّ الجميع يخرج من المحنة أقوى مما كان عليه قبلها.
شاشة الناقد
شاشة الناقد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة