مؤشر أنشطة القطاع الخاص في مصر يعود للانكماش

القاهرة تستهدف 8 % نمواً في 2021

عمال داخل مصنع للجلود في مدينة الروبيكي الصناعية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)
عمال داخل مصنع للجلود في مدينة الروبيكي الصناعية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)
TT

مؤشر أنشطة القطاع الخاص في مصر يعود للانكماش

عمال داخل مصنع للجلود في مدينة الروبيكي الصناعية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)
عمال داخل مصنع للجلود في مدينة الروبيكي الصناعية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)

تراجع أداء القطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر خلال الشهر الماضي، بعد شهرين من الانتعاش، إذ عاد مؤشر مديري المشتريات للهبوط مجددا دون الـ50 نقطة ليصل إلى 48.7 نقطة في شهر سبتمبر (أيلول)، ما يمثل عودة إلى منطقة الانكماش مرة أخرى بعد ارتفاع قراءته عن 50 نقطة في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، حين سجل المؤشر 50.5 نقطة في الأخير.
وأشار التقرير الصادر عن بنك الإمارات دبي الوطني الخاص بالمؤشر الذي يقيس اقتصاد القطاع الخاص في مصر غير المنتج للنفط، أمس، إلى ضعف في طلبات العملاء وتراجع مبيعات التصدير الجديدة في شهر سبتمبر على نحو محدود، ما أدى إلى تراجع إنتاج القطاع الخاص غير النفطي.
وتعليقاً على التقرير، قال دانيال ريتشاردز الخبير الاقتصادي في بنك الإمارات دبي الوطني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «تشير قراءة المؤشر في شهر سبتمبر إلى عودة الانكماش للقطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر، ما يشير إلى أنه على الرغم من ارتفاع قراءة المؤشر عن 50 نقطة لشهرين متتاليين في يوليو وأغسطس، فإنه لا يزال هناك بعض الضعف في عملية التعافي. ورغم ذلك، تظل القراءة الحالية أعلى من المتوسط منذ بدء برنامج الإصلاح برعاية صندوق النقد الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، التي كانت عند مستوى 47.9 نقطة»، مؤكداً: «تظل التوقعات إيجابية». وبحسب البيان، أشارت القراءة الأخيرة إلى تدهور هامشي في أوضاع التشغيل في شركات القطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر خلال سبتمبر الماضي.
وتابع: «قامت شركات القطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر بزيادة أسعار منتجاتها خلال سبتمبر الماضي، وفي الحالات التي شهدت زيادة، علقت الشركات على تمرير أعباء التكلفة المرتفعة إلى العملاء. ورغم ذلك، فقد كانت الزيادة الأخيرة متواضعة وكانت هي الأضعف في خمسة أشهر».
وأظهر المؤشر تراجع معدلات تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج وتكاليف التوظيف وأسعار المنتجات والخدمات في مصر. كما أشار التقرير إلى تحسن مستوى الثقة بشأن الـ12 شهراً المقبلة، بعد أن سجل مستوى منخفضاً في أغسطس الماضي، لكنه ظل أقل من المتوسط. وعن معدل التوظيف، أوضح البيان، أن معدل التوظيف بالقطاع الخاص يظل كما هو في شهر سبتمبر.
من جهة أخرى، قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري في مصر، إنه من المستهدف تحقيق معدل نمو ما بين 7.5 إلى 8 في المائة بنهاية الخطة الرباعية (2018 - 2021) وتحقيق معدل استثمار أعلى يصل إلى 25 في المائة.
وأضافت السعيد أنه «يتم حالياً بشكل كبير إتاحة توفير البيانات والمعلومات الدقيقة والمحدثة عن المؤشرات الخاصة بكل محافظة، إذ إن توفير المؤشرات على مستوى المحافظات يمكِّن متخذي القرار من وضع الخطط بمرونة كبيرة».
واستعرضت السعيد أمس مع مجموعة من المستثمرين الأجانب، دور الحكومة في تنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادي الأخير في نوفمبر 2016، الذي أدى إلى زيادة معدل النمو إلى 5.3 في المائة، وانخفاض معدلات البطالة إلى 9.9 في المائة، موضحة أن ذلك نتيجة التطور في مختلف القطاعات، فضلاً عن ترشيد الدعم وعدد من الإنجازات الأخرى.
وأوضحت أن الحكومة اهتمت بشدة بمعالجة الآثار الاجتماعية الناجمة عن برنامج الإصلاح الاقتصادي من خلال مجموعة من برامج الحماية الاجتماعية وبرامج الدعم النقدي (تكافل وكرامة) وبرامج الإسكان الاجتماعي.
وأشارت إلى أن الوزارة هي الجهة المسؤولة عن خطط التنمية وعن استراتيجية التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030) المربوطة بالأهداف الأممية للتنمية المستدامة، إذ إنه على المدى المتوسط تولي الحكومة قدراً كبيراً من الاهتمام بقطاع الصناعة لما له من قيمة مضافة كبيرة وتأثير إيجابي علي كل القطاعات.
وتابعت أن هذا القطاع يُعدّ أحد القطاعات الرائدة ويلعب دوراً مهماً في الاقتصاد الوطني، وتعوِّل الحكومة بشكل كبير عليه في تحقيق طفرة تنموية ملحوظة خلال الفترة المقبلة، لكونه من القطاعات عالية الإنتاج سريعة النمو، منوهة بأنه من المستهدف مساهمة هذا القطاع في تحقيق 20 في المائة من النمو في العام المالي (2018 – 2019) لتتزايد المساهمة تدريجياً في ضوء تحسّن معدل نمو القطاع.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في السعودية، في خطوة للاستفادة من التنامي المتسارع في القطاع بالمملكة، في الوقت الذي تمضي فيه «الرياض» لتعزيز محوريتها في هذا القطاع من خلال توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات، وذلك مع ختام اليوم الأول من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، المنعقدة حالياً في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون أول) الحالي.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، إن اليوم الأول للقمة الدولية للمعارض والمؤتمرات شهد نجاحاً كبيراً، بعد إعلان الاتفاقيات، وإطلاق 12 فعالية جديدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم، ما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن هذه الإعلانات تؤكد أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، ودوره المحوري كمحفز للتحول، حيث يساهم في التعريف بحجم الفرص غير المسبوقة التي توفرها المملكة سعياً إلى تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، ودور القطاع في استكشاف الأفكار المبتكرة، وخلق فرص الاستثمار، وتعزيز الشراكات الجديدة عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.

وأعلنت كل من شركات «RX Global» و«Messe Munich» و«Clarion»، وهي من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم الفعاليات، افتتاح مكاتب جديدة لها في المملكة، لدعم خطط نمو قطاع المعارض والمؤتمرات السعودي خلال السنوات العشر المقبلة.

وشهدت القمة توقيع 4 مذكرات تفاهم مع كلٍّ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والمركز الوطني للفعاليات.

وتتواصل فعاليات القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات على مدار اليومين المقبلين، حيث تركز على جهود تحفيز الاستثمار في قطاع المعارض والمؤتمرات، وإنشاء مساحات فعاليات مبتكرة ومستقبلية، ومعالجة مسائل الاستدامة العالمية في القطاع.

يُذكَر أن النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات تقام في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالميين من 73 دولة، بهدف إعادة تشكيل مستقبل القطاع.