أظهرت بيانات صادرة أمس أن شحنات النفط الأميركي إلى الصين توقفت تماما منذ الشهر الماضي في أوج تصاعد الحرب التجارية بين البلدين، فيما تشهد حركة النفط من غرب أفريقيا إلى آسيا على وجه العموم، والصين على وجه الخصوص تصاعدا غير مسبوق، خاصة في ظل بحث بكين عن مصادر بديلة لوارداتها من النفط الإيراني، قبل نحو شهر واحد من تطبيق الشريحة الثانية من العقوبات الأميركية على طهران، والتي تتضمن خنق صادراتها النفطية.
وقال رئيس شركة تشاينا ميرشانتس لشحن الطاقة أمس الأربعاء، إن شحنات النفط الخام الأميركية إلى الصين «متوقفة تماما»، في الوقت الذي تؤثر فيه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم سلبا على أنشطة كانت سريعة النمو.
وفرضت واشنطن وبكين رسوما جمركية كبيرة على مئات السلع المستوردة في الأشهر الأخيرة. وعلى الرغم من أن صادرات النفط الخام الأميركية إلى الصين، والتي بدأت في عام 2016 فقط، لم تنضم بعد إلى السلع الخاضعة للرسوم، أحجم مستوردو النفط الصينيون عن التقدم بطلبيات شراء جديدة في الآونة الأخيرة.
وقال شيه تشون لين، رئيس شركة «تشاينا ميرشانتس» على هامش مؤتمر في هونغ كونغ: «نحن أحد أكبر ناقلي النفط الخام من الولايات المتحدة إلى الصين. من قبل (الحرب التجارية) كان النشاط جيدا، لكنه متوقف تماما حاليا»، بحسب «رويترز».
وتؤكد بيانات تتبع السفن على «ريفينيتيف أيكون» أن شحنات النفط الخام الأميركي إلى الصين توقفت في سبتمبر (أيلول).
وقال رئيس الشركة: «لقد حدثت للأسف، الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. بالتأكيد إنه أمر سيئ لنشاط الشحن». كما قال إن النزاع التجاري أجبر الصين على طلب فول الصويا من موردين غير الولايات المتحدة، مضيفا أن الصين تشتري الآن معظم احتياجاتها من فول الصويا من أميركا الجنوبية.
ومن جهة أخرى، تتجه شحنات الخام القادمة من غرب أفريقيا إلى آسيا صوب بلوغ أعلى مستوى في شهرين خلال أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مع تزاحم المصافي الصينية على بدائل للخام الإيراني قبل دخول عقوبات أميركية حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
واستنادا إلى حسابات «رويترز» وسماسرة شحن وبيانات «ريفينيتيف أيكون»، فإن الشحنات المتجهة إلى آسيا سترتفع إلى 2.52 مليون برميل يوميا في أكتوبر الحالي، بما يعادل 75 في المائة من إجمالي إنتاج أنغولا ونيجيريا وجمهورية الكونغو وغانا وغينيا الاستوائية.
ويقابل هذا 2.27 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي، وهو ما كان يمثل نحو 70 في المائة من إنتاج المنطقة.
وكانت الصين المحرك الرئيسي للطلب في آسيا قبل العقوبات الأميركية التي يقول محللون إنها ستخصم من السوق 500 ألف برميل يومياً من المعروض من الخام الإيراني البالغ مليوني برميل.
وتتجه الواردات الصينية من غرب أفريقيا إلى الارتفاع إلى مستوى قياسي عند 1.94 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 60 شحنة في أكتوبر الحالي، من 1.5 مليون برميل يوميا، أو 45 شحنة، في سبتمبر الماضي.
حركة الخام الأميركي إلى الصين تشلها الحرب التجارية
حركة الخام الأميركي إلى الصين تشلها الحرب التجارية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة