كثَّف الحوثيون من انتشار قواتهم في الحديدة، في الوقت الذي شهد فيه محيط مركز مديرية باقم، شمال محافظة صعدة، معقل الانقلابيين، معارك عنيفة، منذ مساء أول من أمس (الثلاثاء)، بين قوات الجيش الوطني بمحور علب وميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث حققت قوات الجيش الوطني مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية، تقدماً كبيراً.
وطبقاً لمصدر عسكري، فقد «اندلعت المعارك بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية بشكل عنيف في محيط مركز مديرية باقم، وذلك بعد تسلل عناصر من قوات الجيش الوطني إلى مواقع الجيش الوطني وشن الهجوم عليها وتكبيدها الخسائر البشرية والمادية».
وأوضح أن «مدفعية الجيش الوطني كثَّفت من قصفها على ثكنات عسكرية تتبع الانقلابيين وآلياتهم العسكرية، فيما لا تزال المعارك مستمرة وسط حالة خوف وهلع وانهيار في صفوف الميليشيات الانقلابية»، مؤكدا أن «قوات الجيش الوطني في محور علب العسكري، تمكّنت مساء (أول من أمس) الثلاثاء من أسر عنصرين من عناصر ميليشيات الانقلاب عقب محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الوطني واستعادة مواقع خسرتها الميليشيات خلال الأيام الماضية».
وقال قائد اللواء 102 قوات خاصة العميد ياسر الحارثي، إن «قوات الجيش تمكنت من السيطرة على سلاسل جبال الأسود وجبال غره وجبال المصانع الصغرى والكبرى، بالإضافة على قرية محديد في مديرية باقم».
ونقل موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبر. نت»، عن العميد الحارثي، تأكيده أن «قوات الجيش باتت تسيطر ناريا على الخط الدولي الرابط بين مديرية باقم ومنفذ علب الدولي»، وأن «المعارك المستمرة حتى اللحظة، أسفرت عن مصرع 25 من عناصر الميليشيا، وجرح آخرين، واسر عدد آخر من عناصرها بينهم قيادات، فيما استعادت قوات الجيش كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة المتنوعة وأجهزة الاتصالات».
ولفت إلى أن «الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش، تمشط في الأثناء الطرقات والمزارع من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيا قبل أن تلوذ بالفرار«، مؤكداً انتزاع عدد كبير منها.
تزامن ذلك مع استمرار المعارك في جبهة الساحل الغربي ومحيط مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، وجبهات الشريجة، شرق تعز، والملاجم شرق محافظة البيضاء، وسط اليمن، عقب محاولات الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش الوطني، فيما قتل عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية جراء استهداف مدفعية الجيش الوطني مركبة تابعة للميليشيات الحوثي بينما كانت تقل عدداً من عناصرها في الملاجم، شرق البيضاء.
كما تفقد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن طاهر العُقيلي، معسكر اللواء 23 ميكا بالمنطقة العسكرية الأولى بمحافظة حضرموت. وأشار في كلمته إلى «أهمية المحافظة على الجاهزية القتالية والاستعداد الجيد للمشاركة في معركة الوطن واستعادة ما تبقى من مؤسسات الدولة من قبضة الإرهاب الحوثي الذي جلب لشعبنا الكوارث والأزمات والموت».
وقال، طبقاً لما نقل أورده موقع الجيش: «آن الأوان لالتحام الجيش بالشعب لتحقيق النصر ودحر الميليشيات من كل شبر في أرض الوطن».
وعقد رئيس الأركان اجتماعاً بقيادة اللواء، استمع خلاله إلى مشكلاتهم واحتياجاتهم منوها بأهمية الانضباط في المهام الموكلة إليهم وحسن التعامل مع المواطنين من قبل الوحدات التي ترابط في خط العبر - مأرب.
وفي معارك الجيش جنوب الحديدة، وبينما تستمر المعارك في جبهة الساحل الغربي ومحيط مدينة الحديدة الساحلية، وأشدّها المنفذ الشرقي للمدينة، كثفت ميليشيات الحوثي الانقلابية من انتشارها في مدينة الحديدة. وأكد مصدر في المقاومة التهامية لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش الوطني من ألوية العمالقة وعناصر المقاومة الشعبية تواصل تقدمها في جنوب الحديدة وتكبد ميليشيات الحوثي الانقلابية الخسائر البشرية والمادية، وبشكل يومي، وذلك بإسناد من تحالف دعم الشرعية الذي دفع، بوقت سابق، بتعزيزات إلى قوات الجيش الوطني في الساحل الغربي ومحيط مدينة الحديدة الساحلية، وكذا مقاتلات التحالف الذي تواصل شن غاراتها المركزة والمباشرة على مواقع وتعزيزات وثكنات عسكرية تتبع ميليشيات الانقلاب في مختلف المناطق التهامية والمزارع التي ما زالت ميليشيات الحوثي الانقلابية تتخذها ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة لها».
وقال إنه «مع الخسائر البشرية الكبيرة التي تتلقاها بشكل يومي وبعد سيطرة القوات على الخط الرابط بين صنعاء - الحديدة في مثلث كيلو (16) المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة، كثفت ميليشيات الحوثي الانقلابية من وجودها في أحياء وشوارع مدينة الحديدة ووصل بها الأمر إلى إجبار الأهالي، الذين رفضوا وجود الانقلابيين في أحيائهم السكنية، على ترك منازلهم، لا سيما القريبة من خط التماس في المنفذ الشرقي للمدينة وجعلها مواقع عسكرية مع نشر قناصيهم على أسطح المباني»، مشيراً إلى «تكثيف انتشارها في مدينة الحديدة ونَصْب نقاط عسكرية ونشر عرباتها في مختلف الشوارع الرئيسية ومنافذ الأحياء السكنية المكتظة بالسكان».
وكانت رابطة أمهات المختطفين في الحديدة، طالبت، أول من أمس (الثلاثاء)، ميليشيات الحوثي الانقلابية بإطلاق سراح والكشف عن (208) أشخاص مخفيين قسرياً، وذلك في وقفة احتجاجية نفذتها الرابطة صباح أول من أمس أمام مبنى إدارة أمن مديرية الخوخة.
وأبدت الأمهات قلقهن على مصير أبنائهن في ظل الوضع العسكري والأمني الذي تشهده المحافظة، والذي لا يعرفن عنه شيئاً، وتعنُّت جماعة الحوثي المسلحة واستمرارهم في عملية الاختطافات والإخفاءات القسرية لأبناء محافظة الحديدة، وصمت المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وناشدت أمهات المختطفين «المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والأمم المتحدة وأصحاب الضمائر الحية سرعة إنقاذ أبنائهنّ المختطفين والمعتقلين تعسفياً والمخفيين قسراً»، كما «جددن مطالبهن للمنظمات الدولية والمحلية، والصليب الأحمر بسرعة التدخل لمعرفة مصير أبنائهن وحمايتهم... الذين اختطفوا دون مسوِّغ قانوني وحُرِموا من كل حقوقهم الإنسانية».
إلى ذلك، كشف تقرير نشرته وكالة «أسوشييتد برس» عن منع الحوثيين مدير وكالة إغاثة دولية من العودة لمناطق سيطرتهم بسبب عدم تجاوبه مع ضغوط الميليشيات التي كانت ترغب في استخدام قوائم المستفيدين التي تقدمها مؤسسة أدرا (ADRA) الدولية.
كما تحدث التقرير نفسه عن أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أوقفت تحويلات نقدية إلى 9 ملايين يمني من العائلات «الأكثر فقرا» بسبب ضغط الحوثيين وتعذر إنشاء مركز الاتصال للحصول على تعليقات من المستفيدين، وأرجع التقرير الذي نقل عن مصادر، توقف التحويلات إلى أن الحوثيين أعاقوا إطلاق مركز اتصال خاص باليونيسيف لأنهم يخشون كشف تلاعبهم في التحويلات النقدية.
معارك عنيفة في محيط باقم صعدة... والحوثيون يكثفون انتشارهم بالحديدة
قتلى وجرحى من الانقلابيين في ملاجم البيضاء
معارك عنيفة في محيط باقم صعدة... والحوثيون يكثفون انتشارهم بالحديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة