تونس: سجن إرهابي أشرف على «مضافة لداعش»

TT

تونس: سجن إرهابي أشرف على «مضافة لداعش»

كشف سفيان السليطي، المتحدث باسم القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب، عن صدور قرار قضائي بإيداع أحد الإرهابيين التونسيين السجن وذلك بعدما تسلمته السلطات في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي من نظيرتها السودانية.
وأضاف السليطي أن قاضي التحقيق المتعهد بالقضية استنطق المتهم المشتبه في تورطه في قضايا تسفير الشباب التونسي نحو عدد من بؤر التوتر خارج تونس. ويعتبر المتهم الثاني الذي تتسلمه تونس من نظيرتها السودانية بعد الإرهابي التونسي معز الفزاني الذي سلّمه السودان إلى تونس في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2016.
وأكدت المعطيات المتوافرة حول القضية أن المشتبه به الذي تسلمته تونس قبل نحو أسبوعين مدرج في سجلات التفتيش في قضية إرهابية منذ الثامن من يناير (كانون الثاني) الماضي، وتمكنت الوحدات الأمنية السودانية المختصة في مكافحة الإرهاب، من إلقاء القبض عليه ليتبيّن أن تنظيم داعش الإرهابي قد أوكل له مهمة الإشراف على إحدى المضافات التابعة له في السودان في انتظار تسفير الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية إلى ساحة المواجهات المسلحة.
وتنتظر أجهزة الأمن التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب الحصول على اعترافات مهمة حول كيفية استقطاب الشباب التونسي والمسالك التي يمر بها للوصول إلى مناطق التوتر في ليبيا وسوريا والعراق، والدور الذي يمكن أن تلعبه العناصر الإرهابية في السودان البعيد عن بؤر التوتر والإرهاب، علاوة على الكشف عن عدد من المخططات الإرهابية التي قد تستهدف تونس، والتعرف على خرائط مخازن الأسلحة التي أغرقت البلاد بعد ثورة 2011، بالإضافة إلى الخلايا الإرهابية النائمة التي يقدرها بعض المختصين التونسيين في مكافحة الإرهاب بما بين 300 و400 خلية إرهابية متعاطفة مع التنظيمات الإرهابية وتعمل في الخفاء لصالحها.
يذكر أن الإرهابي التونسي معز الفزاني قد وجهت له تهمة التورط في عدد من العمليات الإرهابية التي نفذت في تونس أبرزها العملية الإرهابية التي استهدفت المتحف الأثري بباردو في مارس (آذار) 2015 وخلّفت 23 قتيلاً، والهجوم الإرهابي على فندق سياحي في مدينة سوسة (وسط شرقي تونس) وقد خلّف كذلك 39 قتيلاً معظمهم من السياح البريطانيين. كما تعلقت بالإرهابي معز الفزاني مجموعة من القضايا المتعلقة بتسفير الشباب إلى بؤر التوتر والالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يشير إلى إمكان وجود روابط بين المتهمين الذين يتم جلبهم من السودان.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.