إضراب عام في غزة يشل التعليم والصحة ومرافق «أونروا»

موظفون في «أونروا» شاركوا في الإضراب والجلوس أمام المقر الرئيس للوكالة في غزة (أ.ف.ب)
موظفون في «أونروا» شاركوا في الإضراب والجلوس أمام المقر الرئيس للوكالة في غزة (أ.ف.ب)
TT

إضراب عام في غزة يشل التعليم والصحة ومرافق «أونروا»

موظفون في «أونروا» شاركوا في الإضراب والجلوس أمام المقر الرئيس للوكالة في غزة (أ.ف.ب)
موظفون في «أونروا» شاركوا في الإضراب والجلوس أمام المقر الرئيس للوكالة في غزة (أ.ف.ب)

شل الإضراب، أمس، مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومرافقها في قطاع غزة، احتجاجا على قرارات الإدارة بوقف عقود عاملين وتحويل آخرين إلى عقود جزئية، بسبب الأزمة المالية التي تعانيها الوكالة الدولية.
وأكد أمير المسحال، رئيس اتحاد الموظفين العرب في «أونروا»، أن الإضراب الشامل هو جزء من الاحتجاج على سياسة الوكالة.
وشمل الإضراب هذه المرة، المدارس التي تشرف عليها وكالة الغوث، وتسبب ذلك في توقف نحو ربع مليون طالب عن تلقي الدراسة، كما شمل المراكز الصحية التي تديرها «أونروا».وكانت «أونروا» فصلت موظفين وعدلت عقود آخرين في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها بعد وقف الولايات المتحدة المساعدات السنوية لها.
وأوقفت الولايات المتحدة أكثر من 300 ألف دولار سنوياً، ضمن خطة لإنهاء عمل «أونروا»، بما يشمل شطب حق العودة والاعتراف بنحو 40 ألف لاجئ فقط، هم الذين بقوا أحياء من نحو 700 ألف لاجئ خرجوا من قراهم عام 1948.
وتبّنت الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي، القائل إن صفة اللجوء لا تورث، وبالتالي لا تنطبق على أبناء وأحفاد اللاجئين.
وبررت واشنطن وقف التمويل بأن «توسع مجتمع المستفيدين أضعافاً مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمراً قابلاً للاستمرار».
ورفضت الأمم المتحدة، والسلطة الفلسطينية، والأردن، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، قرار الولايات المتحدة، وتعهدوا بدعم الوكالة الدولية.
وقامت دول مانحة بالمساهمة بسد بعض النقص في ميزانية الوكالة، لكنها بقيت تعاني من عجز مالي هذا العام يصل إلى 110 ملايين دولار. ولم يعرف كيف ستتدبر الوكالة أمرها في العام المقبل. ومع غياب أفق واضح، بدأت «أونروا» في خطة تقشف، لكنها تسببت في توترات ومواجهات وتهديدات لمديرين في الوكالة الدولية في غزة؛ ما أجبرها على إخلاء موظفين من القطاع. وأفاد بيان للوكالة، بأنها سحبت بعض موظفيها الدوليين في قطاع غزة خشية على سلامتهم.
وقالت الوكالة، «قررت (أونروا) أن تسحب مؤقتاً جزءاً من موظفيها الدوليين من غزة، بعد سلسلة من الوقائع الأمنية المقلقة التي أثرت على موظفيها في القطاع». وأضافت الوكالة، أن مدير عملياتها وعدداً آخر من الموظفين الدوليين سيبقون في غزة، كما ستتواصل عملياتها هناك. وأكد البيان «تعرض عدد من الموظفين، في وقت سابق، للمضايقة، وجرى منعهم من ممارسة مهامهم، من جانب أفراد محتجين على الإجراءات الأحدث التي اتُخذت نتيجة للموقف المالي الذي يشكل تحديا لـ(أونروا)».
وطالبت «أونروا» في بيانها السلطات في غزة، «بتوفير الحماية اللازمة لموظفيها ومنشآتها».
ورد إياد البزم، الناطق باسم وزارة الداخلية التي تقودها «حماس»، بأن الوزارة ملتزمة بحماية موظفي ومنشآت «أونروا».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».