اتفاق بين جيشي السودان وجنوب السودان على تكوين قوات مشتركة

تأجيل اجتماع رؤساء أركان جيوش «إيغاد» في الخرطوم

TT

اتفاق بين جيشي السودان وجنوب السودان على تكوين قوات مشتركة

أكد الجيش السوداني اتفاقه مع جيش جنوب السودان على إجراء تدريبات عسكرية، وإنشاء قوات مشتركة، وإكمال الملفات الأمنية العالقة بين البلدين، وتنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك بين جوبا والخرطوم كافة قبل نهاية العام الجاري. وفي غضون ذلك، تم تأجيل اجتماع رؤساء أركان جيوش مجموعة دول «إيغاد» الذي كان مقرراً عقده في الخرطوم اليوم لأجل لاحق.
وقال الفريق أول ركن كمال عبد المعروف، رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، إن المباحثات التي أجراها مع نظيره رئيس أركان جيش جنوب السودان الفريق أول قبريال زوك ريك في الخرطوم أمس، كانت مثمرة، وبحثت مجالات التدريب المشترك، وتكوين قوات مشتركة، وأفضت إلى الاتفاق على إنفاذ جميع الملفات العالقة بين البلدين قبل نهاية العام الجاري.
وأوضح عبد المعروف وفقاً لبيان صحافي صادر عن المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد أحمد خليفة الشامي بالخرطوم، اطلعت عليه «الشرق الأوسط» أمس، أن الاتفاقات التي تمت تمهد الطريق «نحو تطبيق اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين».
وبحسب بيان الجيش السوداني، فقد استقبل وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، رئيس أركان الجيش الشعبي لجمهورية جنوب السودان، الفريق أول ركن قبريال زوك ريك ووفده الزائر، وذلك بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول عبد المعروف، وبحث معه القضايا المشتركة التي تخدم استقرار البلدين.
وقال الفريق بن عوف، إن المباحثات أكدت على تطور علاقة البلدين، وأهمية التواصل وتبادل الزيارات، وبناء علاقات جيدة بين القوات المسلحة في البلدين باعتبارها «المدخل إلى ترتيب بقية الملفات ذات الاهتمام المشترك». ونقل البيان عن رئيس أركان الجيش الشعبي الفريق أول قبريال امتنانه للجهود السودانية، التي تبذلها الحكومة السودانية، ودور وزارة الدفاع والقوات المسلحة السودانية في إقناع أفرقاء الجنوب للتوقيع على اتفاقية الترتيبات الأمنية، وقوله: «لقد وصلنا إلى قناعة بأهمية التعاون، والمضي قدما نحو تعزيز العلاقات بين البلدين».
ووصل رئيس أركان الجيش الشعبي لجمهورية جنوب السودان على رأس وفد رفيع في زيارة للخرطوم، تستغرق عدة أيام، وكان ينتظر أن يشارك خلالها في اجتماع رؤساء أركان جيوش دول الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» الذي يبحث بالخرطوم الترتيبات الأمنية والعسكرية لإحلال السلام في دولة جنوب السودان، بيد أن الاجتماع تم تأجيله بحسب إفادة العميد الشامي لـ«الشرق الأوسط».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.