أسبوع «الفن المفتوح» بين تونس وإيطاليا

تظاهرة تهدف إلى تشبيك الفضاءات الثقافية بين البلدين

أسبوع «الفن المفتوح» بين تونس وإيطاليا
TT

أسبوع «الفن المفتوح» بين تونس وإيطاليا

أسبوع «الفن المفتوح» بين تونس وإيطاليا

في بادرة تجمع بين جمعيتين ثقافيتين تونسية وإيطالية، ينظم أسبوع للفن المفتوح بين البلدين في الوقت ذاته؛ إذ تعرض حالياً مجموعة من الأعمال الفنية الإيطالية في تونس، وذلك خلال الفترة الممتدة بين و12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي و21 من الشهر نفسه، في حين تعرض أعمال فنية تونسية في مدينة بيروجيا الإيطالية، وذلك خلال الفترة المتراوحة بين 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتمتد حتى يوم 21 من الشهر الحالي.
وتأتي هذه البادرة من جمعية «الفن الحي» بتونس وجمعية «ريا» الثقافية الإيطالية، وتتوزع عروض الأسبوع بين مدينة بيروجيا الإيطالية خلال الفترة الممتدة من 29 سبتمبر إلى 12 أكتوبر ومدينة وتونس.
وتهدف هذه الاحتفالية متعددة التعبيرات الفنية، وفق المدير الفني لهذه التظاهرة، المخرج المسرحي معز مرابط، إلى تشبيك الفضاءات الثقافية والفنانين المستقلين من التونسيين والإيطاليين، وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الأعمال إلا بداعية والتعريف بها هنا وهناك، والتركيز على بناء فعل ثقافي مشترك يجمع مبدعي البلدين.
ويشارك في هذا الأسبوع الثقافي المفتوح أربعون جمعية وفضاء ثقافياً وثلاثون فناناً ومبدعاً من البلدين، حيث يقدم 26 فناناً تونسياً الكثير من الأعمال الفنية والفرجوية في مدينة بيروجيا الإيطالية، تشمل الفنون التشكيلية والفوتوغرافيا والمسرح والموسيقى، وفي المقابل ينزل نحو 14 فناناً إيطالياً ضيوفاً على تونس ويقدمون مجموعة من العروض والفعاليات الفرجوية.
ومن أبرز فقرات المشاركة التونسية ضمن الفعاليات التي ستنتظم ببيروجيا، عرض فيلم «القرط» لحمزة عون، وفيلما «بابل» و «آخر واحد فينا» لعلاء الدين سليم، وعرض مسرحي «دم القمر» لفضاء الحمراء، ومعرض للفنانة التشكيلية سعاد مامي، وآخر للفنان سفيان بن رمضان، وحفل لمجموعة «يوما»، ومعرض للفنانة صديقة كسكاس، وعرض كوريغرافي بعنوان «زوفري» للراقص رشدي بلقاسم، وعرض موسيقي للفنانين الهادي الفاهم، ويوسف سلطانة، وسليم العرجون، ومروان سلطانة. وتختتم سلسلة العروض التونسية في بيروجيا بحفل للفنان بهاء خليفة.
أما أهم العروض الإيطالية المبرمجة في تونس، فهي: عرض موسيقي لمجموعة «لوفستروم»، ومعرض تشكيلي للفنان ماتياميشيلي، ومعرض للرسام برولي بروكس، وعرض راقص بعنوان «توبراي» للفنان افشيمفار جافاندي، وعرض موسيقي للثنائي ميراباسي وفرانشيسيني، وورش تكوينية في الكوريغرافيا، وعرض أفلام فيديو.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.