قالت الصحافية الأميركية روكمي كاليماشي، التي كشفت في العام الماضي عن عشرات الآلاف من وثائق «داعش»، أنها تلقت تهديدات من داعشيين. وقالت إن التهديدات «رسمية»، وأن شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» كانوا أبلغوها بذلك.
من جهتها، قالت صحيفة «شيكاغو ديلي هيرالد» التي كانت تعمل فيها الصحافية، قبل أن تنتقل إلى صحيفة «نيويورك تايمز»، على لسانها «أُبلغت في رسالة بريد صوتي تركها عميل خاص في مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن محادثة جماعية اعترضت وفيها شكى أحد الإرهابيين، من عملها في جمع وترجمة وثائق خلفتها دولة (داعش)، بعد طردها من الموصل في العراق في عام 2017».
وحسب الصحافية، جاء التالي على لسن الإرهابي «يجب ألا ندع مخلب الشيطان هذه أن تفلت منا. يجب علينا ذبحها وتلقين الصحافيين درساً لن ينسوه».
لكن، قللت الصحافية من الخطر عليها. وقالت إن «داعش» عندها أهداف أهم منها. وأضافت الصحافية: «أشعر وكأنني أسيطر على الوضع الآن. أعتقد بأنني لست في أعلى قائمة أهدافهم».
وكانت الصحافية نشرت بالتفاصيل الدقيقة كثيراً من قوانين «داعش» من غرب الموصل، منها قوانين عن طول اللحية، وطول السراويل، وطريقة سباية النساء». وحصلت على وثائق عليها شعار «داعش» في مكاتب كان يستخدمها التنظيم حتى وقت قريب من طرده من الموصل. ولاحظت تركيز «داعش» على سلوك الرجال والنساء، وعن الحملة الإعلامية التي كانت تقودها وزارة الإعلام في ما يسمى دولة الخلافة. وعن ملصقات ملساء وزاهية الألوان ومنشورات أنيقة عن «ما تصفه (داعش) بالسلوك الصحيح لمواطنيها».
وعثرت الصحافية على كتيبات وصور لأساور ذهبية، وخواتم من ألماس، وذلك مع التعليمات الخاصة بإخراج الزكاة. بالإضافة إلى تحذيرات عن فرض العقاب من يتقاعس عن إخراجها. وكان «الداعشيون» يحتفظون بسجلات دقيقة لمن أدى الزكاة. وإذا كان الشخص يملك ذهباً، أو عقاراً، أو سيارة. ودونت أيضاً الرواتب الشهرية.
وعثرت الصحافية على بيانات وكتيبات عن كيفية التعامل مع السبايا. وجاء في واحد من هذه الكتيبات، أن رجل دين بارزاً في «داعش» لديه سلطة توزيع السبايا على المقاتلين. وجاء في الكتيب «ينبغي أن يتذكر الجميع أن استعباد أسرى الكفار وسبي نسائهم هو جانب راسخ من الشريعة».
وحسب هذا الكتيب، يمكن للداعشيين الجمع بين أختين كسبيتين. ويتناول سؤال في الكتيب ما إذا كان بإمكان مجموعة من المقاتلين الاشتراك في سبية واحدة. وتقول الإجابة، إن مالكاً واحداً فقط يمكنه مضاجعة سبية واحدة».
وحسب قوانين دولة «داعش»، «على النساء ألا يبرحن المنزل في حالات كثيرة. وعليهن تغطية أنفسهن من أخمص القدم إلى الرأس بملابس سوداء عندما يخرجن. وعلى الرجال ارتداء سراويل قصيرة، وإطلاق اللحى بأطوال مناسبة»..
حسب هذه الوثائق التي حصلت عليها الصحافية الأميركية، ولا يوجد ترفيه منظم في ظل «داعش» التي حظرت الإنترنت والموسيقى والهواتف المحمولة. وكانت وكالة «رويترز»، أيضاً، حصلت على بعض هذه الوثائق. وجاء فيها، أن الدولة حرمت أطباق استقبال البث الفضائي من أخبار العالم الخارجي. وفي ملصق ضخم تحت اسم «لماذا يجب أن أحطم الدش والتلفاز» قدم الداعشيون 20 سبباً يتمحور معظمها حول «الفجور» الذي تنشره برامج القنوات الفضائية. وإن القنوات الفضائية تعرض قصصاً عن الحب والعري إلى جانب اللغة البذيئة.
«داعش» تهدد صحافية أميركية فضحتهم في الموصل
كانت جمعت عشرات الآلاف من الوثائق
«داعش» تهدد صحافية أميركية فضحتهم في الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة