بوتاس يمنح هاميلتون الفوز بسباق جائزة روسيا

من أجل تعزيز صدارته لبطولة «فورمولا 1»

بوتاس (يمين) يشارك هاميلتون الاحتفال بالسباق الروسي (رويترز)
بوتاس (يمين) يشارك هاميلتون الاحتفال بالسباق الروسي (رويترز)
TT

بوتاس يمنح هاميلتون الفوز بسباق جائزة روسيا

بوتاس (يمين) يشارك هاميلتون الاحتفال بالسباق الروسي (رويترز)
بوتاس (يمين) يشارك هاميلتون الاحتفال بالسباق الروسي (رويترز)

انصاع الفنلندي فالتيري بوتاس للأمر الصعب من إدارة فريقه مرسيدس، ومنح زميله بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون الفوز في جائزة روسيا الكبرى أمس، ليوسع الفارق في صدارة الترتيب العام لبطولة العالم للفورمولا 1 مع سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتيل إلى 50 نقطة.
وبعدما بدا متجها إلى تحقيق الفوز الرابع في مسيرته والثاني على التوالي في روسيا، انصاع بوتاس الذي انطلق من المركز الأول، لقرار الفريق الساعي لضمان احتفاظ سائقه البريطاني بلقب البطولة، ليفسح له المجال للتقدم والفوز في نهاية المطاف بالمرحلة السادسة عشرة.
وحقق هاميلتون على حلبة مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود، وتحت أنظار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمالك السابق لحقوق البطولة البريطاني بيرني إيكلستون، الفوز الـ70 في مسيرته، والثالث على التوالي هذه السنة، والخامس في آخر 6 سباقات، ليعزز موقعه بالصدارة بشكل كبير على حساب فيتيل قبل 5 سباقات على نهاية الموسم.
إلا أن كل متابعي السباق كانوا يدركون أن بوتاس هو من يستحق الفوز، وأولهم مدير فريق مرسيدس النمساوي توتو وولف الذي توجه إليه بالقول عبر جهاز الاتصال الداخلي «فالتيري، أنا توتو. هذا يوم صعب بالنسبة إليك وإلينا. لنناقشه لاحقا (بعد السباق) عندما نجلس سويا وسنشرَح ذلك».
ونفذ بوتاس قرار الفريق، وقام في اللفة 25 بإفساح المجال أمام زميله، مانحا إياه المركز الثاني خلف سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن.
وقبيل نهاية السباق، وبعدما استعاد هاميلتون الصدارة، سأل بوتاس: «كيف سننهي السباق؟»، أي ما إذا كان سيستعيد مركزه، ليأتيه الرد من الفريق: «المركزان سيبقيان على ما هما عليه. سنتحدث في الأمر بعد السباق».
وليست «أوامر الفريق» أمرا جديدا في سباقات الفورمولا 1، إذ إن العديد من الفرق لا سيما الكبرى منها، تعتمدها لصالح أحد سائقيها على حساب الآخر، لا سيما ما إذا كان ينافس على لقب البطولة. وتلقى هذه الأوامر آراء متناقضة، بين مؤيدين يعتبرون أن من حق الفريق إصدارها لكونها تشكل جزءا من الجهد الجماعي والصالح العام، ومعارضين يعتبرون أنها تقضي على المنافسة وتتيح التمييز بين سائقين يكونان أحيانا متمتعين بالمستوى نفسه أو أمام فرص متساوية.
وقال هاميلتون بعد أحد أكثر انتصاراته إثارة للجدل: «الأمر ليس جيدا بطبيعة الحال. فالتيري قام بعمل لمصلحة الفريق».
وعند تسلم الجوائز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذهب هاميلتون لتوجيه الشكر إلى بوتاس وطلب منه الصعود بجانبه إلى أعلى منصة التتويج.
وشرح هاميلتون الأمر قائلا: «كان يوما صعبا. إنه رجل حقيقي ليسمح بأن يتجاوزه. في المعتاد كنت سأشعر بالسعادة لكني أتفهم مدى صعوبة الأمر لفالتيري».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».