عبّرت الحكومة الإسرائيلية عن احتجاجها على تكريم بلدية العاصمة الإسبانية وناديها الرياضي (ريال مدريد)، للفتاة الفلسطينية عهد التميمي (17 عاماً)، المحررة من سجون الاحتلال، واعتبرت ذلك «تشجيعاً على العنف والإرهاب».
وكانت سلطات الاحتلال قد حاولت منع التميمي من مغادرة البلاد، إلا أنها رضخت لضغوط أوروبية وسمحت لها بالمغادرة. ووصلت التميمي برفقة والدها باسم وبعض أفراد عائلتها إلى مدريد، نهاية الأسبوع الماضي، وسط ترحيب واسع لها في الصحافة الرسمية. وقد تم وضع برنامج غني لها، والتقت وستلتقي مع عدد من الشخصيات الرسمية والمحلية ووسائل الإعلام، وتشارك في فعاليات سياسية تستضيفها العاصمة الإسبانية، تتحدث فيها عن تجربتها. واستقبل نجم الفريق السابق، إميليو بوتراغينيو، الذي يشغل منصب نائب المدير التنفيذي لنادي ريال مدريد ورئيس دائرة العلاقات الدولية فيه، أول من أمس (السبت)، عهد التميمي، في مقر النادي الملكي في العاصمة الإسبانية. ومنح النادي الطفلة الفلسطينية هدية رمزية عبارة عن قميص النادي الذي يحمل الرقم 9. ونشرت الصحيفة الرياضية الأوسع انتشاراً في إسبانيا «ماركا» عنواناً رئيسياً عريضاً يرحب بعهد تحت عنوان: «ريال مدريد يستضيف عهد التميمي الصغيرة التي تحولت إلى رمز للنضال الفلسطيني». واعتبرتها صحيفة «الفايس»، «بطلة في جسد طفلة».
وقد أغاظت هذه الزيارة المسؤولين الإسرائيليين. وبتعليمات من رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، بعث السفير الإسرائيلي لدى إسبانيا، دانييل كوتنر، برسالة احتجاج إلى عمدة بلدية مدريد، مانويلا كارمانا، اعتبر فيها استقباله التميمي «أمراً يشجع على العنف ضد المدنيين الإسرائيليين، ويقوض أي محاولة لإيجاد حوار حقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين». وزعم كوتنر أن التميمي «ليست مقاتلة بريئة من أجل السلام، وإنما محرضة على العنف والإرهاب»، معتبراً أن «أي مؤسسة ترحب بها تروج بشكل غير مباشر للعنف والعدوان، بدلاً من تعزيز الحوار والتفاهم».
بدوره، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيمانويل نخشون، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلاً: «شيء مخزٍ. عهد التميمي تشجع على العنف ضد مواطني إسرائيل. حقيقة أن قيام ريال مدريد باستقبال إرهابي يحرض على الكراهية والعنف، شيء لا علاقة له بقيم كرة القدم العالمية».
والمعروف أن عهد التميمي من عائلة مناضلة انتقمت منها سلطات الاحتلال، فاعتقلت والدتها ووالدها مرات عدة، ثم تعرضت هي القاصر نفسها للاعتقال لدى سلطات الاحتلال، وفرض عليها الحكم بالسجن مدة 8 أشهر، بعد قيامها بالتصدّي لقوات الاحتلال التي حاولت اقتحام منزل عائلتها في قرية النبي صالح، شمال غربي رام الله. ولاقت قضية عهد التميمي أصداء واسعة في الصحافة العالمية، كما حظيت بموجة تضامن شعبي في مختلف دول العالم. وأمضت عهد التميمي فترة حكمها في السجن مع أمها، التي حكم عليها بالسجن في القضية نفسها. وهي تقوم حالياً بجولة عالمية لشرح القضية الفلسطينية.
احتجاج إسرائيلي على استقبال عهد التميمي في إسبانيا
رحب بها نجم ريال مدريد السابق إميليو بوتراغينيو... والفريق منحها هدية رمزية
احتجاج إسرائيلي على استقبال عهد التميمي في إسبانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة