البشير يؤكد إجراء الانتخابات في موعدها ويقطع بعدم تأجيلها

دعا لتقليص الأحزاب السياسية ودمجها في مجموعات انتخابية

TT

البشير يؤكد إجراء الانتخابات في موعدها ويقطع بعدم تأجيلها

قطع الرئيس السوداني عمر البشير بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وعدم تأجيلها لأي سبب كان، وانتقد وجود أعداد كبيرة من الأحزاب السياسية في البلاد، ودعا لتقليصها إلى مجموعات استعداداً لعملية الانتخابات.
وقال البشير لملتقى شبابي بالخرطوم، أمس، إن الانتخابات المقررة في عام 2020 لن يتم تأجيلها، وإن السجل المدني سيستخدم لأول مرة لحصر قوائم المرشحين، بما يزيل عبء إحضار قوائم الناخبين عن المرشحين.
وكشف البشير عن وجود «لجنة تشاور حول الدستور»، وتتيح الفرصة لمكونات الشعب للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم من القاعدة إلى القمة، مشاركة قطاعاتهم المختلفة في صياغة الدستور القومي.
وانتقد البشير وجود 110 أحزاب سياسية في البلاد، ووصفه بأنه «أمر ليس إيجابياً»، ودعا لدمجها في تجمعات حزبية كبيرة استعداداً للعملية الانتخابية، وأضاف: «العدد الكبير للقوى السياسية، من شأنه خلق مشكلات في الرموز الانتخابية وتشابه المرشحين»، وتابع: «لا بد من تقليصها، نريد أحزابا حقيقة لديها قواعد للمنافسة في الانتخابات».
وربط البشير بين توقيع اتفاقية السلام في دولة جنوب السودان، وتحقيق السلام في المناطق المضطربة في السودان مثل النيل الأزرق وجنوب كردفان، وقال: «نجحنا في دفع أطراف النزاع في الجنوب للاتفاق بعدما فشل الآخرون».
وتعهد البشير بتحقيق السلام في البلاد عن طريق الحوار، وقال إن «تحقيق السلام بات الآن أقرب من أي وقت مضى»، وأضاف: «سنسعى لتحقيقه عبر عملية التفاوض وليس الحرب، باعتبارها كارثة على الشعوب، وأن التوصل للعملية السلمية عبر الحوار أقل كفلة من القتال».
وقال إن بلاده تواجه استهدافاً كبيراً عن طريق توسيع مسارح العمليات، وهو الشيء الذي وصفه بأنه فاق الحرب العالمية الثانية، وحث الشباب على مواجهة ما سماه «كل أشكال الاستهداف».
وأشار البشير إلى أنه دأب على تجديد قرار وقف إطلاق النار باستمرار «حقناً لدماء الشباب الذين يقاتلون من الطرفين، لأنه المسؤول عنهم أمام الله»، ودعا للعمل على توفير الإمكانات التي تستنزف في الحرب وتسخيرها للتنمية والإعمار.
وأوضح البشير أن إقليم دارفور شهد حالة من الاستقرار، شهد عليها المجتمع الدولي، وأن الأوضاع أصبحت مهيأة لعودة النازحين إلى قراهم بالتركيبة الجغرافية ذاتها، مشيراً إلى أن الإقليم سيعود أفضل مما كان عليه في السابق، وتعهد بأن تشهد الفترة المقبلة «استقراراً حقيقياً في المجالات كافة».
وقطع بأن الاستقرار الذي يعيشه الإقليم وتوجه الأطراف جميعها إلى السلام، يجعل استمرار وجود قوات حفظ السلام الدولية «يوناميد» في دارفور بلا جدوى.
وأجرى البشير نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي سلسلة لقاءات ومخاطبات؛ من بينها لقاء مع قيادات من قبائل البشاريين بشرق السودان مساء السبت الماضي، أكد خلاله أن «قضية حلايب» ستكون حاضرة في لقاءاته مع القيادة السياسية المصرية، وأن السودان يملك الوثائق التاريخية التي تثبت «سودانية حلايب»، وأنهم مطمئنون لموقفهم في القضايا كافة.
بيد أن البشير قال لضيوفه من البشاريين الذين يقع المثلث المتنازع عليه في ديارهم، إنه «لمس رغبة وإرادة حقيقية من الرئيس المصري في تعزيز علاقات البلدين في المجالات كافة»، وإن البلدين قادران على التفاهم في «قضايا الحدود والتجارة والحريات الأربع، لتعزيز التكامل بين البلدين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.