في اليوم العالمي للقهوة... أين ومتى اكتشفت؟

يحتفل العالم في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام باليوم العالمي للقهوة، التي تعتبر شريكا يوميا لنسبة كبيرة من سكان العالم، ومنافسا على أكثر السلع تداولا في العالم بعد النفط الخام.
وتقيم كثير من الدول حول العالم احتفالا خاصا بأيام القهوة الوطنية في أوقات مختلفة على مدار العام، ففي البرازيل، أكبر منتج للبن، يتم الاحتفال به في 24 مايو (أيار). في الولايات المتحدة الأميركية، أكبر مستهلك للقهوة، في 29 سبتمبر (أيلول).
وفي محاولة لتوحيد جميع هذه الاحتفالات في جميع أنحاء العالم، اختارت الدول الأعضاء في منظمة القهوة الدولية ورابطات البن، الأول من أكتوبر ليكون يوما موحدا للمشاركة والاحتفال، وذلك وفقا للموقع الرسمي لليوم العالمي للقهوة.
وتعود الجذور الأولى لاكتشاف تلك البذرة السحرية، صاحبة تأثير «الكافيين» الذي يعشقه سكان العالم، إلى قبيلة «الأورومو» في إثيوبيا، الذين اكتشفوا الأثر المنشط لنبات حبوب القهوة.
حيث لاحظ راعٍ لقطيع من الغنم في إحدى هضاب إثيوبيا أن عنز قطيعه كانوا يقفزون بنشاط غير معهود ويتسلّقون الصخور بسرعة غير مألوفة كلّما أكلوا من ثمار شجيرات، فبادر هو إلى تذّوقها وراح يشعر بحيوية زائدة وطاقة قويّة لم يعهدها من قبل، وكان ذلك في مطلع القرن السابع عشر.
ولكن احتساء القهوة كمشروب ساخن، ظهر في منتصف القرن الخامس عشر في اليمن، التي تعد من أوائل الدول التي زرعت وصدرت البن إلى العالم.
ويعود أصل أشهر أنواع القهوة «موكا» التي نحتسيها الآن، إلى «قهوة المخاء» نسبة إلى الميناء اليمني الشهير (المخا)، الذي انطلقت منه سفن تجارة وتصدير البن إلى أوروبا وباقي أنحاء العالم. ويشتهر البن اليمني بمذاقه الخاص وطعمه الفريد الذي يختلف عن أنواع البن الأخرى التي تزرع وتنتج في بلدان العالم الأخرى.
وبحلول القرن السادس عشر وصلت القهوة إلى بقية الشرق الأوسط وجنوب الهند وتركيا والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا. ثم انتشرت القهوة بعد ذلك في البلقان، وإيطاليا وبقية أوروبا إلى جنوب شرقي آسيا ثم إلى أميركا.
واختارت منظمة القهوة الدولية التي تم تأسيسها عام 1963 في لندن، موضوعا خاصا بها لدعمه هذا العام خلال احتفالاتها، فدشنت حملة تحت عنوان «النساء والقهوة»، من منطلق إبراز دور النساء في زراعة بذور القهوة وتجهيزها والعمل في سلسلة التعبئة والإنتاج مثلها مثل الرجال، وذلك وفقا لمدونة المنظمة الدولية للقهوة.
وأشارت المنظمة إلى أنها تسعى خلال هذا العام إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى الإنصاف والمساواة بين العاملين في قطاع البن من النساء والرجال.
وشهد العام الماضي احتفالات وفعاليات بيوم القهوة في أكثر من 45 دولة مختلفة في جميع أنحاء العالم.