زار رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، أمس، محافظة نينوى (460) كيلومتراً شمال بغداد، وهذه الزيارة الرابعة التي يقوم بها الحلبوسي في إطار زياراته للمحافظات العراقية، بعد تسنمه رئاسة البرلمان منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي، وسبق أن قام بزيارة محافظتي البصرة وكربلاء في وسط وجنوب البلاد، وزار الخميس الماضي، محافظة الأنبار غرب العراق التي كانت يشغل منصب المحافظ فيها قبل وصوله إلى القبة النيابية.
ورافق رئيس البرلمان، وزير الداخلية قاسم الأعرجي. وتشير مصادر إلى أن الضيفين قدما وعوداً بإعادة 4 آلاف منتسب إلى أجهزة الشرطة في المحافظة؛ كانوا قد انقطعوا عن العمل بعد صعود «داعش» عام 2014.
والتقى الحلبوسي والوفد المرافق معه، المحافظ نوفل العاكوب وأعضاء من مجلس المحافظة، وزار مقر قيادة العمليات.
وتشير مصادر مقربة من الوفد إلى أن الزيارة تهدف إلى «الوقوف على احتياجات المحافظة من تشريعات نيابية، ولإدامة النصر على الإرهاب، والتعجيل بحركة الاستثمار والخدمات في المحافظة»، مضيفة أن الحلبوسي أكد دعم مجلس النواب الاتحادي للمحافظة، في إطار سعيها لإعادة الإعمار، وتقديم الخدمات التي أصيبت بأضرار فادحة بعد سيطرة تنظيم داعش عليها لنحو 3 سنوات (2014 - 2017).
وأفادت وكالة الأنباء العراقية (واع)، بأن محافظ نينوى طالب خلال الاجتماع مع رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له بـ«حل معاناة أهالي محافظة نينوى، وأبرزها معاناة المكون الإيزيدي، خصوصاً النساء اللاتي تعرضن للظلم والاعتداء خلال سيطرة عصابات (داعش) الإرهابية، وحل مشكلات المفقودين، وتشكيل لجنة لإخراجهم، ومنح شهادة الوفاة للمتوفين منهم».
ويميل مصدر مقرب من رئيس البرلمان إلى الاعتقاد بأن زياراته المتكررة للمحافظات العراقية، تأتي في سياق «التواصل مع الفعاليات الاجتماعية والسياسية في المحافظات، والتعرف عن أهم المشكلات التشريعية التي تواجهها في إطار علاقتها بالمركز في بغداد». ويضيف المصدر، الذي يفضل عدم ذكر اسمه: «كذلك يسعى الحلبوسي إلى إظهار نفسه بمظهر السياسي الشاب والحيوي القادر على تقديم نموذج لرئاسة مغايرة للرئاسات البرلمانية التي سبقته». ويرى عضو مجلس محافظة نينوى، أضحوي جفال الصعيب، أن «زيارة محمد الحلبوسي ذات طابع بروتوكولي أكثر من أي شيء آخر، نظراً لرئاسته لسلطة التشريع وليس التنفيذ، ولا يستطيع القيام إلا بأشياء محددة تتعلق بالتوجيه والاطلاع». ومع ذلك، يعتقد الصعيب، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها «زيارة ضرورية، خصوصاً مع وجود وزير الداخلية قاسم الأعرجي في الوفد الزائر». وكشف عن وعد قطعه وزير الداخلية الأعرجي لإعادة 4 آلاف منتسب لقوات الشرطة في نينوى كانوا قد انقطعوا عن الخدمة لأسباب مختلفة بعد 2014، حين سيطر «داعش» على المحافظة. غير أنه يقول: «المشكلة أننا سمعنا كثيراً من الوعود في أوقات سابقة تتعلق بإعادة عناصر الشرطة، لكنها لم تنفذ ونتطلع هذه المرة إلى تنفيذها».
وعن بقية القضايا التي طرحت على طاولة التفاوض بين رئيس مجلس النواب ومحافظ نينوى ومجلسها، يعتقد الصعيب أن «مشكلة التجاوز على صلاحيات المحافظة من قبل الحكومة الاتحادية من أبرز القضايا التي أثيرت في الاجتماعات، الصلاحيات قضية أساسية بالنسبة لنا، ونأمل أن يتمكن رئيس البرلمان من معالجتها».
كذلك يشير إلى مناقشة «موضوع المختفين قسرياً وعمليات الاعتقال والسجن التي تحدث في المحافظة، نعلم أنه موضوع معقد وتختلط فيه الإجراءات السياسية بالأمنية وغيرها، وهناك أيضاً موضوع النازحين، إذا ما زال نحو 700 ألف مواطن لم يعودوا إلى منازلهم في نينوى لأسباب مختلفة».
العراق: رئيس مجلس النواب ووزير الداخلية يتفقدان نينوى
وعدا بإعادة 4 آلاف منتسب للشرطة في المحافظة
العراق: رئيس مجلس النواب ووزير الداخلية يتفقدان نينوى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة