دراسة: 43 شخصاً يموتون كل عام بسب «السيلفي»

الشاب الروسي كيريل أورشكين الذي يعشق التقاط سيلفي من مرتفعات - أرشيف (الإندبندنت)
الشاب الروسي كيريل أورشكين الذي يعشق التقاط سيلفي من مرتفعات - أرشيف (الإندبندنت)
TT

دراسة: 43 شخصاً يموتون كل عام بسب «السيلفي»

الشاب الروسي كيريل أورشكين الذي يعشق التقاط سيلفي من مرتفعات - أرشيف (الإندبندنت)
الشاب الروسي كيريل أورشكين الذي يعشق التقاط سيلفي من مرتفعات - أرشيف (الإندبندنت)

أفادت دراسة حديثة بارتفاع عدد الأشخاص الذين يلقون مصرعهم جراء التقاط صور «سيلفي»، خاصة في المواقع الخطرة.
ورصد فريق الدراسة 259 حالة وفاة نتيجة «السيلفي» في العالم في الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2011 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2017، بمتوسط 43 شخصا سنويا.
ويأتي الغرق والسقوط كأكبر سبب للوفاة بسبب «السيلفي»، وفقا للدراسة التي نقلتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وأظهرت الدراسة أن معدل الوفيات نتيجة التقاط صور «سيلفي» أعلى بين الرجال، بمعدل سبع من كل عشر وفيات، أي بنحو 73 في المائة من الضحايا، فيما يشكل الشباب الذين تترواح أعمارهم بين 20 و29 عاما نصف هذه الحالات.
ووفقا للصحيفة، يقترح علماء إنشاء مناطق حظر «سيلفي» حول العالم، خاصة في الأماكن الخطرة، للحد من الوفيات الناجمة عن التقاط صور شخصية.
وبدأت مواقع سياحية شهيرة في الهند بالفعل تنفيذ حظر «سيلفي» في عدد من المواقع، عقب سلسلة من الوفيات مؤخرا.
وقال الباحث بالدراسة أغام بانسال، من معهد الهند للعلوم الطبيعية، إن «سيلفي» في حد ذاته ليس خطرا، ولكن السلوك البشري الذي يصاحب التقاطه هو الخطر، وتابع بأن الأفراد بحاجة لتجنب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
واعتبر بانسال أن إعلان مناطق لحظر «السيلفي» أمر لا بد منه في أماكن مثل المسطحات المائية وقمم الجبال والمباني الشاهقة، وذلك لتقليل معدل الوفيات المرتبطة بالـ«سيلفي».
وحللت الدراسة أكبر عدد ممكن من الأخبار في كل مناطق العالم المتعلقة بالوفاة الناجمة عن التقاط «سيلفي»، بالإشارة إلى جنس الوفيات.
ورصدت نتائج الدراسة أن الغرق تسبب في مقتل 70 حالة، وحوادث السيارات 51 حالة، والسقوط 48 حالة، وهي الحالات الأكثر شيوعا.
وعلى الرغم من أن الباحثين في دورية (طب الأسرة والرعاية الأولية) أكدوا أن الصور «السيلفي» هي شكل مهم من أشكال التعبير عن الذات، فإنهم يحذرون من أن الوفيات بسببها ترتفع بشكل كبير.
واعتبر بانسال أنه على الرغم من نتائج الدراسة، إلا لا تمثل إلا «قمة جبل الجليد»، إذ لا يتم الإبلاغ عن الكثير من الحالات التي توفيت جراء «سيلفي».
وفي هذا السياق، ذكر فريق الباحثين أن أعلى البلاد التي تشهد الوفاة نتيجة التقاط «السيلفي» هي الهند، والتي يوجد بها منطقة حظر «سيلفي» بولاية غوا، ثم روسيا والولايات المتحدة وباكستان.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.